مدن عربية وعالمية
المدينة المنورة هي مدينة النّبي واسمها طيبة، وكانت تُسمّى قبل الهجرة بـيثرب ، ترتفع عن سطح البحر نحو 619 مترًا . المدينة مبنية في وسط وادٍ شاسعٍ يمتدّ إلى الجنوب، وأغلب مبانيها من الحجر المجلوب إليها من المحاجر القريبة. وحارات المدينة نظيفة وضيّقة ، وكان سوق المدينة يبتدىء من الباب المصري إلى الحرم الشّريف في شارعٍ ضيقٍ طوله 500 مترٍ تقريبًا والحركة فيه تكاد تنحصرُ في مدّة الحج والموسم الرّجبي وهو موسم الزيارة الرّسمية في بلاد العرب. كان في المدينة سابقًا مكتباتٌ كثيرةٌ أحسنها مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت، وهي قريبةٌ من باب جبريل إلى جهة القبلة.. وكان فيها حمامان تركيان أحدهما داخل المدينة وهو من عمل السّلطان سليمان القانوني والثاني بالمناخة. وفيها خمس تكايا أهمّها التكية المصرية والباقي يسمّونها رباطات ، وللمدينة المنوّرة حرم مثل حرم مكّـة كان يبلغ قطر دائرته قبل التوسيعات الحديثة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسلفه الراحل الملك خالد نحو كيلومترين.ويوجد في المدينة وضواحيها مزارات كثيرة أشهرها مسجد قباء ومسجد سيّدنا حمزة والبقيع، أمّا مسجد قباء فيبعد عن المدينة مسافة خمسة كيلو متراتٍ ، وهو أوّل مسجدٍ بُنِيَ في الإسلام، بناه رسول الله في الجنوب الغربي للمدنية عند دخوله إليها في هجرته، وقد جدّد بناءه السلطان عبد الحميد الأول. وأما مسجد سيّدنا حمزة فإنه يوجد في شمال المدينة في وادي أحد، وهذا الوادي مشهور بالواقعة التي حصلت بين المُسلمين والمُشركين في 15 شوّال سنة 2 للهجرة، وأبلى فيها المسلمون بلاءً حسنًا واستشهد فيها سيدنا حمزة عم النبي ودُفن فيها، شرقي مسجده الحالي. ومن حول قبره أُقيمَت قبور الشّهداء الذين قُتِلوا في هذه الواقعة وعددهم نيّف وسبعون. وفي نهاية الوادي إلى الشمال جبل أحد. وهو جبلٌ صخريٌ من الغرانيت، وهو وإن كان من السلسلة الجبلية التي تخترق بلاد العرب إلاّ أنّه يكاد يكون منفصلاً عنها . ويوجد في المدينة البقيع له عند المسلمين مكانة عظيمة ويقال له بقيع الغرقد لأنّه كان يكثر فيه هذا النوع من الشجر، وبه دُفِنَ نحو عشرة آلاف من الصحابة الكرام، وكثير من آل بيت النّبوة منهم سيّدنا علي زين العابدين بن الحسين وولده محمد الباقر وولده جعفر الصّادق.ومن مساجد المدينة المباركة مسجد الرّاية ومسجد الفتح ومسجد القبلتين ومسجد السقيا ومسجد الغمامة ومسجد علي في طريق قباء، ومسجد المائدة أمام البقيع من جهة الشرق ومسجد الأحزاب وراء جبل سلع الذي هو على يسار الخارج من الباب الشامي، ثم مسجد عروة.وفي المدينة عيون ماء عذبةٍ منها عين الزرقاء نسبةً إلى مروان بن الحكم الذي أجراها بأمر مُعاوية، وقتَ أن كان عاملاً له على المدينة، وكان يُسمّى الأزرق لزرقة عينيه. ويمدّ ماء هذا العين مجرى مأخوذ من عينٍ في قباء أيضًا يسمّونها عين النبي، وماؤها يسير إلى المدينة. وفي ضواحي المدينة، عدا العين الزرقاء، عين كهف غربي جبل سلع، وعين الخيف وتجري من عوالي المدينة، وعين الوادي بجوار قبر حمزة ثم عين السلطان وهي مالحة وتجري من قباء إلى المدينة.وحول المدينة أودية كثيرة ينزل فيها كثير من مجاري السّيول التي تروي البساتين خصوصًا في الجهات المنخفضة منها.