قصة قصيرة
نبيل احمد الحضردخل وضاح كهف النور ، ذلك الكهف الذي اسماه سكان القرية بهذا الاسم بسبب انه في كل ليلة اثنين يشع نورا وتنساب الالحان والزغاريد ودقات الطبول من داخله منذ القدم كان هذا التقليد يتكرر كل اسبوع فيما اصبح يعرفه القرويون بعرس الجن ، وقد كان يرغب في مشاهدة هذا العرس الاسطوري المتكرر ، النور يهرب والظلام يتقدم وساعات المغرب تبدأ اولى فقرات العرس ، يقال ان العديد من الرجال دخلوا الى الكهف في مرات متباعدة كل جيل كان هناك من يستبد به الفصول الذي كان يقذف به في النهاية الى متاهات الجنون ، كانوا يطلبون الاستمتاع لليلة واحدة فكسبوا المتعة وخلو البال طوال العمر . وضاح اول طفل يدخل الى هذا الكهف وقد اشتهر بالمشاكس فهو مثلاً لايلعب الكرة وان لعبها تكسرت ارجل معظم اللاعبين حتى من فريقية كسر من النوافذ الكثير ومن الجرار الكثير ووالده كلما وجدة ، ان وجده ! صاح مشيراً اليه : مخرب غلب الف مدار والدته كلما وجدته اشارت اليه : هذا جن مصور . (2) كان كهف النور مظلماً ، تكدست بداخله اكوام من الحجارة المتراصة بشكل غريب كأنها مساند يستند اليها الجن في مقايلهم ، استند على كتله صخرية مقلدا جلسة والدة المعتادة في المنزل مرت الساعات وهو ساكن في مكانة ، لا احد يعرف اين هو ، لابد ان والدته الآن قد فقدت عقلها وهي تبحث عنه في كل مكان في الساعة السابعة انفتحت نوافذ كثيرة في جدار الكهف وخرج منها الى ساحته مجموعات من ذكور واناث واطفال يحركون سلاسل ويهزجون بترانيم خلابة . ودوت زغاريد ذكور الجن وتقلدت الاناث اسلحة من حجارة وبدأت ترقص رقصة البرع العروس غاية في الجمال وزوجها فرج ، خجول ، كانت كل فترة تقفز الى حلقة الرقص بسيفها الحجري الذي تحمله على كتفها وترقص لفترة ثم تعود ربما لم ينتبه الجن للبشري الساكن في وسطهم ،او انتبهوا ولكنهم تجاهلوا الامر ، وحدهم الاطفال من انتبهوا اليه تقدم من وضاح جني صغير يحمل بين يديه طعام مما يأكلون ولكنه رفضه فقد كان منظره غريباً ، واجتذبه الاطفال وبدأوا يرقصون حول !! العروس المتربعة على الكتلة الصخرية وبداء ( دوشان الجن ) في الصراخ معددا مناقب العروس واهلها وقبيلتها ( وتقدمت من الفتحات الكثير من الفتيات يحملن اطعمة لم تكن لتوجد في ليالي ) الف ليلة وليلة كانت فعلا ليلة من الف ليلة ، رقص ، اطعمة غريبة ،حركات بهلوانية ، هرج ومرج ، دخول وخروج من الفتحات الوهمية التي انفتح في الصخر حتى بدأ النور في الانبلاج فاختفوا تدريجياً خلف الفتحة وعند اول شعاع نور اختفى اخر الجن من ردهة الكهف .