قصةالعدد
أحمد الحامدبالامس حدث شيء مؤسف .. لقد ضاع جهاز "التليفون المحمول" الخاص بوالدي .. وبحثنا عنه جميعا لأكثر من ساعة في كل أنحاء المنزل حتى وجدته اختي " شذى" خلف سرير والدي لكنه للاسف كان مكسور الشاشة.. هاج أبي وقام بتوبيخنا جميعاً وحاول ان يعرف من فعل ذلك بالجهاز .. لكننا جميعا أنكرنا علاقتنا بالامر .. أخي " فؤاد" قال انه كان خارج المنزل طوال الوقت ولم يعد الا لحظة البحث عن التليفون .. واختى شذى قالت انها كانت منشغلة بمساعدة امي في خياطة بعض الملابس الجديدة.وعندما اقترب مني ابي شعرت بالذعر من نظرات الغضب في عينيه وسألني قائلا : - وانت؟! ألم تلمس الجهاز او تعبث به؟ .. قلت بخفوت : كلا .. ثم اجهشت بالبكاء.. نظر الي الجميع مندهشين وسألتني امي : لماذا تبكي إذن؟! قلت بصوت باك : اشعر أنكم جميعا تتهمونني لانني اصغر من في هذا المنزل .. ولااجد عذراً ابرر به عدم مسؤوليتي عن كسر الجهاز .قال ابي : لااحد يتهمك .. لكن هل تعلم من فعل ذلك بالجهاز؟!.قلت باندفاع غاضب : لااحد غير فؤاد .. هو الوحيد الذي كان يعبث بالجهاز كلما وجده في مكان ما ..نظر الجميع الى فؤاد فارتبك وقال بتلعثم : اقسم اني لا.. لم . المس الجهازولم اقم بكسره .. صحيح انني استخدمه للعب الاتاري اذا وجدته احيانا لكني لم اكسره ولم القه بجانب السرير . اقسم بذلك..صرخ ابي : بل انت الفاعل ..! ثم انهال على فؤاد بالضرب وركضت انا مغادرا المنزل.عندما عدت قرب المغرب الى المنزل كان فؤاد حزينا في حجرته وابي غاضبا ورمقتني امي بنظرة معاتبة وقالت : سامحك الله .. لقد تسببت في عقاب اخيك دون ذنب!.. دخلت الى حجرتي وجلست على سريري وفي داخلي مشاعر كثيرة .. حزن .. غضب .. الم .. ندم .. وفي ساعة متأخرة اكتشفت ان وقت النوم قد فاتني .. لكني لم استطع النوم .. والقيت نظرة على فؤاد فأدركت انه ايضا لم ينم .. تسللت حتى حجرة ابي .. طرقت الباب بهدوء ففتح ابي وسحبني من يدي الى داخل الحجرة .. ووقفت مطرقا فقال بهدوء : كنت انتظرك .. لاني اعلم انك لاتستطيع الكذب طويلا .. ماذا تريد ان تقول؟!قلت وانا اغالب الدموع : لقد ظلمت فؤاد اخي .. انا الذي كسرت الجهاز.. لم اكن اقصد ذلك جئت ابحث عن منديل امي بعد ان طلبت مني احضاره من على السرير.. فسحبت الملاءة ولم ارَ التليفون الذي كان موضوعا فوقها فسقط على الارض بعنف وانكسرت شاشته و...قالت امي : ورميت به وراء السرير .. حاولت اخفاء خطأ بخطأ آخر.صمت ابي وربت على كتفي قليلا ثم قال :- اعترافك بالذنب يدل على شجاعتك .. لهذا لن اعاقبك.. اذهب الى النوم.بعد ذلك قام ابي بارسال التليفون الى المهندس فاصلح ما به من اعطال وابدل شاشته باخرى جديدة.. وعندما جاء والدي ومعه التليفون بعد اصلاحه قام باهدائه الى فؤاد اخي كاعتذار عما لحقه من اذى بسبب كذبتي.ومنذ ذلك اليوم قررت الا اكذب مما فعلت من اخطاء حتى لااظلم الآخرين!.