مع الأحداث
الشجاعة في الحق من أسمى الفضائل التي تجعل من شخصية صاحبها مثلاً مرموقاً بالاحترام والإجلال والإعظام لقد وقف رسول الله صلى عليه وسلم وحيداً ليس له سوى الأمل في ربه الذي كان يذهب لمناجاته في غار حراء وليس وراءه من الدنيا إلا زوجه تخفف عنه ما يشهر به من تنافر بين العالم الذي يعيش فيه والعالم الذي هو مقبل عليه ويقول سيدنا علي رضي الله عنه: (عندما كانت تشتد المعارك ويحمي الوطيس كنا نلوذ برسول الله نحتمي به) وثباته صلى الله عليه وسلم في معركة (حنين) معروف عندما فركل الصحابه من حوله وبقي واقفاً يرتجز: (أنا النبي لا كذب أنا أبن عبدالمطلب) ثم عادوا وتجمعوا حوله وأما ثباته صلى الله عليه وسلم على المبدأ والصمود أمام العدو فقد وقف وحيداً أمام كفار قريش ليس له شي سوى الأمل في الله ولقد أعلن لعمه بكلمته التي تعتبر هدياً ونبراساً للجاهدين الصادقين والله يا عم لووضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته أبدا حتى يظهره الله أو أهلك دونه فعلينا أن نقتدي برسول الله ونتأسى به لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه صدق الله العظيم .ونهتدي بهذيه وأن نوطد أنفسنا على الثبات في وقت الشدائد والصبر على الملمات فإن الصبر عنوان الأيمان يا أهل غزة فلسطين وأن نتحلى بقوة الارادة وصدق العزيمة وحسن اليقين والتوكل على الله القوي المتين تلك هي القوة المعنوية التي تكفل النجاح وتحقق النصر وتهزم العدو واعلموا أن الله معكم وأنه غالب على أمره ولن يمكن الأعداء منكم أو ممن ملأ أنفسهم بالأيمان: (أن الله يدافع عن اللذين أمنوا أن الله لا يحب كل خوان كفور) صدق الله العظيم .ولهذا فصمودكم يا أهل غزة هو انتصاركم باذن الله تعالى فإذ خذلوكم حكام العرب والمسلمين ومجلس الأمن وأصبحتم لوحدكم في المعركة المصيرية مع عدو الله وعدوكم من اليهود فخذوا بسيرة الرسول الأعظم على الصلاة والسلام في المعركة (حننين) بشجاعته وثباته وصموده العظيم عبر ودروس لا تنسى أبداً ومعاني ساميه كريمة وزلزلوا الأرض تحت أقدام عدو الله وعدوكم.كان العرب والمسلمون المقاتلون قد تدربوا منذ عصر ما قبل الإسلام على الأسلحة وفنون القتال وكانت مزايا الشجاعة والصبر في القتال بين صفوف العرب خلال أيامهم قبل الإسلام بمثابة التدريب القتالي والتي كسبتهم المهارة في صدر الأسلام ومن ناحيد أخرى فإن العوامل الجغرافية كانت قد أثرت كثيراً فالطبيعة الصحراوية القاسيه كانت قد صقلت شخصية المقاتل العربي ودربته على الصبر وتحمل المشاق إلى الجوع وإلى رمال تلفح الوجوه وإلى حرارة شديده وانعكست هذه الطبيعة القاسيه على نفس العربي وتدرب على القوه والصلابه والجلد وأصبح لا يخش الليل ولا يفزع من سفر ولا يزعجه عصف ريح أو قلة مطر وكان العرب يعيشوا في خطر دائم وكانوا قبائل متشتته تسكن مواقع متباعده عن بعضها بعض فيغرض عليهم الحال دفاعهم عن أنفسهم فتراهم دائماً يحملون السلاح موقنين ببأسهم واتقين من أنفسهم فاضحى البأس خلقاً لهم كما أن الشجاعة أصبحت سمه أساسيه من سماتهم فكان نمطاً تدريبياً راقياً أفاد في تكوين الشخصية القتالية المتدربة دات الروح المعنوية العالية التي لا تأبه شي مما يخيف الأخرين أن ذلك كله أصبح اليوم في أبناء غزة الصمود الانتصار.هذه أبيات شعرية للشهيد البطل الفلسطيني/ غسان كنفاني يقول فيها:-أنا لن أعيش مشردا [c1] *** [/c]أنا لن أظـــل مقـيـدا أنا لي غدا وغداً سوف[c1] *** [/c]ازحف ثائراً متمرداً انا لن اخاف العواصـف[c1] *** [/c]وهي تحتاج المدى ومن الاعـاصـير التـي[c1] *** [/c]ترمي بنـار اســودا انا صاحب الحق الكبير[c1] *** [/c]وصانـع منـه الغـدا وبطولتي نبتث هناك[c1] *** [/c]واينعت تحت الثرى