حيفا/ متابعات:مع استمرار الحرب الإسرائيلية ضد لبنان تصاعدت الانتقادات الداخلية الموجهة لإدارة الحرب بعد أن تسببت الكاتيوشا ولا تزال بتعطيل الحياة في شمال البلاد وأشعلت النار في سبع مدن وعشرات القرى الإسرائيلية.وألزمت صواريخ المقاومة التي تواصل انهمارها على شمال إسرائيل بمعدل مائتي صاروخ في اليوم نحو مليون إسرائيلي الملاجئ وأفقدتهم الشعور بالأمن والثقة.. وإزاء زخات الكاتيوشا المتتالية باشرت السلطات الإسرائيلية أمس الاول الثلاثاء بإجلاء من تبقى من سكان مدينة كريات شمونة (30 ألف نسمة) في أعلى إصبع الجليل.وقد دفعت حالة الشلل وإصابة المدنيين الكثير من المراقبين الإسرائيليين لاتهام الجيش بالفشل الاستخباراتي والسقوط في وهم قدرات الطيران على حسم المواجهة.. وأبدى الجنرال بالاحتياط يورام يئير في حديث للإذاعة العامة أمس دهشته لانقلاب الموازين وأضاف "لأول مرة في إسرائيل تقول الحكومة للشعب عليكم أن تتعرضوا للإصابة والخسائر الفادحة لأن الجيش لن يتقدم في العمق اللبناني خلافا لما حصل في حرب لبنان عام 82". وتبريرا لقرار التصعيد أكد وزير البنى التحتية بنيامين بن أليعازر أنه لابد من عملية اجتياح بري واسعة النطاق في لبنان بغية إخماد راجمات الكاتيوشا وأضاف "حيثما نصل سنطفئ راجمات الصواريخ".يشار إلى أن الكثير من الانتقادات قد وجهت لتردد الحكومة في خوض المعركة البرية بسبب عدم نجاحها بتجاوز ما يسمى بعقدة رواسب الماضي بالذهنية الإسرائيلية العامة والتي توصف بـ"المستنقع" أو "ورطة" لبنان الذي سقط في جنوبه آلاف الجنود الإسرائيليين بين العامين 1982 و 2000.وحذر المسؤولون العسكريون من الصواريخ المضادة للدروع التي بحوزة حزب الله والقادرة على إعطاب دبابة الميركافا أكثر أنواع الدبابات في العالم مناعة ضد المتفجرات.وأفردت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس تقريرا موسعا بعنوان "مخاوف نافدة للدروع" أشارت فيه إلى المخاوف الكبيرة التي تلازم الجنود من صواريخ الـ"آر بي جي" و "ساغر" المتطورة لافتة إلى أنها تحول الدبابات والدروع إلى "مصيدة" للموت. وأوردت في التقرير شهادات لجنود استذكروا "الجحيم" الذي تعرضوا له في مارون الراس وبنت جبيل لافتين إلى معارضتهم لالتقاط صورة جماعية خوفا من نشرها في الصحف لاحقا.وكشفت الصحيفة أن أغلبية الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب الراهنة لقوا حتفهم جراء صواريخ مضادة للدروع. وأضافت على لسان جنود فيلق 75 "أبلغنا الجيش أن بحوزة حزب الله صواريخ مضادة للدروع وأمور أخرى غير جدية حلقنا بأساطير نسجوها حول عظمة دباباتنا وفجأة يستهدفوننا بأسلحة متطورة. بالتأكيد شهدنا اليوم كيف ذبحت بقرة مقدسة". واقتبست الصحيفة أقوال قادة عسكريين ينوهون إلى استعانتهم بأخصائيين نفسيين لمساعدة جنودهم على التغلب على الخوف من الصواريخ المذكورة، فيما أكد أحدهم أن الدبابة الإسرائيلية الأكثر تطورا لم تعد بوليصة تأمين لراكبيها. وأشار الجنود أنهم يستعينون بالنكتة السوداء والحديث عن الخوف والموت وهم في الدبابات الميركافا داخل الجنوب اللبناني.
الصواريخ المضادة للدروع دمرت أسطورة الدبابة
أخبار متعلقة