استراحة القارئ
إيمان مرفديفي أحدى أيامنا الخوالي.. وبينما كنت مستقلة إحدى الحافلات التي نطلق عليها "الهايس" صعدت امرأة في العقد السادس من عمرها وجلست في المقعد الأمامي وكان إلى جوارها في المقعد الآخر شاب، يضع على رأسه عمامة بيضاء ولا يظهر من وجهه شيئاً سوى أنفه، ولم تكد تمر ثوان معدودة على سير الحافلة حتى سمعنا هذا الشاب وهو يتمتم ببضعة كلمات مبهمة.. فنظرت إليه المرأة التي بجواره قائلة له: بأن يتقي الله فيما يقوله.. وفجأة وبدون مقدمات أخذ يسألها وسط اندهاشنا لماذا لا تخرج مع محرم؟! تصوروا.. وتوقعنا أن المرأة ستسكت ولن ترد على كلامه هذا كعادة معظم نسائنا.. ولكنها أنبرت وبحماس يحسد عليه قائلة له: وأين نحن الآن في (.....) أم في اليمن فاتق الله يا بني في صلاتك وعبادتك لله تعالى، فأنا في منزلة والدتك وكان يجب عليك ان تحترمني وتحترم سني والا تتفوه بمثل هذا الكلام .. ألم يعلمك القرآن الكريم هذا!! ألم تعلمك أسرتك الاخلاق؟ولقد أعجبت بكلامها الوقور المتزن.. لقد كان في محله وأخرست هذا الشاب الطائش الذي لم يدر حينها ماذا يقول؟ حيث ظل صامتاً طوال الطريق.. ولكني في الوقت الذي أعجبت فيه بكلام هذه المرأة .. صدمت من موقف الركاب السلبي خصوصاً السائق الذي كان ينظر إليهما وهو صامت ولم يحرك ساكناً.. بل حتى أنه لم يحاول ان يوقف هذا الشاب عند حده من الهجوم على المرأة الطيبة.. ولا أدري بدوري لماذا هذا الموقف من المرأة والهجوم عليها؟! فاذا كان البعض يعتقد بان المرأة مخلوق ضعيف فهم واهمون.. فالمرأة عند الشدائد والصعاب تقف بكل صلابة وإرادة بل إنها في أحايين كثيرة تتفوق على الرجل في كثير من المجالات وهذا ليس تحيزاً ولكنها حقيقة واقعة وملموسة ويكفي المرأة فخراً أنها امرأة.