مدرسة أزال بين اليوم والأمس:
منى علي قائدفي وسط حي شعبي وبالقرب من السوق ذهبت إلى مدرسة تقيم معرضها السنوي، وكنت شبه متأكدة إنني لن أرى جديداً فيها، بل إن ما سأراه لن يرقى إلى مستوى المدارس الأخرى.. حيث سمعت أن لهذه المدرسة بصمات سابقة في مجالات عدة وبمختلف الأنشطة التي أبرزت الدور الفاعل لإداراتها في الرقي بالتعليم والمتعلمين على حد سواء.لهذا عزيزي القارئ “أزال” تضيء اليوم أنوار الحلم التعليمي في معرضها الذي أنجز بأقل الإمكانيات وبأكبر الجهود المبذولة وذلك ليظهر عالياً أسم “أزال” فأزال التي كانت بالأمس مجرد سكن لعمال شركة”البس” الفرنسية أصبحت اليوم مدرسة لها شأنها بين مدارس محافظة عدن.. ففي قسم العلوم كان لبدائل المواد المختبرية الوجه الأبرز في التطبيق العملي التي أبدعت فيه زهرات أزال، وفي قسم الوسائل التعليمية كان دور الوسيلة الحية من زهرات وأشبال أزال الذين أدوا الطواف وتعليم القرآن الكريم.. حيث نرى التزام الوسائل والمجسمات بشروط الوسيلة التعليمية التربوية أما على الصعيد الإعلامي والفني كان حفلها البسيط من أغانٍ أعادت الشجون والذكريات الجميلة عن الوطن والعلم والأم.كما كان للمسرح نصيب من اهتمام الإدارة المدرسية حيث قدمت مشاهد بسيطة تحمل في طياتها معاني جميلة نأمل تحقيقها في وطن سبتمبر وأكتوبر.. كما تزهو نشرة (عناقيد أزال) بإبداعات تلميذاتها الشعرية والقصصية والفنية.. حقاً إن أزال اليوم غير أزال الأمس.وفي أثناء تجوالنا وطوافنا في مدرسة أزال التقينا بتلاميذها الذين ارتشفوا بدايات التعليم من رحيق مدرسيها منذ بداية الدراسة فيها عند تسلمها عام 2006م وسألناهم عن انطباعاتهم في الفرق الذي يشعرون به اليوم فكان لنا اللقاء التالي مع إحدى أشبال وزهرات المدرسة:* الطالبة/ مريم علي أحمد قاسم في الصف الثالث إعدادي حيث قالت: قبل دخولي للمدرسة حدثني والدي عن أهمية التعليم وضرورة الحصول على المعلومات والدرجات العالية والوظيفة المناسبة في المستقبل إن شاء الله.. وعند دخولي للمدرسة تعلمت الكثير من المعلمات أولاً: السلوك المهذب وكذا الكثير من المعارف التي كنت أجهلها.. كما أشكرهن لأنهن تعاملن معنا كأمهات وربطن المعلومة بالحركة والنشيد أحياناً.. واليوم مدرستي أحسن بكثير من السابق فهناك المظلة التي تحمينا من الشمس والنشيد المكتوب بجانب العلم والسبورة الواضحة البيضاء والوسيلة الثابتة من أرقام وحروف، مدرستي أحلى من السابق وأنا أحبها كثيراً.* أما الطالب/ مصطفى أشرف ياسين في الصف الثالث إعدادي قال: قبل دخولي المدرسة حثني والدي على التعليم ولأنه يبني بيوتاً لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف ولأن الجهل نهايته الضياع، لكن بالتعليم والحصول على الدرجات العالية يعطيني الأمل في المستقبل للحصول على وظيفة جيدة ومصدر دخل أعيش عليه، وعند دخولي المدرسة عرفت حروف الهجاء والتشكيل، كما كانت المعلمة تحثنا على الأدب والنظافة والتعامل بمحبة فيما بيننا كما كانت المعلمات في المدرسة مثل أمهاتنا حتى أثناء العقاب لا يضربننا بل يستخدمن أسلوب التوجيه والإرشاد.. اليوم المدرسة أكثر نظافة وذلك عندما عملوا لنا الساحة المفروشة بالحصى والمظلة التي تحمينا من أشعة الشمس وكذلك الرسومات الشهيرة لشخصيات وأبطال أفلام الكرتون الخاصة بالأطفال.. وأنا أحب مدرستي.