واثق شاذليحقاً لقد اصابتنا مصيبة الموت برحيلك المفاجىء يا عصامما الذي دعاك الى الرحيل هكذا سريعاً ؟وما الذي لم يطب لك البقاء بسببه في دنيتنا هذه الفانية بما فيها من جحود ونكران ؟ هل تكشف لك وجهها الكالح فآثرت قطع ما يصلك بها من سلاسل وقيود لتنطلق الى دار البقاء والخلود ، دون حدود او قيود او، سدود .هل غرست انيابها في قلبك وهل صدمك حالها المتلون كغانية لعوب لا أمان لها فالقيت نفسك في حضن اليقين والحق المبين .ولكن ما ذنبنا نحن يا زميلي العزيز في ان تفجعنا فيك بكل هذا الألم وهذا القدر من الحسرة وهذا الكم من الضياع .كلنا اموات يا عصام .. لا عاصم لنا منه ، لكن موتك فاجأني من حيث لا انتظر كراكب ينتظر القطار في محطة اكلها الصدأ فاذا بالقطار يدهمه بعد انفلات عياره فوق قضبانه الذائبة .ثم لماذا ودعتنا في هذا الوقت بالذات .. في ايام العيد وفي صباح الجمعة .. الجمعة الجامعة للنفوس والقلوب وأنت خير من يعرف ان ايام الجمع والاعياد هي ايام للقاء وليس للفراق .ما الذي استعجلك على مغادرتنا وأنت أمير من يجمع الاحباء حوله .لماذا قلبت الطاولة فوق أم رؤوسنا وأنت من كان يعدها امامنا ولنا وكيف بعثرت اقلامنا وأنت من سلمتها لنا وكيف أرقت مدادنا وأنت من سكبه في عروقنا .كيف انسلت روحك من اجسادنا وتركت دماءنا تنزف منذ وسدناك الثرى عصر يوم الجمعة .ألم ترى شقشقات الهواتف النقالة ورنينها الموسيقي وقد تحول الى فحيح وصرخات ألم ووجع وفجيعة وهي تتناقل الخبر الأليم .. خبر وفاتك يا عصام .لماذا جعلتنا نبكيك وأنت تدرك بأنّا من كثر بكائنا في حياتنا هذه لم نعد نصدق متى سنفرح فاذا جاء العيد لنخطف فرحة او بسمة من وجه تلك الايام العابسة الكالحة جاءنا نذير الهول بأن عصامنا قد مات .كيف اصدق بأنك استكثرت علينا فرحة العيد وبسمته وأنت من عُرف بسخائه في توزيع البسمات للجميع وكأنك تغرفها من نبع لا ينضب بعد ان نضبت كل الينابيع؟! .ما ان سقط نبأ وفاتك فوق أم رؤوسنا حتى احسست بعجزي عن سكب كلمة او دمعة وداع .لقد خرس الحرف وجمد الدمع فماذا اقول يا عصام؟ وماذا اكتب والقلم امامي شعلة من جحيم والاوراق اشد سواداً من نار السعير؟ .هكذا مر يوم الجمعة الحزين وتبعه يوم السبت اليتيم وها نحن في يوم الاحد .. هل حقاً مات عصام ؟.. ايوة مات يا واثق .. اعترف بذلك واقبل به واكتبه او اكسر قلمك فما جدوى الصحف بعد ان جفت بعدك يا عصام ؟!.
|
تقرير
يـا عـصـام
أخبار متعلقة