[c1]صفاء لقمان[/c]في اللقاءات اليومية للناس وفي تجاذبهم الحديث فيما بينهم عن امور شتى تمس حياتهم اليومية المعيشية ، الاجتماعية ، الرياضية ، والسياسية وحتى الحديث والنقاشات والمجادلات الهادئة منها والساخنة في أمور محلية وعربيةعالمية لابد ان الحديث عن ظاهرة بدأت تتسع انتشاراً ألا وهي ظاهرة التسول ، اقول ظاهرة وربما الكثير يتفق معي في ذلك .لا تذهب الى أي مكان الا وترى المتسولين وهم يمدون ايديهم ويسألون الناس بالتصدق عليهم .ان ذهبت الى المقهى لتأخذ قسطاً من المساحة الزمنية تلتقي فيها بزملاء وتقضي معهم بعض الوقت تجد المتسولين ينتشرون حولك يسألونك الصدقة نقوداً كانت أم كاساً من الشاي او قطعة خمير او خبز المهم في الامر انهم يضيقون عليك الخناق ، فلا مفر لك منهم.وان ذهبت الى محطة التاكسي ايضاً تجد المتسولين يقحمون انفسهم عليك ، ولا يهم في أي مكان انت جالس في التاكسي او الباص فايديهم والسنتهم تصل اليك .وان ذهبت الى شاطئ البحر لتستريح من هموم الدنيا لسويعات قليلة مع نسيم البحر ، تذهب الى هناك فراراً من كل الناس ، الا انك لا تستطيع الفرار من المتسولين فهم يجدونك اينما تذهب .وقد قال احدهم ولو ذهبت الى المريخ ستجد المتسولين قد سبقوك الى هناك .حتى المساجد لا تخلو من المتسولين ما ان تشرع في دخول المسجد حتى ترى صفوف وجماعات المتسولين الموجودين والواقفين على ابواب المسجد .. نعم انهم على مداخل ومخارج المساجد .. وما ان تنتهي الصلاة ويسلم الامام الا وتسمع صيحات المتسولين من داخل المسجد ومن على الابواب . متسولون رجالاً ونساءً واطفالاً وحتى يحملون معهم الرضع للتسول بهم .والمريض يتسول بمرضه والعاجز يتسول بعجزه ، وهناك من يتسول بالايتام ، ولا تدري ان كانوا ايتاماً فعلاً ام انها موضة في التسول ، حتى الصحيح الشديد القوي البنية يتسول وشعارات التسول كثيرة وكل يوم تسمع اصنافاً واساليب جديدة ومبتكرة انهم يجهدون انفسهم فعلاً في خلق ابداعات وفنون في التسول .حتى البيوت يصلون اليها تسمع طرقات على باب بيتك تشتد قوتها كلما تأخرت في فتح الباب وتهرع وتظن ان هناك امراً عاجلاً ولا تجد امامك الا متسولاً يسالك أي شيء ، حق الله ، ان قلت الله كريم يرد عليك هات أي حاجة سروال بالي ، شميز بالي ، كسرة خبز ، نحن ما أكلنا من أمس ، ان لم تستجب لمطلبهم اسمعوك كلاماً بذيئاً واحدثوا امام بيتك ضجة ورجة .وهذا الاسلوب يحدث لك في الشارع او في أي مكان تصادف فيه متسولاً . بل انهم يجذبونك من ثيابك لتلبي لهم سؤالهم .. واحياناً يقفون امامك حاجزاً يمنعوك من السير.ورجال التسول نساؤه فقط من المحليين أي ليسوا فقط يمنيين بل انهم من جنسيات أخرى ، تعرف ذلك اول ما تسمع لهجتهم في الكلام ، وكأن هناك وكالات لاستيراد المتسولين من الخارج .اقول هذا لاني سمعت بعضهم يقول ان المتسولين ينخرطون في جماعات وان هناك من يدير عملية التسول بنظام وبرنامج يلتزم به المتسولون ولا احد منهم له الحق في تغيير مكان التسول وزمانه واسلوبه!وإدارة التسول تعمل على انزال المتسولين في اماكن محددة وفي اوقات محددة وتنظم عملية انتشارهم في المناطق المختلفة .. قلت حينها يا اخواني الامر ليس بهذه الصورة . رد علي بعضهم مؤكداً ما قالوه عن وجود إدارة تنظم عملية التسول .قلت ، طيب الا يوجد متسول عشوائي في هذا النظام التسولي ، عجباً !وزادوا في القول انهم أي ادارة التسول يستخدمون الرجال والنساء والاطفال على حد سواء ، لا فرق بينهم ، فالكل يجب ان يعمل ويجتهد في عمله . !وتجد ايضاً بين المتسولين من يقف في المسجد بعد الصلاة او حتى في اماكن اخرى ليسأل الناس ما يتصدقون به عليه بعد ان يقدم نفسه إنه من اللاجئين الصومال وقد جاء من مخيم اللاجئين الصومال في منطقة خرز بعد ان ضاقت به السبل .تفتحت شهيته للتسول ـ هل لان العائد منها كبير ؟!ـ هل لان التسول لا يحتاج الى بذل جهد ولا يحتاج الى تعب ومشقة عند القيام به ؟!ام ان هناك اموراً اخرى؟ لا أدري ، ولكن سمعت من يقول بانه يعرف شخصاً لديه من الاموال الكثيرة يستطيع ان يعيش بها طيلة حياته معززاً مكرماً ، ولكنه يمتهن التسول لأنه يجد فيه نفسه !!معقول هذا الكلام يا جماعة؟ وآخر يقول انه صادف امرأة يعرف انها تتسول صادفها في البنك ولديها حساب بنكي !! انا شخصياً في ذهول من هذا ، فهل انتم تصدقون ذلك؟ـ في كل الحالات اصبحت ظاهرة التسول ظاهرة مزعجة ومقلقة أيضاً ـ من يدرس هذه الظاهرة بحق ، ويعرج على اسبابها الحقيقية ومنها يضع حلولاً مناسبة وواقعية .ـ من يستطيع ان يحدد ملامح هذه الظاهرة بدون مزاجية وبدون عواطف وبدون اندفاع.ـ من يستطيع ان يحزم امره من اجل انتشال وضعية المتسولين ، جماعات كانوا ام افراداً ، منظمين او غير منظمين ، انهم في الاخير فئة من فئات هذا الشعب .ـ هل لدينا مراكز بحوث تستطيع ان تقوم بعمل ما في هذا الجانب ؟ـ هل هناك جهات يهمها هذا الامر من اصله لتعمل من أجله ؟
أخبار متعلقة