صباح الخير
لفتت الاعمال الجليلة المنظمة والهادفة لرجال المرور انتباه الناس واستحوذت على اعجابهم خاصة في فترات العيد السعيد وعيد رأس السنة ومايزال العمل الجميل متواصلاً خاصة في خطوط المشاة.. وماأجمل أن ترى رجل المرور يقف مؤمنا سير أبنائنا وبناتنا التلاميذ والطلاب، وكذلك اسرنا وشيوخنا وكبار السن فينا.. انها لوحة تبدأ في رؤية مؤشراتها مع الصباح الباكر.. وتكتمل رؤيتها مع اقتراب صلاة المغرب.. وهي بحق أعمال يستحق عليها اولئك الذين نفخر بهم اوسمة وقبلات على الجبين في كل وقت وحين..ورجال المرور الذين نحترمهم إنما لانهم يجسدون القانون وينضبطون للقوانين واللوائح في اداء مهامهم، لأن الانسان العصري هو ذلك الذي تجده مثل شوكة الميزان لايحيد بين العيار والمادة الموزونة، بل يكون العدل الذي يمثل المساواة بين كفتي الميزان كنوع من الانصاف والعدل اللذين بهما تكون الأمور سليمة ومستقيمة ولاتشوبها شائبة وقد رأينا كيف تكون مواقف الناس من تلك المواقف معبرين عن سرور وارتياح وغبطة، وهو عكس مايكون عليه بعض رجالات المرور.. وهم قلة.. واسمحوا لنا أن نشير إلى بعض سلوكيات هؤلاء التي لاتعبر بالطبع عن رجل المرور الأصيل الذي يمثل الوطن من أقصاه إلى أقصاه:ان هذا البعض يقوم بأعمال عكس ما أشرنا اليه.. وهي مهمة ادارة المرور للتقصي وتتبع السلوكات بطرق مختلفة لكي يتم اصلاح الخلل.. وليس عيباً ان يخطىء المرء، بل من العيب السكوت على ذلك.. والانسان بشر وقد يخطىء وهو يظن انه يعمل عملاً صحيحاً.. لكن هي النفوس البشرية التي قد تصيب أو تخطى في أعمالها:يشتكي بعض ملاك الباصات وسيارات الأجرة وغيرهم من تعنت بعض رجال المرور من حيث الايقاف المفاجئ وطلب الرخصة واللحاق به إلى حوش المرور لا لمخالفة ارتكبها، بل لمزاج أو غرض (في نفس يعقوب) إلا أننا نربأ بهم من هكذا سلوك لكن هذا سلوك للبعض وقد يكون هذا البعض واحد،اثنان.. الخ!! ثم هناك من يضايق السيارة عند الوقوف الا في المساحات التي كانت مخصصة لباصات النقل البري زمان، والفرق شاسع بين حركة باصات زمان، وحجمها وحركتها، وبين باصات اليوم، مع أن مساحة الشوارع قد كبرت وتتسع للوقوف لثوان لانزال عجوز أو شيخ أو امرأة في أي موقع من مواقع الشارع ـ مثلاً شارع مدرم الرئيسي بالمعلا..والبعض من الناس يشكو من سيارة القطر المفاجىء وسحب سيارته إلى مكان بعيد دون علمه او حتى الصاق اشعار على سيارته واهماله سويعات حتى يبرر وقوفه او يدفع غرامة برصيد.. ولاحظوا( كلمة رصيد) لأن ذلك معمول به في كل بلاد الله!واخيراً تجميع المخالفات ليوم ما.. فاذا احتاج صاحب السيارة تجديد رخصة أو غيره اظهروا له كشفاً بالمخالفات التي كان يفترض أن تتم فوراً دفع مبالغ لها او في اليوم التالي حتى لايكون الموضوع ترصداً او مبيتاً.. وهنا يعجز المرء عن دفع قيمة المخالفات.. وهذا ان صح فلا بد من إعادة النظر فيه لكي لاتتراكم الأمور وتصبح حجراً عثرة أمام الطرفين.. لأن العقوبة يجب أن تكون سريعة المفعول لتؤدي فعلها وليرتدع كل مرتكب لها وهو الهدف من ذلك ليس الا..إننا عندما نطرح قضايا الناس هذه، فأننا لاننتقص أو نقلل او نعمم من المسألة لكل رجالات المرور.. ولكن لايجب ان نسكت ازاء سلوك كهذا حتى ولو كان لفرد واحد من رجالات المرور.. وهي شكاوي طرقناها وليست افتراء او تقليلاً من اداء واجب عظيم نحني له الهامات، بل لنضع كل الامور على طاولة البحث والتقصي واصلاح الحال.. حتى لانظل نعمم سلوكا كهذا ان وجد، في حين لا قياس للشواذ في القواعد العامة للسلوك .. لكن الاخذ بها واجب، والاحتراس منها ضرورة تقوي العلاقة بين المواطن ورجل المرور الذي نقول له : اسعد الله صباحك ورفع قدرك وانت تؤدي واجبك على اكمل وجه .. وقبلاتنا الصباحية على جبينك الوضاء يا رجل المرور الذي تفعل المستحيل!.