يا سعاة السلطة
يعجز اللسان عن وصف الأحداث المؤسفة التي جرت في غزة نهار الاثنين. فبعد الانتهاء من مهرجان ذكرى الشهيد الرمز ياسر عرفات.. اطلاق رصاص على المواطنين وبشكل عشوائي، وقوع قتلى وجرحى، حالة فزع وخوف في صفوف الجمهور المحتشد، اتهامات متبادلة بين قيادات حماس وفتح، وكل طرف يحمل المسؤولية الآخر، تهديد ووعيد لبعضهم البعض، وتصريحات على الفضائيات (مخزية) لاعلاقة لها بتحمل المسؤولية الوطنية، وشتائم لايمكن ان نتصور انها صادرة عن مسؤول، وكلام لايودي ولايجيب!!.كل هذا حصل بعد إقامة المهرجان الجماهيري لإحياء الذكرى الثالثة للشهيد ياسر عرفات، الذي كنا نتوقع من جميع القوى أن تنسى كل الخلافات في هذه المناسبة، وأن تستخلص الدروس من استشهاد ياسر عرفات، الذي اغتيل لأنه تمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، كنا ننتظر أن تكون مناسبة لمراجعة الذات من حماس وفتح لتوحد الصف، وتبتعد عن الصغائر وترحم شعبنا في غزة.. نعم نقول لهم وبوضوح إرحموا شعبنا في غزة، فهذا الشعب المناضل الصابر الذي اعطى الثورة كل ما عنده، وقدم التضحيات الجسام من شهداء ومعتقلين ويعيش اليوم في ظل حصار لم يشهد له العالم مثيلا (غزة سجن كبير) هل تفهمون ذلك؟ .. غزة لاتستحق منكم ذلك.يقتل أبناؤها اليوم على أيديكم أيها السادة المتسابقون على السلطة. ولانعرف أي سلطة هذه!! وجميعكم محاصر ولايستطيع الخروج إلا بإذن من أولمرت شخصياً.هل يوجد أكثر من هذه المذلة مذلة؟! هل صدقتم أن أرضنا محررة، واذا كانت كذلك؛ فكيف يدخلها جيش الاحتلال يقتل من يشاء ويعتقل من يشاء على مرأى عيونكم، كيف تفسرون لنا ذلك؟. لايوجد ما تختلفون عليه، ولاتقولوا لنا إنكم مختلفون سياسيا. فلن نصدق بعد اليوم، وشعبنا في غزة لن يغفر لمن يطلق عليه الرصاص، وأنتم تعرفون من هم أبناء غزة .كفاكم، كفاكم، عودوا الى لغة العقل والحوار، وليس هكذا يفعل الوطنيون. شاء القدر ان تكونوا مسؤولين والقضية أمانة في Bعناقكم، فحافظوا على الأمانة وإلا لن يرحمكم الشعب!!.