محبوب عبد العزيزاحتفل العالم في الخامس من يونيو / حزيران الجاري بيوم البيئة العالمي، الذي جاء هذه المرة تحت عنوان "تغيُّر المُناخ" وقد تناولنا ذلك في موضوع سابق عن التغيرات المُناخية وأثرها على الكون وبقاء الجنس البشري والتسبب في حدوث الكوارث المؤدية إلى هلاك الخليقة وكل من على أديم الأرض ووعدنا القارئ إننا سنفرد موضوعاً آخر نتناول فيه مشكلة الاحتباس الحراري الناجمة عن الانبعاثات والغازات السامة الملوثة للبيئة حيث تشكل هذه الظاهرة مصدر قلق وإزعاج دائم واهتمام متواصل من قبل المجتمع الدولي ويطالب المختصون في علوم البيئة بضرورة وضع إجراءات حازمة وحاسمة للحيلولة دون تفاقم المشكلة وتوسع دائرة الاحتباس الحراري والبدء بالحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة، التي ظهرت آثارها بشكل جلي في ارتفاع درجة حرارة الأرض ويمكن أن يعقب ذلك من آثار وخيمة ومدمرة للطبيعة التي أحدثت فيها التقنية العلمية والأنشطة الإنسانية خصوصاً ما يتعلق منها بالصناعات الكيماوية أضراراً بالغة توشك أن تصيب الكرة الأرضية بكارثة تأتي بالأخضر واليابس فيها فلا تبقي ولا تذر.والمقصود بظاهرة الاحتباس الحراري هو الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من الغلاف الجوي المحيط بالأرض ويعزو العلماء سبب هذا الارتفاع إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء والغازات الدفيئة هي :- بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون، أكسيد النيتروز، الميثان، الأوزون، الكلوروفلور كاربون.ومن المعروف أن ما يميّز الكرة الأرضية عن بقية الكواكب هو الغلاف الجوي المحيط بها الذي يعتبر سياج الحماية الطبيعي لها وعليه يتوقف استمرار الحياة بصورة طبيعية على هذا الكوكب وأي أضرار أو تغير في مكوناته من الممكن أن يسبب ضرراً بالغاً في ديمومة الحياة عليه وربما يؤدي ذلك إلى الفناء.وهناك كثير من الأسباب المؤدية على انبعاث الغازات الضارة والملوثات إلى الغلاف الجوي منها الطبيعية كالبراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية وهناك أيضاً الأسباب الصناعية الناتجة عن نشاط الإنسان بشكل خاص احتراق الوقود الأحفوري من نفط وفحم وغاز طبيعي.ومع تقدم الثورة الصناعية زاد حجم الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدرٍ أساسي للطاقة ومع احتراق هذا الوقود تنتج غازات الصوبة الخضراء بكميات كبيرة تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي المحيط بالأرض للحفاظ على درجة حرارتها الطبيعية وبالتالي وجود هذه الكميات الكبيرة من الغازات يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض وتحدث مشكلات في نظام المُناخ على الكوكب وتظهر الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري في صور عديدة وكل التغيرات التي نعيشها اليوم هي نتاج لهذه التفاعلات التي تركت آثارها السلبية على البيئة المحيطة بالإنسان وتوشك أن تتحول إلى كارثة إن استمرت على هذه الحالة.وهناك منظمات متخصصة عديدة قامت بدراسة التغيرات المُناخية والبيئية حول العالم وقد اتفقت على أنّ ظاهرة الاحتباس الحراري سببتها الأنشطة البشرية ولم تكن من صنع الطبيعة وتقول توقعات العلماء إنّ الارتفاع الحراري سوف يتسارع في المرحلة القادمة بسبب تقدم التكنولوجيا والثورة الصناعية وأنّ ذلك سيؤدي إلى تزايد حدوث وتكرار العواصف والزلازل والأعاصير وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات نتيجة لذوبان الجليد وأنّ هناك كثيراً من الكوارث المتوقع حدوثها على المستوى القريب نتيجة للاحتباس الحراري والملوثات البيئية المدمرة.
|
ابوواب
الاحتباس الحراري يدق ناقوس الخطر !!!
أخبار متعلقة