أكدت أن المسألة الأمنية لا تمثل مشكلة كبرى
افغانستان/ وكالاتدعا مسؤولون حكوميون أفغان المؤسسات ورجال الأعمال العرب ومؤسسات القطاع الخاص إلى الاستثمار في أفغانستان مؤكدين ان هناك فرصا استثمارية وتجارية في مختلف القطاعات بدءاً من البنية التحتية والسدود والطاقة والاتصالات إلى قطاعات الطيران والمطارات.وقال هدايت أمين أرسلا المستشار الأول لرئيس الجمهورية ووزير التجارة إن المسألة الأمنية لا تشكل عقبة كبرى أمام دخول الاستثمار الأجنبي إلى بلاده .مؤكدا أنه وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي فإن قضية الأمن تأتي في المرتبة الثامنة بين المشكلات والتحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية وفرص جذب الاستثمارات الخارجية وتأتي قبلها تحديات أخرى كتدهور البنية التحتية والطرق وتوفر الطاقة والكهرباء والاتصالات.وحث المسؤول الأفغاني الشركات والمستثمرين العرب إلى ترك الخوف من هذه القضية وقال ان هناك فرصا هائلة للاستثمار في أفغانستان تكفلها قوانين استثمارية وتجارية في صالح المستثمر الوطني والاجنبي بالاضافة إلى حزمة اخرى من القوانين بصدد الصدور قريبا جدا.وكشف أرسلا إلى ان حجم الاستثمار الاجنبي في بلاده حاليا يزيد على مليار دولار وقال: «للأسف فان نسبة مساهمة الاستثمار العربي والإسلامي من هذه القيمة ضئيل للغاية رغم كوننا ننتمي لأمة واحدة وفى رقعة جغرافية متقاربة».جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر « التعريف بفرص التجارة و الاستثمار في أفغانستان » الذي عقد في فندق ابراج الإمارات تحت رعاية غرفة تجارة وصناعة دبي وينظمه مجلس العمل الأفغاني بحضور نحو 400 رجل أعمال، كما شارك فيه عدد من المسؤولين الأفغان من بينهم الدكتور انور الحق أحدى وزير المالية والدكتور يوسف بشتون وزير التخطيط.وبناء المدن والمهندس محمد صديق وزير المعادن والصناعة ومندوبون من البنك الدولى وبنوك عالمية اخرى. وقال وزير التجارة الأفغاني إنه خلال السنوات الاربع الماضية حدث نمو في الاقتصاد الوطني والناتج القومى بنسبة 87 وبمعدل سنوي يصل إلى 15 . وأكد ان بلاده تعتبر تجربة الإمارات باقتصادها المزدهر ومؤسساتها الحكومية الناجحة مثلا يجب ان يحتذي وأن حكومة بلاده مهتمة للغاية بالاستثمار الإماراتي في أفغانستان وتوليه أولوية كبرى.من جانبه دعا معالي وزير المواصلات سلطان بن سعيد المنصوري مؤسسات القطاع الخاص الإماراتية إلى التوجه لتنفيذ مشاريع في أفغانستان مؤكدا ان هناك فرصا حقيقية في مختلف المجالات رغم ان الاقتصاد الأفغاني يمر بمرحلة انتقالية.وقال ان العلاقات المتميزة التي تربط الإمارات بأفغانستان كانت ملموسة للغاية خلال مؤتمر اقتصادي كبير عقد منذ شهرين في كابول وشارك على رأس وفد إماراتي مشيرا إلى انه الوزير العربي الوحيد الذي زار أفغانستان على مدى العشرين سنة الماضية.وأضاف: بعد هذه الزيارة لم أعد خائب الظن فلقد لمست استعدادا وحماسا كبيرين على كل المستويات لإحداث تغيير حقيقي وانهم هناك يعتبرون الإمارات مثلا يحتذى وهذا أمر مهم للشركات الإماراتية كي تذهب وتستثمر وسيكون من شأن ذلك دعم الاستقرار في هذا البلد الشقيق مؤكدا ان الإمارات تعد بوابة مهمة لأفغانستان وانفتاحها على العالم الخارجي.