الحكم على حماس من الأفعال لا الأقوالتحت هذا العنوان قالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إن الديمقراطيين الحقيقيين لا بد وأن يحيوا نسبة الإقبال التي بلغت 78 في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي اتسمت - وبصورة رائعة- بالنزاهة والحرية والأمن.وأشارت في هذا الإطار إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اللذين يراهنان - وإن بصورة انتقائية- على نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط يجب أن يظهرا الآن ارتياحهما.وقالت إن المشكلة الوحيدة في هذه الانتخابات تكمن في نتيجتها, التي كانت فوزا كاسحا لحركة حماس الإسلامية وفشلا مهينا لحركة فتح.لكن الصحيفة ذكرت أن هذا النصر الكبير لحماس قد يجلب فرصا لا تعوض بالنسبة للمهمة الضخمة لبناء السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني, وإن كانت المخاطر أكثر بديهية في الوقت الحاضر.وتحت عنوان "الغرب وحماس يجب أن يتحاورا مع بعضهما بعضا" ذكرت صحيفة ديلي تلغراف في افتتاحيتها بأول اختبار كبير للديمقراطية في الجزائر عام 1991 عندما فازت جبهة الإنقاذ في الانتخابات العامة هناك, وألغى جنرالات الجيش النتائج ودخلت البلاد في "حرب قذرة" راح ضحيتها 150 ألف شخص.وفي المقابل قالت إنه في البلاد التي فتح المجال فيها أمام الأحزاب الإسلامية للمشاركة في تسيير الأمور, فإن هذه الأحزاب أثبتت جدارتها سواء أكان ذلك في البحرين أو المغرب أو الأردن.من العنف للشرعية السياسيةكتبت آنا بالاثيو وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، وكارل بليت أحد مبعوثي السلام السابقين في الشرق الأوسط, مقالا في صحيفة فايننشال تايمز طالبا فيه باحترام اختيار الشعب الفلسطيني معتبرين أنه رغم الصعوبات الجلية فليست هناك أي بدائل فيما يتعلق بالبحث عن السلام, عن مبادرات منطلقة من تأييد الأغلبية.وطالب الكاتب فيليب ستيفنس في الصحيفة نفسها بالحكم على حماس من خلال أفعالها لا من خلال أقوالها.وأضاف أن أولئك الذين يقولون بأنه لا مجال للتفاوض مع الإرهابيين يجب أن يراجعوا تجارب النصف الأخير من القرن الماضي, حيث غالبا ما مهدت المفاوضات الطريق للتحول من العنف إلى الشرعية السياسية.كما طالب جوناتان ستيل في صحيفة غارديان باحترام الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني, مشيرا إلى أن هذا الفوز فتح أمام الأوروبيين فرصة للعب دور حيادي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.بل إن ستيل اعتبر أن فوز حماس هو أفضل خبر يأتي من الشرق الأوسط منذ زمن بعيد, مشيرا إلى أن من أهم ما ميز الانتخابات الفلسطينية هو كونها ليست مدينة لجهود واشنطن "الانتقائية" في نشر الديمقراطية في العالم العربي.وتساءلت صحيفة إندبندنت في مقال لها عن ماذا سيحدث بعد الفوز المذهل لحماس في الانتخابات الفلسطينية مما يجعلها القوة المحورية للسياسة الفلسطينية.وأشارت إلى أن هذا الفوز يمثل تحديا لكل حسابات السلام في الشرق الأوسط, معتبرة أنه دفع الصراع الفلسطيني من جديد إلى فترة أخرى من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها.وتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي مول فساد عرفات وعليه أن لا يمول إرهاب حماس" قالت صحيفة تايمز في افتتاحيتها إنه قل ما كان حزب سياسي يستحق الهزيمة في انتخابات ديمقراطية كما هي الحال بالنسبة لحركة فتح المرتشية والمتداعية للسقوط بعد أن هيمنت بصورة شبه كلية على السلطة في الأراضي الفلسطينية منذ بداية فترة الحكم الذاتي.لكن الصحيفة اعتبرت أن فوز حماس يمثل صفعة قوية لجهود السلام, مؤكدة أن حماس لن تنجح حتى في جهودها الإصلاحية دون تعاون إسرائيلي.