نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) - يقول مثل أمريكي “لا شيء مؤكد أو محتوم على الإطلاق سوى الموت والضرائب”، إلا أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة، أرخت بظلالها القوية على “صناعة الموت” التي “تحتضر” بفعل أزمة مالية أثرت على الأحياء والأموات، على حد سواءومع “انكماش” سوق العمل و”تلاشي” المدخرات والعقارات إثر ترنح القطاع المصرفي، يطل “شبح” الأزمة المالية، على صناعة دفن الموتى، حيث بدأت الأسر الأمريكية النظر في وسائل تقشفية لخفض تكلفة نفقات دفن الأحبة. ويشار إلى أن هناك 21 ألف شركة أمريكية متخصصة في تشييع الموتى وإقامة المأتم Funeral homes. وتمثل العائلات 89 في المائة من ملاك هذا النوع من الصناعة التي تدر عائدات سنوية تصل إلى 11 مليار دولار. ويقدر القطاع تكلفة دفن شخص بالغ بحوالي 6195 دولاراً عام 2006، وتأثرت الصناعة مع محاولات الأسر الأمريكية التقشف وتغير أنماطها المعيشية لتتماشى مع الوضع الاقتصادي السائد.ودفعت التكلفة العالية بعض الأسر للجوء إلى حرق جثث موتاهم. وقالت كيرا سكالان-ويسبيتاد، من “دار جون سكالان لدفن الموتى، لـCNN: “بالتأكيد نشهد تصاعداً بلغ 11 في المائة في طقوس الدفن عبر الحرق”، لدوافع اقتصادية. وتابعت: “في المتوسط، بإمكان الأسر توفير ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف باختيار حرق جثث موتاهم.. والأمر برمته ليس مفاجئاً وضعاً في الاعتبار الوضع الاقتصادي.” وتقول “جميعة حرق جثث الموتى في أمريكا الشمالية” The Cremation Association of North America“، إن تلك الطقوس في تزايد مستمر، ويتوقع أن ينتهي المطاف بـ40 في المائة من إجمالي المتوفين في الولايات المتحدة سنوياً، بالحرق بحلول عام 2010. وعزت المنظمة الدافع وراء الزيادة لعوامل اقتصادية، فيما قال 30 في المائة في استطلاع أجرته، إن حرق الجثث أقل تكلفة. وشرح بوب غيتس، من مقبرة “روزديل” في نيوجيرسي الإقبال على حرق الجثث قائلاً: “هنا في روزديل تبلغ التكلفة 345 دولاراً، وترتفع إلى 3 آلاف دولار عند قرار دفن المتوفى.”واشتكى رالف روليس، مالك شركة “لينكولن للأنصاب” - متخصصة في صناعة شواهد القبور الرخامية، من الازمة التي لا تكتفي بملاحقة الأحياء فحسب بل الموتى حتى اللحد.وأضاف: “الناس حالياً يبحثون عن أصغر وأبخس أنصبة يمكن شراؤها.. هذا بحد ذاته غريب على معظم العائلات التي فقدت للتو شخصاً عزيزاً.”وأشار إلى تراجع المبيعات بقرابة 25 في المائة، مضيفاً: “هذه أهدأ الفترات طوال حياتي منذ بدء صناعة شواهد القبور والأنصبة عام 1945.”
كابوس الاقتصاد يلاحق الأموات في أمريكا
أخبار متعلقة