في ذكرى التأسيس:
قد يكون المرء ملزماً - من باب الإنصاف - أن يشيد بأمور تستحق الإشادة بها حتى وإن لم يكن قادة العمل في الجهات المشار إليها بحاجة إلى ذلك.ومن منطلق الأمانة في الكلمة وإعطاء كل ذي حق حقه وأن تنصف الأقلام ما يلامسه أصحابها من جماليات وحقائق فإن أصدق ما يخرج من تعبيرات وأوصاف تكتب هي تلك النابعة من القلب والخالية من المراء والزيف أو التزلف وهذا ما أحسسته عند زيارتي لمبنى (14 أكتوبر) للصحافة والطباعة والنشر بمحافظة عدن، فقد أطلعت على أقسام هذه المؤسسة الرائدة التي أنجبت كواكب ونوابغ من الكتاب والصحفيين، فعندما طفت بأروقة ومكاتب هذه الصحيفة لا أخفي أنني ذهلت لما لمسته من تطور حدث خلال السنوات الأخيرة والقليلة الماضية ولا أقول هذا من قبل المجاملة أو المحاباة لا والله فلم أتعود على ذلك أو أبتغ له يوماً ولا حتى لأجل القائمين على هذا الصرح الإعلامي لأنهم ليسوا بحاجة إلى أي من ذلك، وإنما هي الحقيقة التي أدهشتني فعلاً والتكنولوجيا الحديثة التي لم أكن أتوقع أن يتم التعامل بها ابتداءً بكاميرات الرقابة الأمنية المنتشرة على نواحي ومداخل وممرات المبنى لحمايته ومروراً بالأبواب الالكترونية ذات الكروت الممغنطة وأجهزة الكمبيوترات الحديثة والتقنيات الرقمية المتنوعة والشبكة المترابطة ووصولاً إلى الصالات المجهزة والمتعددة والإدارات والأقسام للتحرير والإخراج والصف أضف إلى ذلك عنصراً مهماً وهو النظافة المميزة التي تفتقد إليها - للأسف الشديد - بعض مكاتبنا الحكومية، والأجمل مما سبق أن يلاحظ المرء العمل بروح الفريق الواحد لطاقم الصحيفة اليومية والذي يميزه الهدوء والأداء كخلية نحل.ولا مبالغة إن قلت إن هذه المدرسة الإعلامية الصحفية العملاقة التي تعد إحدى إنجازات الثورة اليمنية المباركة قد استطاعت أن تخطو خطوات جبارة لا يجرؤ على إنكارها إلا جاحد أو مكابر، فالاستحداثات المؤسسية والصحفية تمضي فيها على قدم وساق ولعل أهم ما يمكن الإشارة إليه في هذا الجانب مشروع آلة الطباعة الصحفية الذي يتم وضع اللمسات الأخيرة لإنجازه وإظهاره إلى حيز الوجود والذي سيعمل على إحداث نقلة نوعية كبيرة في إصدارات ومطبوعات المؤسسة والارتقاء المهني للصحيفة.وبالتأكيد أن ما تحظى به هذه المنارة الإعلامية بعدن من تحديثات كبيرة ومتسارعة يحسب بالمقام الأول للقيادي الناجح والإعلامي المخضرم الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير الذي استطاع ومعه المخلصون من كوادر ومنتسبي المؤسسة أن يحقق أعمالاً تطويرية وتوسعية يشار إليها بالبنان.إن (14 أكتوبر) كمؤسسة وصحيفة وهي تحتفل بمناسبة تأسيسها في 19 يناير 1968م يحق لها أن تفخر اليوم بما تشهده من مشاريع لتحسين العمل المؤسسي والمهني ويحق لها كذلك وهي تحتفي بهذه الذكرى السنوية أن تفاخر بالعطاء المهني والإبداعي الخلاق الذي سطرته وتسطره أقلامها الشريفة في سبيل خدمة الوطن والمواطن وفي سبيل الدفاع عن أهداف الثورة والجمهورية والوحدة والمكاسب الوطنية والتصدي لكل ما يحاك ضد الوطن وأبنائه من مؤامرات.والحديث عن صرح صحفي شامخ كـ (14 أكتوبر) حديث ذو شجون ويحتاج إلى مجلدات ولا يمكن إنجازه في كلمات عابرة ولكنها أمانة الكلمة التي اقتضت أن أشير ولو ببضعة أسطر إلى ما تحقق في الغراء (أكتوبر).كما أنه الوجب المهني الذي يقتضي علينا تهنئة زملاء الحرف في هذه المؤسسة بمناسبة مرور 42 عاماً على تأسيسها.وحتماً أن ما ينتظرهم سيكون أجمل إن شاء الله.