[c1]إسرائيل تسخر من المجتمع الدولي [/c] يرى محللون دوليون أن العزلة المتنامية التي تعاني منها إسرائيل -لا سيما عقب الهجوم الذي شنته آخر الشهر الماضي على أسطول المساعدات الذي كان متجها إلى غزة- تعزز النظرة الدولية المتشائمة إزاء الدولة العبرية.وقالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأميركية إن الإسرائيليين ينظرون إلى الانتقادات الدولية تجاههم على أنها غلو وشطط مرتبط بقرون من اضطهاد اليهود, ومن ثم فهي مسألة يمكن تجاهلها.وقبل خمسة عقود خلت حين كان القادة اليهود يفكرون في شن هجوم على غزة, قال رئيس الوزراء ومؤسس دولة إسرائيل ديفد بن غوريون في سياق استخفافه بتدخل الأمم المتحدة عبارته الساخرة الشهيرة باللغة العبرية: “أوم شموم”, وتعني “الأمم المتحدة لا تساوي شيئا”.وفي الآونة الأخيرة برز مجدداً استهزاء مماثل بالمجتمع الدولي في إسرائيل رداً على التنديد الدولي بالغارة الإسرائيلية على أسطول الحرية في 31 مايو/أيار.فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك التنديد بأنه “نفاق دولي” موجه ضد إسرائيل، وهي عبارات رددها خصومه السياسيون والإسرائيليون العاديون على حدٍ سواء.وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلها من تل أبيب, أن الاعتقاد بأن إسرائيل تواجه انتقادات دولية تنم عن نزعة لتقويض شرعيتها ليس إحساساً لدى المحافظين من الإسرائيليين، بل يمتد ليشمل اليمين واليسار معاً.وعلى النقيض من قرارها الانفرادي بقصف المفاعل النووي العراقي عام 1980, فإن إسرائيل تصوِّر طموحات إيران النووية على أنها مشكلة تواجه القوى الدولية.وقال المحرر المشارك لأحد مواقع منتديات الرأي الإسرائيلية/الفلسطينية يوسي ألفير إن الاعتراف اليوم بعدم قدرة إسرائيل على الدخول في حروب استباقية واحتلال أراضي الغير لإسكات “المسلحين على حدودها”, هو الذي دفع الحكومات الإسرائيلية للقبول بقوات أممية لحفظ استقرار الوضع في معاقل حزب الله بجنوب لبنان. وفي تقرير آخر بنفس الصحيفة, رأى الصحفي وولتر روجرز أن التداعيات التي أعقبت حادثة أسطول الحرية لم تشفع لإسرائيل والولايات المتحدة لرأب الصدع في علاقات البلدين.واستهل روجرز, المراسل السابق لقناة سي إن إن الإخبارية, تقريره بالقول إن من الصعب أن يتذكر المرء وقتاً كانت فيه العلاقات بين رئيس أميركي في سدة الحكم والدولة العبرية “أبشع” مما هي عليه الآن.وأضاف أن إدارة الرئيس باراك أوباما مدركة للدرك الأسفل الذي وصلت إليه العلاقات مع إسرائيل، حتى قبل المواجهة التي حدثت في عرض البحر الأبيض المتوسط.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]وجه جديد للقوة في الشرق الأوسط [/c]كتب باتريك كوكبرن في إندبندنت أن معالجة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لأزمة غزة جعلته في بؤرة الضوء ووضعت تركيا في مركز السياسة الإقليمية.فمنذ أن اقتحمت قوات الكوماندوز الإسرائيلي سفينة المساعدات لغزة وقتلت تسعة ناشطين برز وجه أردوغان، الرجل الذي قاد إدانات الغارة، في عناوين الصحف وعلى شاشات التلفاز في أنحاء الشرق الأوسط.وقال كوكبرن إن الإخفاق الدموي الإسرائيلي قاد إلى تغيير حاسم في ميزان القوة في الشرق الأوسط، أكبر من أي شيء شوهد في المنطقة منذ أن حرم انهيار الاتحاد السوفياتي العرب من أقوى حليف لهم.وأشار إلى أن دور أردوغان الشخصي سيكون له أهمية دائمة في أنحاء المنطقة. وبقيادته ستصير تركيا مرة أخرى لاعبا قويا في الشرق الأوسط لدرجة لم تحدث منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى.واستغرب الكاتب من أن تركيا، بسكانها البالغ عددهم 72 مليون نسمة وثاني أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد الولايات المتحدة، لم يكن لها دور رئيسي في الشرق الأوسط قبل الآن. وقال لو أن تهديدات أردوغان لإسرائيل جاءت من زعماء آخرين في الشرق الأوسط لكان من الممكن تجاهلها لأن أنظمة هؤلاء الزعماء ضعيفة ولا هم لهم إلا التمسك بالسلطة. لكن تركيا مختلفة لأنها تنمو بسرعة في قوتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية.وفيما يتعلق بعلاقاتها بالعراق وسوريا وجيرانها الأخرين تقوم تركيا بدور مركزي لأول مرة منذ كمال أتاتورك -أول رئيس لتركيا المعاصرة- ففي العراق، على سبيل المثال، تعتمد الولايات المتحدة على تركيا في زيادة نفوذها ومقاومة إيران بوزن مماثل بعد انسحاب 92 ألف جندي أميركي خلال الـ18 شهرا القادمة.لكن ليس واضحا إلى أي مدى سيذهب أردوغان هذه المرة في تأكيد قيادة تركيا في الشرق الأوسط ويستغل الإخفاق التام لإسرائيل. فسجله يشهد بأنه سريع في استغلال أخطاء الآخرين. لكنه يحب أن يختار الوقت الذي يناسبه وهو حريص على ألا يبالغ في قوته. فقد فعل ذلك بمهارة كبيرة في السياسة المحلية في مواجهاته مع قيادة الجيش التركي التي اعتادت رسم حدود سياسة تركيا الخارجية.ومن المعروف عن أردوغان -وهو ابن ضابط في خفر السواحل- أنه ولد في مدينة ريز على البحر الأسود عام 1954 وانتقل مع أسرته إلى إسطنبول وهو في سن 13 وكان يبيع الليمونادة وكعك السمسم في أحياء الطبقة العاملة بالعاصمة أثناء ارتياده المدارس الدينية. ونظرا لطوله وقوة بنيانه صار لاعب كرة قدم محترفا بينما حصل على درجة في الإدارة في جامعة مرمرة. وكان معروفا بصلاحه والدعاء قبل كل مباراة. لكنه منذ مرحلة مبكرة كان مهتما بالسياسة. فقد التقى نجم الدين أربكان -زعيم حزب الرفاه الإسلامي- عندما كان في الجامعة وأصبح مسؤولا عن قسم الشباب بالحزب في إسطنبول. ونظرا لقدرته على الخطابة وتنظيمه السياسي ارتقى في مراتب الحزب وأصبح حاكما لإسطنبول وهو في سن الأربعين وكان يوصف بأنه إداري مخلص وكفء.
أخبار متعلقة