وطلبت في هذا الإطار من الاتحاد الأوروبي الضغط على حماس كي تتخلى عن العنف مقابل تقديم المساعدات لها حتى لا يكون ممولا للإرهاب كما كان ممولا للفساد.في الشرق الأوسط: خطوة عملاقة إلى الخلفتحت عنوان " في الشرق الأوسط: خطوة عملاقة إلى الخلف " قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن مزاعم المتشددين الإسرائيليين بمن فيهم أرييل شارون منذ 20 سنة بأنهم لم يستطيعوا الحصول على شريك مهتم بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو قادر على ذلك كانت دائما محل نقاش, لم تتأكد قبل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة.وحاولت الصحيفة تحديد أسباب هذا الفوز, فذكرت في مقدمتها الفساد المستشري في حركة فتح وغياب النظام وتفشي البطالة, فضلا عن عجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن فرض سيطرته على السلطة الفلسطينية ذاتها.كما قالت إن على المتشددين الإسرائيليين أن يوجهوا اللوم لأنفسهم كذلك, مشيرة إلى أن عباس الذي يؤكد الجميع أنه شريك أكثر براغماتية من سلفه ياسر عرفات لم يتنازل له شارون عن أي شيء يمكنه إقناع الفلسطينيين بأنه إنجاز خاص به.وختمت الصحيفة بالقول إن على حماس الآن أن تختار بين الإمساك بزمام الحكم وتأمين الكهرباء والماء والتعليم والدولة المستقلة لشعبها المنهك وبين مواصلة حملتها الرامية إلى تدمير إسرائيل.وتحت عنوان "الفلسطينيون يختارون عدو إسرائيل اللدود" قالت صحيفة يو إس أي توداي إن فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة يبعث على التشكيك في مصير عملية السلام في الشرق الأوسط ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأميركي السابق إدوارد أبنغتون -وهو مستشار حالي للسلطة الفلسطينية- تخوفه من أن يؤدي هذا الفوز إلى تنامي مشاعر الكراهية بين الفصائل الفلسطينية, مما قد يؤدي إلى حرب أهلية في فلسطين, ستمتد في الغالب إلى إسرائيل.وقال أبنغتون "إن هذه النتيجة ليست جيدة بالنسبة لإسرائيل, لكنها انتكاسة كبيرة للولايات المتحدة".وفي نفس السياق اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن هذا الفوز سيعقد جهود السلام في الشرق الأوسط.حماس متفاجئة بمدى انتصارهاتحت هذا العنوان قال تلورا كينغ في صحيفة لوس أنجلوس تايمز إنها لا تعتقد أن من بين من فاجأهم مدى فوز حماس من هو أكثر اندهاشا من حركة حماس نفسها.واعتبرت الصحيفة أن حماس توجد أمام مأزق حقيقي, إذ لو حاولت إرضاء مؤيديها الأكثر تطرفا عن طريق التمسك بخطها الرامي إلى تدمير إسرائيل, فإنها قد تقوض التأييد الدولي لإنشاء الدولة الفلسطينية, والذي لم يحصل عليه إلا بشق الأنفس, ولو جعلت موقفها أكثر اعتدالا وألغت مبدأها التأسيسي القائم على تدمير إسرائيل, فإنها قد تفقد قاعدتها المناضلةوعن الخط الذي ستنتهجه إسرائيل بعد هذه النتائج كتب غريغ ماير في نيويورك تايمز تعليقا قال فيه إن الإسرائيليين أصيبوا بالدهشة بسبب اكتساح حماس للمجلس التشريعي الفلسطيني, لكن هذا ربما أيضا وضعهم في لحظة نادرة من الوضوح مع الذات, إذ في غياب المفاوضات ستواصل إسرائيل أعمالها الأحادية الجانب المتمثلة في رسم الحدود وعزل أنفسهم عن الفلسطينيين.وذكر ماير أن الخبراء يعتقدون أن إسرائيل تتمتع الآن بحرية أكبر لتحديد مستقبلها بنفسها, بما في ذلك تسريع بناء الجدار العازل.ونقل عن شلومو آفينيري الأستاذ في الجامعة اليهودية قوله إن الخلافات بين الفريقين أصبحت أكثر عمقا, كما أن فرص المفاوضات أصبحت أبعد من ذي قبل, مما يعني أنه لم يبق أمام الإسرائيليين سوى اتخاذ خطوات أحادية الجانب".
عالم الصحافة
أخبار متعلقة