وأضاف المنصوري: هناك فرص ضخمة للاستثمار في مجالات الطرق والمطارات والشحن الجوى مشيرا إلى رغبة السلطات الأفغانية في تخطيط وبناء كابول جديدة وقال هذه فرصة ملائمة للشركات العقارية وشركات المقاولات.وأضاف المنصوري انه ناقش خلال الزيارة مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي العديد من مجالات التعاون وانه لمس تشجيعا كبيرا من قرضاي للاستثمارات الإماراتية في بلاده. وأضاف انه من بين القضايا التي تم مناقشتها دخول اتصالات للسوق الأفغاني وتطوير المطارات في مجالي الركاب والشحن.مؤكدا ان هذه الأمور مهمة لنا في الإمارات ومن شأنها تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين كما توجد فرص جيدة امام البنوك الوطنية لتمويل المشاريع هناك مثلما توجد فرص امام شركات العقار في بناء وإعادة تأهيل المدن.وقال وزير المواصلات ان هناك خطوات جارية الان لتنفيذ عدة مشاريع إماراتية سيتم تنفيذها في أفغانستان قريبا وسيتم الاعلان عنها في وقتها. وأكد ان قضية الامن لا يجب ان تكون حائلا امام توجه الاستثمارات إلى هذا البلد مشيرا إلى انها ليست بالضخامة التي يتصورها البعض.وألقى عبد الرحمن غانم المطيوعي مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي كلمة أوضح فيها دور المؤتمر في التعريف بالفرص التجارية والاستثمارية في السوق الأفغاني إلى جانب خلق قنوات اتصال جديدة بين الجانبين.كما أشار إلى أن السوق الأفغاني بدأ يستعيد الاستقرار الاقتصادي والسياسي موضحاً ما يتمتع به الاقتصاد الأفغاني من مقومات مثل توفر الثروات الطبيعية من معادن وغاز وغير ذلك مما يمكنها من استقطاب المستثمرين للاستثمار حيث تملك فرصاً واعدة في المشاريع الزراعية والطرق وبناء السدود.ومشاريع توليد الطاقة الكهربائية.وأعرب المطيوعي عن تطلعه إلى تطور العلاقة التجارية الثنائية بين دولة الإمارات وأفغانستان من خلال الجهود المبذولة بين الجانبين في خلق قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين والتعاون الاقتصادي.وتعزيز التواصل بين مجتمعات الأعمال في البلدين، كما استعرض ضرورة توقيع اتفاقيات اقتصادية مثل اتفاقية التعاون الاقتصادي، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية حماية الاستثمار لتعزيز فرص الاستثمار في أفغانستان.وألقى المطيوعي الضوء على النمو الواضح في التبادل التجاري غير النفطي بين دبي وأفغانستان خلال السنوات الخمس الماضية حيث أوضح أن الأرقام تعكس مدى الاستقرار الذي تتمتع به أفغانستان.فقد تضاعف حجم التبادل التجاري بين الجانبين من 460 مليون درهم عام 2000 إلى 873 مليوناً عام 2004، فيما بلغت واردات دبي 14.2 مليون درهم في 2004 أما الصادرات فقد بلغت 142.9 مليون درهم في حين بلغ قيمة إعادة الصادرات 715.8 مليون درهم في 2004. وفي نهاية كلمته وجه عبدالرحمن المطيوعي شكره للمجلس الأفغاني على تنظيمه لهذا الحدث وكذلك السفارة والقنصلية العامة لأفغانستان لحرصهما على إبراز الفرص التجارية والاستثمارية في أفغانستان.