وقفة تأمل
تعرف النافذة الديموغرافية بأنها ظاهرة ديموغرافية - سكانية - تحدث عندما ينتقل المجتمع من نمط إنجاب وإعالة الأطفال بشكل مرتفع إلى مرحلة تتميز بالانخفاض في معدلات الإنجاب وفي نسبة حجم فئة الأطفال أقل من 15 سنة بالمقارنة مع إجمالي السكان، مقابل ارتفاع في نسبة فئة السكان في سن العمل (15 - 64سنة)، وبقاء نسبة الفئة العمرية في الأعمار المتأخرة (65 سنة فأكثر) منخفضة. كما أن هذه الظاهرة تتيح فرصة إحداث معدل نمو اقتصادي مرتفع، وتحسين مستوى المعيشة لدى السكان نتيجة لانخفاض نسبة الإعالة وزيادة فرص الادخار والاستثمار لدى الفئات في سن العمل، وهذا يمكن أن يحدث إذا تم التخطيط للاستفادة من هذه الفرصة بتأهيل القوى العاملة وتمكينها وتوجيه طاقاتها في مجال العمل التنموي، وإذا ما أردنا الوقوف عند هذه الظاهرة السكانية في بلادنا سنجد أنه خلال السنوات الأخيرة بدأت الزيادة السكانية تشق طريقها لصالح الفئات العمرية في سن العمل، بينما بدأت تنخفض نسبة عدد الأطفال أقل من 15 سنة، حيث انخفضت من 50% من إجمالي عدد السكان في منتصف التسعينيات إلى حوالي 46% عام 2005م، مقابل ارتفاع في نسبة الفئة السكانية في عمر (15 - 64سنة) من حوالي 46% إلى 50% من إجمالي السكان، مع ارتفاع نسبي طفيف في الفئة العمرية الأخيرة أي (65 سنة فأكثر).وهذا التغيير في التركيب العمري للسكان قد يخلق فرصة سانحة للنمو الاقتصادي والاجتماعي لتدني نسبة الإعالة لصغار وكبار السن وكذلك لزيادة الادخار والاستثمار في المستقبل إذا تزامن هذا التغيير مع سياسات مناسبة تستهدف الفئات العمرية الشابة وتستغل طاقاتهم وقدراتهم في العمل والبناء، وقد تصبح نتائج هذه الظاهرة السكانية سلبية إذا لم يتم التعامل معها بشكل جديد، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة البطالة والطلب على العمل والهجرة وبالتالي تفاقم مشكلات اجتماعية واقتصادية.