[c1]أوباما لا يستطيع كبح إسرائيل [/c] قال الكاتب البريطاني روبرت كورنويل إنه ليس باستطاعة الرئيس الأميركي باراك أوباما كبح جماح إسرائيل في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، موضحا أنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلا في ظل وجود اللوبي الإسرائيلي على الأرض الأميركية وحاجة واشنطن لتل أبيب باعتبارها حليفا إستراتيجيا ضد الخطر النووي الإيراني.وأوضح كورنويل في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن ما وصفه «بالوقاحة» الإسرائيلية متمثلة في الإعلان عن بناء ألف وستمائة من الوحدات السكنية في القدس الشرقية بالتزامن مع الجهود الرامية لاستئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين.وتأتي الخطوة الإسرائيلية بعد وقت قصير جدا من الاتفاق على استئناف المباحثات غير المباشرة برعاية أميركية، ما يضع فاعلية الجهود والدور الأميركي على المحك، كما تأتي في لحظة توحد فيها موقف تل أبيب وبعض العواصم العربية المعتدلة إزاء الخطر النووي الإيراني المحتمل لتذهب كل تلك الجهود سدى.ومضى الكاتب قائلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيواصل بناء وتوسيع المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية رغم أنف الولايات المتحدة، وذلك لأنه على ثقة بأنه ليس بمقدور الرئيس الأميركي كبح جماح تل أبيب أو تقييد خطواتها لما كانت الحليف الإستراتيجي الهام للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى خشية أوباما من الدور الذي يمكن أن يلعبه اللوبي الإسرائيلي في الشؤون الأميركية.وقال كورنويل إن أميركا تعتمد على إسرائيل بوصفها شريكا قويا للتصدي للخطر النووي والنفوذ الإيراني في المنطقة وبالتالي رعاية المصالح الأميركية في المنطقة، وإن القلق الأميركي إزاء الخطر الإيراني ينسي أوباما قلقه إزاء الفلسطينيين.وأشار إلى أن نتنياهو ضرب عرض الحائط بتصريحات أوباما في زيارته التاريخية للقاهرة والمتمثلة في كون حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال لا تطاق وفي دعوته إلى تجميد كامل للمستوطنات لمعرفة مدى جدية الإسرائيليين في السلام.وبينما وجدت النداءات الأميركية أذنا إسرائيلية صماء، يقول المدافعون عن موقف أوباما المتردد إزاء الخطوات الإسرائيلية على الأرض إنه منشغل بإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها بلاده. واختتم الكاتب بالقول إن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ممثلا في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) سيعقد مؤتمره الأسبوع القادم بحضور نتنياهو وكلينتون، وأما بناء وتوسيع المستوطنات في القدس الشرقية فسيستمر برغم أي معارضة أميركية. كما خلصت صحيفة أميركية إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استمد من الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة جرأة جعلته يتمسك بموقفه الذي يشترط وقفا كاملا للأنشطة الاستيطانية قبل استئناف مفاوضات السلام.وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن محمود عباس عاد بتلك التصريحات إلى شرط مسبق كان قد أسقطه قبل أسبوع لإعطاء فرصة لمبادرة أميركية تقضي بإجراء مباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد نقلت عن عباس قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا في رام الله أمس مطالبته الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ التزاماتها الدولية وفي مقدمتها وقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.ورأت الصحيفة أن لغة المسؤولين الأميركيين الصريحة والرسائل الغاضبة بشأن بناء مستوطنات جديدة في أجزاء من مدينة القدس ثبت أنها لم تكن سوى «مكسب آني» لعباس.ويقول رجل الأعمال والمعلق السياسي الفلسطيني سام بحور إن القيادة الفلسطينية ربما تشعر بأنها في موقف أخلاقي عال في هذه اللحظة.غير أن الصحيفة ترى أنه بدون إضفاء زخم على المفاوضات فإن رئيس السلطة الفلسطينية يقف فوق أرض غير مستقرة.وقد عكست الصدامات التي وقعت حول القدس الثلاثاء, بعدما نادت حركة حماس باعتباره «يوم الغضب», حالة الإحباط الفلسطيني من العجز عن وقف التوسع الإسرائيلي في «القدس الشرقية المحتلة».من جهته قال أستاذ علوم الاتصال بجامعة بيرزيت نشأت أقطش إن السلطة الفلسطينية تحاول أن تُبقي الوضع هادئا قدر المستطاع على أمل أن تحظى بدعم المجتمع الدولي.غير أنه يستدرك قائلا إن على السلطة التي تجد نفسها تحت وطأة ضغط شعبي هائل أن تتخذ خطوات بهذا الشأن.ويضيف: «إنه وضع معقّد حيث إنك تريد تحسين الظروف الاقتصادية والتعبير عن الغضب في الوقت ذاته ».ويمضي متسائلا: «كيف لك أن تحصل على دعم دولي إذا عبِّرت عن غضبك؟ وكيف لك أن تلوذ بالصمت؟».وان ما حصل قبل تسعة أشهر من عرض الرئيس الامريكي باراك أوباما على المسلمين «بداية جديدة» مع الولايات المتحدة في كلمة ألقاها بالقاهرة كانت محور جهوده لتحسين صورة بلاده على مستوى العالم.واليوم يعبرالمسلمون عن خيبة الأمل التي يشعر بها الكثير خاصة في الشرق الاوسط بسبب ما يعتبرونه فشلا من ادارة أوباما في الوفاء بهذا الوعد.وقال حسين «كنا متفائلين لكن لم تتحقق نتائج.»ويتبنى مساعدو أوباما موقفا دفاعيا تجاه هذه الانتقادات ويشيرون الى مبادرات علمية وتعليمية وتكنولوجية أطلقت بعد خطاب القاهرة فضلا عن قمة لرجال الاعمال المسلمين من المقرر عقدها في ابريل نيسان الى جانب عزم أوباما سحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 .لكن المحك بالنسبة للكثير من المسلمين هو التقدم في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة التي حاول أوباما تحريكها العام الماضي. ولم تحقق هذه الجهود أي شيء بعد أن رفضت اسرائيل مطلبه وهو التجميد الكامل لبناء المستوطنات.وقال ستيفن جراند خبير العلاقات الامريكية الاسلامية في واشنطن « ربما يكون الخطاب قد زاد التوقعات اكثر من اللازم فيما يتعلق بما تستطيع ادارة شابة انجازه في العام الاول في مشكلة صعبة ومعقدة جدا.»وتحاول الادارة الآن تدشين محادثات غير مباشرة بين الجانبين لكن هذه الجهود الجديدة واجهت انتكاسة الاسبوع الماضي حين أعلنت اسرائيل خططا لبناء 1600 منزل في القدس الشرقية المتنازع عليها ما أثار تنديدا صريحا على نحو غير معتاد من قبل واشنطن الغاضبة.وسواء بحق او بدون حق يعتبر الكثير من المسلمين أن أوباما متهاوناً مع اسرائيل بينما يضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة الى محادثات السلام.وأضافت ميشيل ديون من معهد كارنيجي للسلام الدولي «المسلمون كانوا يتوقعون أن يمثل أوباما شيئا جديدا بسبب ما يمثله في السياسات الامريكية. لم يروا هذا. ما رأوه بالفعل هو عودة الى الدبلوماسية التقليدية.».
أخبار متعلقة