وقام بعد ذلك السفير الأفغاني لدى الدولة بإلقاء كلمة أعرب فيها عن أهمية هذا الحدث لأفغانستان موضحاً أن الحكومة الأفغانية ستكشف عن خطتها خلال نهاية الشهر الجاري كما أوضح أهمية الدور الذي يلعبه المجلس الأفغاني في تعزيز العلاقات التجارية.وتبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية، كما أشاد السفير بالدور الكبير الذي قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لأفغانستان، كما تطرق إلى الخط الجوي بين الشارقة وكابول.والذي يتوقع أن يبدأ الخدمة منتصف فبراير المقبل من خلال 3 رحلات أسبوعية والذي سيدفع العلاقات بين الجانبين إلى آفاق جديدة وسيسهم في زيادة الحركة التجارية بين الجانبين. واستعرض السفير الأفغاني العلاقات الإماراتية الأفغانية وقال انها جيدة للغاية.مشيرا إلى ان بالإمارات نحو 100 ألف أفغاني يعملون في قطاعات عديدة تتراوح تحويلاتهم بين 200 إلى 300 مليون دولار سنويا. وأضاف انه تجرى حاليا مفاوضات مع شركات إماراتية للاستثمار في أفغانستان مشيرا إلى ان الحكومة الإماراتية تشجع هذا التوجه.وأكد سيد جواد سفير أفغانستان في الولايات المتحدة على توفر فرص الاستثمار في بلاده وقال ان لدينا رغبة كبيرة في تطوير بلدنا واحداث تنمية شاملة به بمساعدة وتعاون المجتمع الدولي.مشيرا إلى ان هناك عددا من التحديات والمشكلات الحالية التي تعاني منها أفغانستان على رأسها عدم توفر الطاقة والكهرباء ورأس المال اللازم للتمويل والفساد وصعوبة العمل.بالإضافة إلى عنصر الأمن. ورغم هذا يحقق الاقتصاد الأفغاني نموا سنويا بنسبة 15 واعتبر ان هذا شيء طيب وسط هذه الظروف ونعمل حاليا على فتح اسواق جديدة.وتحدث محمد إبراهيم رئيس مجلس العمل الأفغاني خلال المؤتمر حيث أوضح دور المجلس في الترويج للفرص التجارية والاستثمارية في أفغانستان من خلال الدور النشط الذي يلعبه أعضاء المجلس والعلاقات التي يملكها المجلس.موضحاً أن أفغانستان في مرحلة إعادة بناء وتملك فرص كبيرة للاستثمار في قطاعات اقتصادية مختلفة من أهمها مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية والطاقة.وقام رئيس مجلس العمل الأفغاني خلال المؤتمر بتدشين الموقع الجديد للمجلس على شبكة الانترنت والذي يقدم معلومات متنوعة حول أفغانستان تهم رجال الأعمال والمستثمرين، ويتوقع أن يخدم شريحة كبيرة من المهتمين بالدخول إلى السوق الأفغاني.وتناول المؤتمر ثلاثة محاور هي الاستثمار في أفغانستان، المصارف والتمويل، وكذلك التحديات والفرص، وتحدث في المحور الأول ( الاستثمار في أفغانستان) وزير المناجم والصناعة والرئيس التنفيذي لهيئة دعم الاستثمار في أفغانستان الدكتور عمر زاخليوال ونائبه سليمان فاطمي ونائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية محمد سايكال.أما المحور الثاني المصارف والتمويل فقد تحدث فيه كل من وزير المالية معالي أنور الحق اهادي وعدد الرؤساء التنفيذيين في المصارف ومؤسسات التمويل الأفغانية، بينما تحدث في المحور الثالث للمؤتمر.وهو التحديات والفرص كل من وزير تطوير الأرياف المهندس يوسف باشتون و رحمان حبيب المستشار الأول لوزير الزراعة والأغذية وعدد من المسؤولين والقانونيين في أفغانستان.