صباح الخير
احتفل شعبنا اليمني في الداخل والخارج في الثاني والعشرين من مايو 2008 م بالذكرى الثامنة عشرة للوحدة اليمنية المباركة.(18) عاماً مرت من عمر الوحدة اليمنية المباركة وهي رغم قصرها بمعايير الزمن الإنساني وتاريخ البشرية غير أنها وللحقيقة كانت أعواماً مباركة حقاً امتلأت بالمنجزات العظام وانتقلت بالوطن من عهود التشطير والفرقة والتمزق والاحتراب إلى عهد البناء والنماء والاهتمام بالإنسان وتحسين مستوى حياته حيث شملت الإنجازات شتى مناحي الحياة وصارت اليمن اليوم دولة تحكمها المؤسسات الدستورية ونظام ديمقراطي نموذجي في المنطقة وتعدد حزبي حقيقي يبدو جلياً في حرية صحفية حقيقية ومساحة حرية ممارسة النشاط المجتمعي بشتى صوره ويتجلى ذلك في الحجم الواسع من منظمات المجتمع المدني التي تمارس نشاطها بحرية كبيرة وواسعة.كما نحتفل اليوم وقد تحقق الكثير في مجال المشاركة الشعبية الواسعة في الحكم وصنع القرار حيث تجلى ذلك في منظومة الإجراءات والفعاليات التي شهدتها الساحة اليمنية في هذا المجال بدءاً بالانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية ومروراً بانعقاد مؤتمرات المجالس المحلية التي شكلت حراكاً ديمقراطياً فاعلاً مهد الطريق لإنجاز منجز ديمقراطي كبير تجلى في انتخاب المحافظين بطريقة حرة وديمقراطية ونزيهة على طريق انتخاب مديري المديريات باتجاه الحكم المحلي واسع الصلاحيات كهدف يرتقي بمستوى الأداء ويحدث التنافس بين الوحدات الإدارية في عموم محافظات الوطن.للاحتفالات بعيد الوحدة اليمنية الثامن عشر اليوم نكهة وطعم خاص ويضمخ عبق أريجها الفواح حاضرنا الزاهر ويمنحه ألقاً وبهجة دائمين باعتبار الوحدة تعبيراً عن إرادة شعب انتقلت به من عهود الصراعات إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمجتمع المدني وتطبيق مبادئ العدالة والحرية والمساواة.احتفالنا اليوم ليس بتحقيق الوحدة كانجاز عظيم فحسب وإنما أيضاً بما تلا ذلك اليوم على مدى الثمانية عشر عاماً من انجازات حيث ارتبطت الوحدة بالديمقراطية والتعددية السياسية باعتبارهما الوسيلة الضامنة للتنافس السلمي على السلطة وشطب كل المبررات الداعية إلى التآمر والانقلاب والتصفيات الدموية وإشعال فتيل الفتن والتحريض اللامبرر للشارع وتاليبه ضد النظام الوطني الديمقراطي والغاء كل ذلك من واقعنا إلى الأبد ليحل محلها التنافس السلمي في ظل علاقات حزبية مبنية على الثقة بنتائج صناديق الاقتراع والحرص على الوطن في أجواء الحوار البناء وعدم الاستقواء بالخارج ضد الوطن والحرص على الوطن وتغليب مصلحته على كل المصالح.اليوم تتجلى صورة الانجاز في شتى المجالات التي يلمسها الناس في واقعهم في كل مناحيه ولن يعدم الإنسان السوي من وسيلة لتصفح سجل الإحصاءات ليرى ما تحقق ولن يعدم الوسيلة أيضاً في مشاهدة هذه الانجازات على أرض الواقع من إنشاء الجامعات في عدد من محافظات الوطن وإلى الطرق المعبدة التي تربط المهرة بصعدة وإلى الطرقات المعبدة وهي ترصف في الأحياء والشوارع وآلاف المدارس والمستشفيات وملايين الطلاب في التعليم العام والجامعي وإلى الكهرباء وهي تربط المدن والقرى ببعضها البعض وتحيل الظلام إلى نور وحدوي ولن يعدم الوسيلة أيضاً وهو يرى التحسن الذي شهدته اليمن في ميزان المدفوعات واحتياطنا من العملة الصعبة وانخفاض مديونياتنا وثبات سعر عملتنا ولن يعدم كل ذي عقل وبصيرة في رؤية الانجازات على صعيد تحسين علاقاتنا بأشقائنا في دول الجوار حتى بات دخول بلادنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي قاب قوسين أو أدنى من التحقق.كل ذلك تحقق في عهد الوحدة المباركة بزعامة القائد الفذ فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صانع الوحدة وباني اليمن الحديث المتطور والديمقراطي الذي سخر كافة طاقات الوطن وقدراته لتحسين أوضاع المواطنين ومستوى معيشتهم ويبذل كل جهوده في توجيه السياسات التي تخلق فرص العمل وبرامج الحد من انتشار البطالة والفقر بين المواطنين ويرعى الشباب ويهتم بهم أيما اهتمام .لذلك كله نقول أهلاً بعيد الوحدة الثامن عشر وهي تشب عن الطوق وتنضج حتى صارت محصنة من الارتدادات والإخفاقات مقدمة النموذج نحو وحدة عربية شاملة بعون الله.