ينظر السودانيون إلى مصر على أنها ستلعب دورا محوريا في خروج السودان من نفقه المظلم والمساهمة في وحدته ودفع عجلة التنمية فيه من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يتيح لها التقريب بين الفرقاء السودانيين بغية الوصول لحلول القضايا العالقة بين شريكي الحكم والدفع بمسيرة السلام المتعثرة خطواتها في دارفور إلى الأمام.وقد يكون الدور المصري قد جاء متأخرا بعض الشيء وربما أحساس القيادة المصرية بأن أمن السودان هو من أمن مصر وأن مايهدده اليوم سيهددها غداً أن كان عبر أمنها القومي أو المائي من خلال مآلات الوضع فيه وهذا ماجعل مصر تبادر إلى النزول بثقلها في المحيط السوداني تقريبا في وجهات نظر الشريكين وحل ماعلق بينهما من قضايا والمساعدة في جعل وحدة السودان هي الخيار أمام الاستفتاء القادم لشعب الجنوب وأن تبدأ مصر متأخرة بعض الشيء خير لها من أن لاتبدأ.والمتغيرات العالمية والأقليمية وتطورات الأوضاع في الساحة الأفريقية علي صعيد الأمن المائي والتأثيرات الخارجية على دول الحوض في نقض أتفاقية العام1959 والشروع في توقيع أتفاقية جديدة لدول الحوض والتي وقعت عليها جميع دول الحوض بأستثناء مصر والسودان جعلت من السودان عاملا مهما وعنصرا فاعلا في أستقرار أمن مصر القومي على المدى الطويل وظهور دولة جديدة في السودان سيزيد حتما من مخاوفها وبالتالي لابد أن يكون أستقرار السودان ووحدة أراضيه ضمن أولويات مصر للمساعدة في أمن المنطقة وأستقرارها على المدى الطويل.وقمة شرم الشيخ يعلو فيها الصوت الفرنسي بضرورة توقيف الرئيس السوداني عند حضور القمة والقاهرة ترفض الطلب الفرنسي بتوقيف البشير والحكومة المصرية تعتذر عن اقامة القمة والقمة تنتقل الي باريس والقاهرة تؤكد عدم اعترافها بقرارات المحكمة الدولية بتوقيف الرئيس وهو علي سدة الحكم بل وتسارع بأستقباله لدى مقدمه لزيارتها مؤكدة أن وحدة السودان من أمنها ومايمسه يمس أمنها وأستقرارها . والمبعوث الأمريكي أسكوت غرايشون في العاصمة المصرية بدعوة من حكومتها للتقريب في وجهات النظر بين الشريكين في السودان وضمان تثبيت الأستفتاء في وقته وإعطاء أهل الجنوب حق تقرير مصيرهم في الوحدة أو الانفصال بدولة مستقلة والمساعدة في جعل خيار الوحدة جاذبا بين الشمال والجنوب والعمل مع الاتحاد الأفريقي في تيسير ذلك وسبق لقاء المبعوث الأمريكي لقاءات تمت بين الشريكين في القاهرة وعلى أرفع المستويات لحل القضايا الخلافية بينهما وضمان استقرار الشراكة بما بضمن تنفيذ وعودها بسلاسة على أرض الواقع.وأمن مصر صار امتدادا لأمن السودان ومايريبه يريبها والدور الذي ينتظره السودانيون من مصر يبقى كبيرا في أستقرار بلادهم وكما قلنا إن بدأت متأخرة بعض الشيء فخير لها من أن لاتبدأ والبلاد مقبلة على أخطر مرحلة في حياتها وشبح الدولتين يكاد يلوح في الأفق مالم تتكاتف الجهود في جعل خيار الوحدة جاذبا والنزول إلى ساحات المقاربة والحوار والدفع بعجلة التنمية في الجنوب مايضمن أنحيازهم الى خيار الوحدة سبيلا وطريقا .والمهددات تبقى واحدة والأستهداف الخارجي يلعب لعبته في جعل خيار العنف والتفرق يسودان الأقليم والصراع قد لاينحصر بين الدولة الوليدة وأختها الجارة وإنما يمتد ليدخل دولا لم يلامس ظنها يوما أنها ستجد نفسها في قلب المعركة تماما فمصالحها تقتضي الدخول والمدافعة ولكن الآن في عجلة الزمن فسحة وفي الجهود المشتركة يقبع الأمل ولانقول اليتيم ولكنه بصيص في العمل مجتمعين لتلافي ذلك التفرق البغيض وأبعاد المطامع الوافدة التي تجد في ضرب الشعوب مبتغاها وفي نسف ماتتمتع به من استقرار مأربها في النفاذ واختراق الحواجز ولكنه الأستعمار الحديث .والتجربة الانتخابية السودانية فشلت القوة المعادية في اختراقها على الرغم من أنها قد رمت بثقلها خلفها ورغم تناقضهم البين في مجرياتها تارة بالشفافية وأخرى بأنها لاترتقي للمعايير الدولية الا أنها قد أحبطت بعض مخططاتهم في ضرب استقرار المنطقة ولابد من الوقوف خلف الاستفتاء ودفع خيار الانفصال ليتوسع الصراع باستحداث حرب جديدة غير حرب السلاح ولكنها حرب من نوع آخر لابد لأصحاب شأنها من الدخول إلي عرصاتها وحتما قيام الدولة الجديدة سيرمي بالحجارة وليس حجرا واحدا في البحيرة الساكنة بالهدوء والاستقرار.وضمان استقرار الدولتين سلميا والأرتضاء بالجوار الأخوي يبقي ضئيلا في ظل وجود كثير من القضايا الخلافية والمناطق المتنازع عليها سواء كانت بحدودها أو غنية بثرواتها وبالتالي لابد من حسمها والتراضي حول إيجاد حلول لها قبل تطبيق قانون تقرير المصير واغتنام زيارة المبعوث الأمريكي للقاهرة بما يسهم في إيجاد مخرج لأزمة الوحدة من شبح الانفصال .[c1] كاتب سوداني
الدور المصري المنتظر في استقرار السودان
أخبار متعلقة