( 14أكتوبر ) تزور سجن عدن العام بالمنصورة وتستطلع أوضاع المساجين
لقاءات / نعمت عيسى / تصوير/ عبدالواحد سيف :سجن عدن العام بالمنصورة يعتبر إحدى الإصلاحيات الهامة في البلاد من خلال مايقدمة من خدمات لنزلائه المساجين أثناء فترة أداء العقوبة التي عليهم داخله ليخرجوا منه صالحين نافعين في المجتمع.(14أكتوبر) زارت السجن وتلمست أوضاعه وما يقدم بداخلة من خدمات للمساجين وكانت حصيلة الزيارة الآتي :عند تجولنا في أقسام السجن ابتدأنا بزيارة قسم العيادة الطبية التي تنقسم إلى عيادة عامة وأخرى نفسية وعقلية فالتقينا بالدكتور/ خالد سلامي مدير عام مستشفى الأمراض النفسية الذي رحب بنا وسألناه عن وجوده فقال لنا : كوني رئيس اللجنة الطبية للأمراض النفسية فانا أتواجد هنا باعتباري مشرفاً فنياً على العيادة النفسية احضر إليها بشكل دوري للفحص والكشف على المرضى ذوي القضايا الجنائية الذين يعانون من حالات نفسية قد تكون قبل الدخول للسجن أو بعده فعند تقييم حالة السجين فانا ملزم برفع التقارير للأجهزة القضائية والأمنية.كما أن دوري لاينحصر فقط في تقييم الحالة وإنما بإخضاعها للعلاج وبترتيب فترات زيارتهم بما يتلاءم مع حالتهم النفسية فهذا الجانب يشكل الجانب التكنيكي للتعامل مع مثل هده الحالات فانا ألان اعمل على مشروع مقترح يكمن في إعادة تأهيل المرضى العقليين والنفسيين في مهن حرفية تتناسب مع قدراتهم العقلية والنفسية بعد المرض تجنباً للانتكاسات فنحن نطلب دعم الجهات المعنية كوزارة الداخلية ووزارة الصحة والشؤون الاجتماعية وكل من لديه القدرة على المساعدة لأن هذا المشروع يعتبر مشروعاً خيرياً سينمي مدارك السجين بعد العلاج خصوصاً أن المشروع سيهتم مستقبلاً بالمرضى العقليين المتجولين بالشوارع لاحتجازهم وإعادة تأهيلهم طالما لايوجد لديهم اسر.وأوضح بان قسم العيادة النفسية هو أقدم قسم في السجن حيث أسس في عام 1983م تحت أشراف مستشفى الأمراض النفسية واليوم أصبح عيادة متخصصة ومتكاملة بعد أن كان عبارة عن قسم يتبع للعيادة الباطنية في السجن.وأصبح حالياً مكوناً من 3 اخصائين نفسيين و3 باحثين اجتماعيين حيث كان سابقاً مكوناً من فرد واحداً فقط.ثم التقينا بالدكتور/ عبدالحكيم قاسم المفلحي مدير قسم العيادة الطبية وسألناه عن المهام التي يقوم بها فرد قائلاً: المهام بدرجة رئيسية هي معانية كل الحالات باستثناء الحالات النفسية والعقلية كون لها قسم خاص بها فكوني مسؤول العيادة فانا أقوم بالإشراف عليها صباحاً ومعالجة الحالات المعروضة وخلال 24 ساعة يكون هناك مناوبون والعيادة لاتقفل ابداً فهي ورغم شحه الامكانيات والمخصصات ولاتقفل أبوابها فيتم فيها معالجة الحالات العادية ويتم تحويل الحالات المستعصية إلى خارج السجن بالأخص إلى مستشفى النصر لتوفير لهم الأخصائيين وللكشف عن حالتهم الخاصة ففي عيادتنا البسيطة يوجد ايضاً قسم تمديد للحالات التي تتطلب راحة ونوفر لهم الأدوية الخاصة بحالتهم بقدر المستطاع وعلى حسب الموفر لدينا.