عشرات القتلى في اشتباك بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام في الشمال
نهر البارد(لبنان)/وكالات:قالت مصادر أمنية ان ما لا يقل عن 15 متشددا قتلوا أمس الأحد في طرابلس بشمال لبنان خلال اشتباكات مع قوات الأمن اللبنانية الأمر الذي وصل بعدد المتشددين الذين قتلوا في الاشتباكات الى 19 على الأقل.وأضافت المصادر ان الجيش تمكن من السيطرة على الوضع في المدينة حيث تلاحق قوات الأمن اعضاء جماعة فتح الإسلام. ولا يتضمن عدد القتلى في طرابلس أربعة متشددين آخرين على الأقل قتلوا في اشتباكات في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الى الشمال من طرابلسوكان الجيش اللبناني قد اشتبك أمس الأحد مع جماعة فتح الإسلام الفلسطينية التي حذرت من "فتح براكين" على لبنان عقب الاشتباكات التي قالت مصادر أمنية وطبية أنها أدت الى مقتل 13 جندياً لبنانياً.وهذا أسوأ عنف تشهده البلاد باستثناء الحرب بين إسرائيل وحزب الله منذ انتهاء الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. واشتعل فتيل الاشتباكات حينما داهمت قوات الأمن منازل في طرابلس من أجل اعتقال مشتبه بهم من جماعة فتح الإسلام متهمين بسرقة بنك يوم السبت.وقالت المصادر الأمنية ان الجنود اللبنانيين قتلوا قرب مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين وفي مدينة طرابلس وفي هجوم استهدف مركبة للجيش في القلمون الى الجنوب من المدينة الشمالية.وقالت مصادر أمنية ان العشرات من أعضاء فتح الإسلام قتلوا في المخيم الذي يضم نحو 40 ألف لأجيء فلسطيني. وأوضحت مصادر طبية أن أربعة مدنيين لقوا حتفهم بينهم طفلان وجرح 45 آخرين. وقالت جماعة فتح الإسلام السنية ان الجيش "قام بهجوم غير مبرر" على عناصرها، وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لحركة فتح الإسلام " أننا نحذر الجيش اللبناني من مغبة استمرار الأعمال الاستفزازية ضد مجاهدينا التي سوف تفتح عليه وعلى لبنان كله نيرانا وبراكين لن تغلق إلا بإذن واحد أحد."وشدد الجيش قبضته حول مخيم نهر البارد منذ ان اتهمت السلطات اعضاء في جماعة فتح الإسلام بتنفيذ تفجيرين مزدوجين لحافلتين في منطقة مسيحية بالقرب من بيروت مما أدى الى مقتل ثلاثة مدنيين في فبراير.وربط وزير الشباب والرياضة احمد فتفت أمس الأحد الذي كان يتحدث في مدينة طرابلس بين الاشتباكات وما قال انه مسعى لعرقلة خطوات إنشاء المحكمة الدولية.وأغلقت دمشق معبرين حدوديين مع شمال لبنان بسبب عدم استقرار الوضع الأمني هناك كما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) امس الأحد. وبقيت معظم المعابر الأخرى مفتوحة، وقال فتفت لتلفزيون المستقبل اللبناني المؤيد للحكومة "هناك من يحاول خلق بلبلة أمنية يحاول ان يقول فعلا للرأي العام العالمي انظروا.. إذا بتت المحكمة فسيضطرب الأمن في لبنان."ووزعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي مشروع قرار بتشكيل المحكمة الدولية.وقال شهود انه كان بالإمكان سماع أصوات إطلاق نيران البنادق والمدافع الرشاشة كما هزت أصوات الانفجارات منطقة نهر البارد بعد اندلاع القتال فجر امس. وحوصر السكان في منازلهم فيما صدرت دعوات لوقف إطلاق النار تمهيدا لإجلاء الجرحى.وأرسل الجيش تعزيزات الى محيط المخيم حيث تصاعدت أعمدة الدخان في الهواء.ولا يستطيع الجيش اللبناني دخول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تمشيا مع اتفاقية عمرها 38 عاما، وقال بيان للجيش ان اعضاء فتح الإسلام هاجموا مراكز الجيش في محيط المخيم وفي طرابلس الشمالية.وجاء في بيان الجيش "فجر أمس وعلى اثر قيام مجموعة من قوى الأمن الداخلي بدهم مبنى داخل مدينة طرابلس والاشتباك مع مسلحين أقدمت عناصر تابعة لحركة فتح الإسلام على مهاجمة بعض مراكز الجيش في محيط مخيم نهر البارد والضواحي الشمالية لمدينة طرابلس كما تعرضت لآليات عسكرية في خلال انتقالها في منطقة القلمون مما أدى الى وقوع إصابات بين قتيل وجريح في صفوف العسكريين."، وأضاف البيان "لا تزال وحدات الجيش في حال اشتباك مع المسلحين وقد اتخذت التدابير الميدانية لتعقب هؤلاء المسلحين وضبط الوضع وفرض النظام."وحاولت القوات الأمنية اعتقال عدد من أعضاء فتح الإسلام المشتبه بأنهم سطوا على بنك في المدينة قبل يوم. وقالت مصادر أمنية ان مجموعة من أعضاء فتح الإسلام قد يكونون اعتقلوا.وبدورهما نفت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الفلسطيني (فتح) أي علاقة لهما بفتح الإسلام، أو نشاطات هذه الحركة.إلى ذلك أفاد بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية ان موسكو أعربت أمس الأحد عن قلقها العميق من المواجهات في شمال لبنان ودعت الطرفين الى احترام سيادة هذا البلد وسلامة أراضيه.وأعلنت الوزارة ان "اندلاع أعمال عنف في هذه الحدة في لبنان الذي يشهد وضعا متوترا أصلا يثير قلقا عميقا"، وشددت على ان "هذه الأحداث المأسوية تؤكد ضرورة احترام كافة الأطراف سيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي".