بغداد /14 أكتوبر/ من دين ييتس :قالت الشرطة العراقية إن انتحاريا هاجم جنازة في شمال العراق امس الخميس وقتل 49 من المعزين وأصاب 55 في احدث هجوم يشير إلى أن المتشددين يشنون حملة جديدة من أعمال العنف في الشمال.وقال أحد المعزين ان الجنازة كانت لعضوين من مجالس الصحوة التي تدعمها الولايات المتحدة. وقتل الاثنان في هجمات في الآونة الأخيرة. ومن المرجح ان يلقى باللوم على تنظيم القاعدة السني الذي تعهد بمهاجمة أفراد مجالس الصحوة بذريعة انهم يعملون مع القوات الأمريكية.وهذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية في العراق في عدة أشهر ويؤكد قدرة المتشددين على إلحاق أضرار رغم تراجع أعمال العنف بصفة مجملة وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى بدء سحب قواتها من العراق.وقالت الشرطة إن المهاجم فجر سترته الناسفة في قرية سنية قرب بلدة العظيم بمحافظة ديالى.وقال احد الجرحى ويدعى علي خلف الذي نقل الى بلدة طوزخورماتو ان كرة لهب ملات فجأة خيمة الجنازة. واضاف انه شاهد جثثا مبعثرة في كل مكان.وقال انه شاهد الجثث اثناء وضعها في شاحنة بيك اب.وشهد شمال العراق تصاعدا في التفجيرات هذا الأسبوع ومن بينها هجوم قتل فيه 40 شخصا في بلدة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى يوم الثلاثاء الماضي.وينسب الى افراد مجالس الصحوة المدعومين من الولايات المتحدة الفضل في المساعدة في خفض اعمال العنف في العراق.وتم تجنيد نحو 90 الف فرد معظمهم من السنة وبينهم بعض المسلحين السابقين الذين انقلبوا على تنظيم القاعدة. وهم يقومون عادة بحراسة نقاط التفتيش وتوفير معلومات المخابرات للجيش الامريكي.وتقول السلطات الأمريكية والعراقية ان متشددي القاعدة انتقلوا الى الشمال بعد ان طردوا من محافظة الانبار الغربية وبغداد.وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة اثناء زيارة لبروكسل يوم الأربعاء الماضي ان العراق يقترب من إعلان النصر على تنظيم القاعدة الإرهابي.لكن القادة الأمريكيين يقولون انه رغم إضعاف تنظيم القاعدة بدرجة كبيرة إلا انه مازال قادرا على تنفيذ هجمات كبيرة.وفي بغداد هيمنت الاشتباكات المستمرة منذ اسابيع بين مسلحين وقوات الأمن في مدينة الصدر الشيعية معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على العمليات القتالية.وقال مسؤولون انه اندلعت معارك جديدة في الليلة قبل الماضية.وقال المتحدث العسكري الأمريكي الميجر مارك تشيدل إن خمسة مسلحين قتلوا في الساعات الأولى من صباح امس الخميس في ثلاثة حوادث منفصلة شملت غارة جوية.وقالت مستشفيات في مدينة الصدر انها تسلمت تسع جثث واستقبلت 36 جريحا بعد اشتباكات وغارات جوية.ومعظم القوات الأمريكية في العراق منتشرة في المناطق السنية التي أصبحت أهدأ في العام الماضي بعد إرسال قوات أمريكية إضافية. لكن يجري خفض مستوى القوات. وبحلول يوليو تموز يكون 20 الف جندي أمريكي قد غادروا العراق ليصبح عدد القوات الباقية 140 الف جندي.وينسب إلى متشددي القاعدة باستمرار شن هجمات على الجنازات التي تتم في ظل إجراءات أمنية ضعيفة. ولتنظيم القاعدة تاريخ في شن هجمات بسيارات ملغومة قرب أهداف حكومية وحشود مدنية.وبينما قال الجيش الأمريكي أن الأمن تحسن في الشمال فان هذه الضربات تذكر بعدم الاستقرار هناك في وقت يتركز فيه الاهتمام بصفة أساسية على القتال في المناطق الشيعية التي تفجرت في الشهر الماضي.