بعد اعترافه بالادمان على الكحول
لندن / اف ب:اعلن تشارلز كينيدي زعيم حزب الاحرار الديموقراطيين البريطاني المعارض عن استقالته من منصبه فورا مؤكدا انه لن يشارك في انتخابات اختيار زعيم جديد للحزب.وجاء اعلان كينيدي زعيم الحزب الذي يعد ثالث اكبر حزب في بريطانيا بعد حزبي العمال والمحافظين في مقر الحزب في لندن بعد تعرضه لضغوط شديدة لدفعه الى الاستقاله بعد اعترافه يوم الخميس الفارط انه يعاني من الادمان على الكحول.وكان كبار شخصيات الحزب دعوا زعيمه تشارلز كينيدي الى الاستقالة من منصبه مع تهديد باستقالات جماعية داخل فريقه الرئيسي اذا لم يقدم على هذه الخطوة. ويعرف كينيدي بلقب "تشات شو تشارلي" لمقابلاته التلفزيونية التي اكسبته اعجاب الشعب البريطاني. وكان نفى في السابق معاناته من اي مشاكل صحية رغم تكهنات الاعلام المتزايدة. وكان كينيدي (46 عاما) اعترف الخميس الماضى بانه كذب بشان معاناته من مشكلة ادمان الكحول الا انه اكد قدرته على القيام بعمله واستعداده لخوض السباق على السلطة. غير انه تلقى رسالة وقعها احد عشر من ابرز اعضاء الحزب يدعونه فيها الى الاستقالة في ضربة لسلطته. وحاول كينيدي مواجهة الدعوات لاستقالته بشجاعة وحث زملائه في البرلمان على "التفكير جيدا في الامور" خلال عطلة نهاية الاسبوع وحث اعضاء الحزب على الكشف عن ارائهم. وضعفت زعامته المستمرة منذ سبع سنوات على زعامة الحزب اليبرالي الديموقراطي بعد ان اظهر استطلاع اجرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ونشر في وقت متأخر من الجمعة الماضية ان اكثر من نصف نواب الحزب البالغ عددهم 62 نائبا يعتقدون ان عليه الاستقالة.واضافة الى الازمة السياسية فقد اشعل اعتراف كينيدي النقاش والمخاوف حول علاقة البريطانيين بالكحول خاصة الاسراف في الشرب. وحذرت المجلة الطبية المرموقة "لانسيت" في عددها الاخير من ازدياد اعداد البريطانيين الذين يتوفون بسبب تناول الكحول فيما تعمل انكلترا وويلز على وضع قوانين جديدة تسمح للحانات بتقديم الكحول على مدار الساعة.واقر وزراء بوجود مشكلة بين الشباب البريطانيين الا انهم استبعدوا ان يزيد تمديد ساعات تناول الكحول من تفاقم المشكلة وزيادة تاثيرها على الشجارات التي يكون السكر سببا فيها. وحول التعامل مع ادمانه على الكحول قال كينيدي "تعلمت من خلال هذه العملية ان مشكلة شرب الكحول هي مشكلة خطيرة بالتأكيد".وقد جاء كشفه عن ادمانه الكحول قبل يوم من اعلان "لانسيت" ان بريطانيا منيت باكبر عدد من الوفيات بين الدول الاوروبية من تلييف الكبد وهي الحالة الناتجة عن الافراط في تناول الكحول.ولاحظت المجلة زيادة كبيرة في تلك الحالات في اسكتلندا بلد كينيدي الاصلي حيث تضاعفت نسبة الوفيات بين الرجال في التسعينات وبين النساء البريطانيات بشكل عام حيث زادت تلك النسبة بمعدل النصف خلال نفس الفترة. واكد كينيدي انه لم يتناول الكحول منذ شهرين. وسواء تمكن من الخروج من ازمته الشخصية ام لا فقد اصبحت قصته على الصفحات الاولى للصحف البريطانية.ومنذ يوليو 2002 ينفي كينيدي التلميحات بانه يأتي على زجاجة كاملة من الويسكي في ليلة واحدة حيث اكد ذلك في مقابلة اجراها مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في يوليو من ذلك العام. ولكن وبعد ساعة من تهديد محطة "اي تي في" التلفزيونية بالكشف عن تفاصيل علاجه من الادمان على الكحول قرر كينيدي ان الوقت قد حان للاعتراف. وكان كينيدي قد تغيب عن القاء تصريح مهم في البرلمان في 2003. وفي مارس من نفس العام بدا عليه المرض والاعياء اثناء القاء كلمته في مؤتمر الحزب. وقالت صحيفة "تايمز" ان عدد من كبار زملاء كينيدي دخلوا الى مكتبه في يونيو 2004 وامروه بمعالجة مشكلة ادمانه على الكحول. وخلال انتخابات مايو 2005 ادخل كينيدي نفسه في مشكلة اثناء نقاشه سياسته الاقتصادية في مؤتمر صحافي صباحي. وارجع ذلك الى عدم حصوله على قسط كاف من النوم وولادة طفله الاول في اليوم السابق. وقد حصل الليبراليون الذين هم خارج السلطة منذ 1922 على 62 مقعدا في الانتخابات وهي افضل نتيجة حصلوا عليها منذ سنوات طويلة. الا ان البعض داخل الحزب يعتقدون انه كان بامكان الحزب الحصول على نتائج افضل نظرا لمعارضته الحرب على العراق. ويدور جدل حاد في اوساط البريطانيين بعد ان دلت دراسة اعدها معهد الدراسات المتعلقة بالكحول على ان 48 من الرجال البريطانيين الذين تراوح اعمارهم بين 18 و24 سنة و31 من النساء يتناولون كميات كبيرة من الكحول "الى حد السكر" مرتين في الشهر على الاقل.كما ان الارقام مقلقة في صفوف المراهقين اذ ان 38 من الاولاد في سن 13 سنة في بريطانيا يقولون انهم كانوا سكارى مرة على الاقل في حياتهم مقابل 12 في فرنسا و7 في ايطاليا.ويقدر عدد الوفيات المرتبطة بالكحول بنحو 33 الفا سنويا. ويستقبل قسم الطوارىء عددا كبيرا من الاشخاص في نهاية كل اسبوع 40 منها مرتبطة بالكحول وترتفع هذه النسبة الى 70 بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحا.