تعب اليمنيون من جميع الحروب، وتعبوا من هذه الحرب الملعونة التي تجري في صعدة منذ خمس سنوات.تعب المواطن، وتعب المزارع وتعب الموظف، تعب الجنود وتعب المقاتلون، تعبنا جميعا، تعب الشعب وتعبت الدولة، وحتى رئيسنا تعب من هذه الحرب التي أرهقته وأرهقت شعبه، وأعلن أن الحرب قد انتهت.ولكن إذا كان الكل قد تعب من هذه الحرب بما في ذلك الجيش فإن علماء اليمن لم يتعبوا، وليس هناك ما يدل على أنهم تعبوا، أو أن حماسهم للحرب قد فتر.. إذا كان فخامة رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة قد رأى أن من الحكمة وضع حد لهذه الحرب، فإن أصحاب الفضيلة العلماء - مؤسسي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- يرون الحكمة في استمرار الحرب، وفي سفك المزيد من الدماء.في مؤتمرهم الذي انعقد الثلاثاء الماضي في صنعاء أسس أصحاب الفضيلة العلماء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع أن الحرب هي أم الكبائر وأم جميع الرذائل إلا أن أصحاب الفضيلة العلماء - الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر - استنكروا في بيانهم الختامي وقف الحرب، وطالبوا الدولة بالاستمرار فيها وبحسمها لا بإيقافها، ومن المفارقات أن فضيلة العلماء - لحكمة لا يعرفها إلا الله والراسخون في العلم - يتحمسون دائما للحروب ويظهرون عند كل حرب عساكر أكثر من العسكر. يأمرون بالحرب وينهون عن الصلح، مع أن بعضهم من القيادات البارزة في حزب الإصلاح.
