ضيق الخناق على المتشددين في مخيم نهر البارد
نهر البارد(لبنان)/14 أكتوبر/رويترز: أطلقت قوات الجيش اللبناني نيران المدفعية والدبابات على جماعة متشددة تسير على نهج القاعدة متحصنة في مخيم فلسطيني أمس الأحد لليوم الثالث على التوالي من هجوم عسكري للقضاء على المسلحين.وقالت مصادر أمنية ان قوات الجيش سيطرت على عدد من مواقع جماعة فتح الإسلام على مداخل مخيم نهر البارد ودمرتها وشددت حصارها للمخيم.لكن المسلحين الذين تعهدوا بالقتال حتى الموت كانوا يبدون مقاومة شديدة برغم تعرضهم على مدى ثلاثة أيام لقصف شبه متواصل بنيران الدبابات والمدفعية والزوارق الحربية وردوا بقذائف المورتر والقذائف الصاروخية.وقال أبو هريرة وهو عضو بارز في الجماعة عبر الهاتف من داخل المخيم "إذا استمر الجيش سيكون (المخيم) ان شاء الله مقبرتهم."وبينما تردد صوت الأسلحة الآلية والقذائف في مخيم نهر البارد هزت الانفجارات المخيم وتصاعدت سحب الدخان الأبيض والأسود من أبنية اشتعلت بالنيران جراء القصف.ويعد القتال الذي اندلع في 20 مايو الماضي أسوأ عنف داخلي منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975م و1990م. وتقول الحكومة اللبنانية ان فتح الإسلام فجرت الاشتباكات عندما هاجمت مواقع تابعة للجيش حول المخيم وفي مدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية.ودمر القصف منذ يوم الجمعة أجزاء كبيرة من المخيم الذي يبعد نحو مئة كيلومتر شمالي العاصمة بيروت وسوى بالأرض مباني كان يطلق منها مسلحون النار على الجنود لكن القصف دمر أيضا العديد من منازل المدنيين في المخيم.وقال أحد سكان المخيم هاتفيا "لا يوجد متر مربع لم تضربه قذيفة. لا يمكن ان نترك المبنى الذي نحن فيه فضلا عن الشارع لمعرفة مدى الدمار."وقال مصدر عسكري ان المتشددين أطلقوا قذيفتين على الأقل على مواقع الجيش من مئذنة مسجد الحاووز داخل المخيم. وأضاف المصدر "ان الجيش امتنع عن الرد احتراما للمقدسات."وقالت مصادر أمنية ان تسعة جنود قتلوا منذ نهار الجمعة. وقالت مصادر فلسطينية ان احد قادة المسلحين وهو نعيم غالي أو أبو رياض قتل برصاص قناصة الجيش يوم السبت.وقتل أكثر من 16 شخصا بين مسلحين ومدنيين في المخيم. وقالت فتح الإسلام أنها فقدت خمسة من مقاتليها.وارتفع عدد القتلى خلال أسبوعين من الصراع الى 110 بينهم 44 جنديا و36 متشددا على الأقل و20 مدنيا.ونزح معظم سكان مخيم نهر البارد الذي كان يقطنه ما يقرب من 40 ألف لأجيء الى مخيمات أخرى خلال الأسبوعين المنصرمين بسبب الأوضاع الإنسانية اليائسة.ووصفت الحكومة اللبنانية فتح الإسلام بأنها أداة في يد مخابرات خارجية وتنفي دمشق أي علاقة لها بهذه الجماعة وتقول ان زعيمها شاكر العبسي مدرج على قائمة المطلوبين لديها.ويعيش لبنان في ظل أزمة سياسية عميقة منذ سبعة أشهر بسبب مطالبة المعارضة بتمثيل أفضل في الحكومة.وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد أعلن انه لا يوجد خيار أخر أمام المتشددين سوى الاستسلام وإلقاء أسلحتهم وهو ما رفضته جماعة فتح الإسلام مرارا.