الجولة الأهم لكبير مستشاري بوش العسكري
واشنطن / وكالات:أكد قادة عسكريون قريبون من دائرة القرار الأعلى في الإدارة الأميركية أن عام 2006 سيكون عام الانسحاب من العراق وقال هؤلاء أن حجما كبيرا من القوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى التي شاركت في الحرب التي أسقطت حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيكتمل انسحابه مع حلول مارس المقبل وانتقد هؤلاء القادة ولاءات بعض القيادات العراقية لجهات خارج العراق في إشارة لارتباط بعضهم مع إيران بدون ذكر أسمائهم وإليه يواصل كبير مستشاري الرئيس بوش للشؤون العسكرية الجنرال بيتر بيس جولة كان بدأها في نهاية آخر أسبوع من العام الماضي يزور خلالها بلدانا في ثلاث قارات. وأكد المستشار العسكري، أن الولايات المتحدة تنوي تسليم قوات الأمن العراقية مزيدا من المسؤوليات الأمنية في الشهور القادمة. لكنه قال إن عدد القوات التي سيتم سحبها من العراق خلال العام 2006 سيعتمد على الكيفية التي يقيّم فيها القادة العسكريون في الميدان الوضع هناك. وفي التفاصيل فإن رئيس هيئة رؤساء أركان القوات الأميركية المسلحة المشتركة الذي جال على كل من أبوظبي وقطر والبحرين العراق وأفغانستان وباكستان وجيبوتي الجنرال بيس أكد أن الجيش والشرطة العراقيين سيتوليان، طبقا لما يكتسبانه من مهارات متزايدة، سيطرة موازية على بقاع متزايدة من مناطق البلاد، بغض النظر عن أعداد المتمردين الباقين فيها. وخلال وجوده في أبوظبي أشار الجنرال بيس أمام الصحافيين إلى أن هناك جهودا مبذولة لتجنيد السنّة وخاصة في صفوف الضباط. واعترف الجنرال الأميركي في معرض حديثه تكوين قوات الأمن العراقية قال الجنرال وبستر إن معظم القادة والمجندين في الجيش والشرطة الخاصة هم من الشيعة.ويشار إلى أن عديد القوات الأميركية المنتشرة في العراق كان ارتفع إلى 160 ألف جندي خلال فترة الانتخابات الأخيرة، غير أن القادة العسكريين يخططون الآن لإجراء تخفيض تدريجي خلال الربع الأول من العام 2006 بحيث يعود العدد إلى المستوى الذي كان عليه قبل الانتخابات وهو 138 ألف جندي. وقال الجنرال بيس "إن علينا أن نتابع مراقبة كيفية سير تلك التخفيضات كي نقرر ما إذا كان حكمنا عليها مناسبا". وأضاف بيس قائلا أنه إذا تبين أن القرار كان صائبا فإنه يمكن عندئذ إجراء مزيد من التخفيض، ربما إلى مستوى 100 ألف جندي بحلول نهاية العام 2006. وكان بيس صرح قبل ذلك أثناء توقفه في البحرين في الأسبوع الماضي بقوله سنواصل العمل مع الحكومة العراقية لكي نقرر مقدار المسؤوليات التي يمكن تحويلها إلى قواتها المسلحة بحيث تتمكن كل قوات الائتلاف، وليس القوات الأميركية فقط، من تسليم مزيد من المسؤوليات للعراقيين والعودة إلى بلادها. وتابع الجنرال بيس الذي تعتبر جولته الأولى له في المنطقة منذ توليه منصب رئاسة هيئة الأركان المسلحة أن ثلث العاصمة العراقية بغداد يقع الآن تحت السيطرة الكاملة للقوات العراقية. وصرح بيس في مؤتمر صحفي له في القاعدة البحرية في الجفير بالبحرين يوم الخميس 29 ديسمبر (كانون الأول) بأن أول تخفيض في مستوى القوات الأميركية سيبدأ من الآن ويتم بحلول نهاية مارس المقبل. ولكن من جانبه كان الجنرال وليام وبستر الذي يقود قوات التحالف في العراق أقر بأنه مع استمرار سيطرة أخبار العنف على الأنباء في بغداد فإن من المتوقع أن يستمر مقدار ما من الفوضى في العراق حتى يتم تشكيل حكومة عراقية جديدة آمنة ويتم تنظيم قوات الأمن العراقية نسبيا وتدريبها كليا. وحسب نشرة واشنطن التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية فإن الجنرال وبستر صرح في بغداد في مؤتمر صحفي منقول تلفزيونيا من بغداد يوم الجمعة 30 ديسمبر بأنه يلاحظ وهو يحلق في أجواء المدينة ذات الستة ملايين نسمة أن حدود المدينة آخذة في التوسع حيث يتم بناء أعداد من المنازل الجديدة على أطراف العاصمة في كل اتجاه. وأضاف أن هذا يعني أن هناك بعض المال، كما أن هناك أيضا أملا بالمستقبل. ورد وبستر على منتقدي بطء عملية الانتقال وقالإن الحرب تجري في أجواء قتالية بالغة التعقيد لكننا نتقدم نحو الهدف." وأشار إلى أن القوات العاملة تحت إمرته بمن فيها الجنود من إستونيا وجورجيا ومقدونيا قد لاحظوا أن قدرة التمرد قد تناقصت منذ انتخابات 15 ديسمبر.وردا على طلب لإيضاح تصريحاته قال الجنرال وبستر إن التمرد العراقي أصبح منذ الانتخابات أضعف مما كان من حيث أنواع الهجمات التي يستطيع (المتمردون) شنها ومن حيث عدد الهجمات الذي انخفض." وأضاف أنه بمقارنة المعلومات المتوفرة من العام 2004 يتبين أن عدد محاولات شن هجمات قد ازداد الآن لكن معدل عدد الهجمات التي تعتبر ناجحة "قد انخفض إلى 10 بالمائة." وكان معدل الهجمات الناجحة في العام 2004 يتراوح بين 25 و30 بالمائة. وسئل وبستر أثناء المؤتمر الصحافي المنقول تلفزيونيا إلى البنتاغون (مقر وزارة الدفاع) قرب واشنطن عن معاملة قوات الأمن العراقية للمحتجزين العراقيين فأجاب بأن قوات الائتلاف تهيؤ القوات العراقية للقيام بالعمليات ضمن حكم القانون. وأضاف وبستر قوله إننا نعمل مع الحكومة العراقية لضمان إيجاد قوات متوازنة تتعايش مع سلطة القانون. وختاما، قال الجنرال وبستر إن العراقيين سيحتاجون إلى بعض الوقت قبل أن يتمكنوا من التخلي عن ولاءاتهم المستمرة منذ زمن "ويفضلوا الوقوف إلى جانب البلاد على كل الاعتبارات الأخرى.