وقال أبو سليم طه المتحدث باسم فتح الإسلام من داخل المخيم "الجيش اللبناني قام بتصعيد المعارك... الجيش اللبناني قال بأنه سوف ينهي المسألة خلال يومين وها نحن دخلنا في اليوم الثالث ولا شيء حصل"، وأضاف "هذا المطلب...حول تسليم أنفسنا نحن نقول لهم هذه خطوط حمراء لا يمكن ان نتنازل عنها لا تسليم أنفسنا ولا تسليم سلاحنا ولا الخروج من المخيم."وفي حين لم يدخل الجيش الحدود الرسمية للمخيم فقد هدم مواقع المتشددين على مشارف نهر البارد محاصرا إياهم في نقاط محددة.ويمنع اتفاق عربي أبرم في عام 1969م الجيش من دخول 12 مخيما فلسطينيا في لبنان تضم 400 ألف لأجيء. وقد ضيقت قوات الجيش اللبناني المدعومة بالمدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية الخناق على جماعة فتح الإسلام.ودوت الانفجارت في المخيم فيما تردد صوت الأسلحة الآلية منذ ساعات الصباح الأولى أمس الأحد. وتصاعدت النيران وسحب الدخان من المخيم بعد أن أشعل القصف النيران في الكثير من الأبنية.وفيما اعتبر تهديدا غير مباشر لقوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان، قال المتحدث باسم المتشددين أبو سليم طه ليل السبت إن بارجة لقوات (يونيفل) انضمت إلى القتال وقصفت مخبأ للمدنيين وأوقعت إصابات.ونفت متحدثة باسم اليونيفل قيام قوات حفظ السلام بأي دور في القتال وقالت إن المزاعم "لا أساس لها من الصحة تماما."إلى ذلك تمكن الجيش اللبناني من إعادة فتح الطريق الدولية التي تربط مدينة طرابلس بالحدود السورية، وذلك بعد إغلاقها لمدة يومين بسبب القنص الذي كان يمارسه عناصر "فتح الإسلام" عن سطوح الأبنية المجاورة باتجاه الطريق.من جهة ثانية، أفادت معلومات نشرتها صحيفة "النهار" اللبنانية أمس الأحد، أن مجموعة فتح الإسلام خططت لسلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات أجنبية في بيروت تمهيدا لإعلان "إمارة إسلامية" في شمال لبنان.واستقت "النهار" معلوماتها من "نتائج التحقيقات مع موقوفين من فتح الإسلام" الذين فاق عددهم العشرين وادعى عليهم القضاء اللبناني، وان المتفجرات تم ضبطها في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.واعتبرت الصحيفة ان مبادرة القوى الأمنية الى تطويق عناصر فتح الإسلام في طرابلس اثر سرقة مصرف في 20 مايو وما استتبعه أحبط المخطط الشبيه "بسيناريو 11 أيلول لبناني" من حيث ضخامته في إشارة الى تفجيرات تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة في سبتمبر عام 2001م.ويتضمن المخطط تدمير احد الفنادق الكبرى في بيروت بأربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها أربعة انتحاريين ويتزامن مع "اقتحام انتحاريين مركزين دبلوماسيين في غرب بيروت وشرقها" بحسب الصحيفة.وتابعت الصحيفة انه فيما تكون بيروت تحت الصدمة, تقوم مجموعات بتفجير نفقي شكا الجديد والقديم (على الطريق الرئيسية الى طرابلس) بأربع شاحنات لعزل شمال لبنان فيما تسطو مجموعات مسلحة على عدة مصارف في المنطقة وتهاجم مراكز القوى الأمنية ثم "تعلن شمال لبنان إمارة إسلامية".وأشارت الصحيفة الى ان المواد التفجيرية المعدة للاستخدام تم ضبطها في مستودع بطرابلس وتضم متفجرات من نوع سي 4 ونيترات الالمنيوم إضافة الى مواد أخرى شديدة الاشتعال.