فرغم الصعوبات التي تواجهنا لكننا نعمل وبجد ودون كلل لان السجين لأحول له ولاقوه الابوقوفنا حينه ومساندته وعلاجه ولكن يبقى تحت الرقابة ولاتغفل أعيننا عنه وحتى عند خروج بعض الحالات المستعصية على العلاج لأتخرج إلا بعد ترثيب حراسة خاصة لأني حالة نقوم بإخراجها خارج السجن للعلاج بغض النظر عن جريمة المسجون.ومن ضمن مكونات العيادة فهي تتكون ايضاً من مختبر ولكن بسبب عدم توفر المحاليل الطبية الخاصة بالمختبر تم اغلاقة منذ سنة تقريباً، وذلك لان المخصصات الطبية ضئيلة جداً ولا تكفي سوى لتوفير الأدوية الرئيسية.لم يكتمل مشوارنا هنا بل عدنا لقسم العيادة النفسية من جديد في اليوم التالي: التقينا بالأخ/ رضوان عبدالواحد سعيد غانم أخصائي نفسي ورئيس قسم العيادة النفسية فتحدث لنا بكل هدوء قائلاً: إدارة العيادة النفسية من مهامي الخاصة والرئيسية التي تكمن في ترتيب مقابلات الحالات مع الأطباء والاخصائين وتنظيم العلاجات لهم والإشراف على الحالات المتواجدة في السجن وايضاً متابعة التقارير الطبية بالنسبة لبعض المرضى المطلوب منا رفع تقارير طبية لحالتهم.فسألناه هل تم شفاء بعض الحالات وهل المخصصات الطبية موفرة لديكم فأجاب نعم لقد تم شفاء بعض الحالات من خلال متابعتهم وإعطاء العناية والعلاجة لهم إما لسؤالك عن المخصصات فأقول ان قسم العيادة النفسية لايوجد لها مخصصات وإنما يتركز عملنا على الدعم الذي يقدمه مدير إدارة السجن بالإضافة الى مايمكننا مساعدته وايضاً لاتنسى دور د/ خالد ألسلامي بمساعدته في الإشراف على الحالات ودعم الحالات بالعلاج ورفع التقارير للجهات المختصة فنحن أملنا كبير ونتوقع ان يزيد هذا الدعم من خلال تكثيف زيارته الميدانية للقسم وهذا ماحفزنا وشجعنا أكثر فهو زود العيادة النفسية للسجن بـ"4" من الممرضين النفسيين والباحثين كمنتدبين لمعالجة الحالات المرضية ولمتابعة هذه الحالات وعلاجها.ولنكمل مشوارنا في القسم توجهنا لقسم الباحث الاجتماعي والتقينا بالأخت/ حنان احمد محمد حسين – باحثه اجتماعية –قسم النسا في العيادة النفسية فسألناها عن دورها فأجابت: دوري يبدأ عند جلوسي مع السجينات وعمل ملف خاص بهن وبحالاتهن الاجتماعية يكتب عليه كل مايتعلق بالسجينة من اسمعها وحتى أسباب دخولها السجن وترصد حالتها فانا احتاجت إلى جليسة نفسية يتم تحويلها إلى طبيب نفساني لدراسة وتحليل حالتها أن احتاجت.كما أن من مهامي ايضاً بعد معرفة مشاكلهن وسبب دخولهن السجن اذهب ايضاً لزيارتهن داخل " البراق" والجلوس معهن ومعرفة مشاكلهن وتتبع حالتهن بشكل عام بالإضافة إلى جدولاً أخصائية للداخلات رهن المحاكمة خلال السنة كاملة.وتتدرج مهامي ايضاً بالتواصل مع أهل السجينة من خلال الاتصال الهاتفي ومعرفة أسباب عدم زيارتهم للسجينة بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي لهم.كما التقينا بإحدى المتطوعات في القسم وهي الأخت/ لارا خالد المنصري –باحثة اجتماعية أكملت لنا الحديث التفصيلي عن مهامها قائلة: اعمل في قسم البحث الاجتماعي والنفسي لذي يمثل حلقة متواصلة مع بعضها البعض فنحن في القسم يجلس مع السجينات لمعرفة أسباب سجنهن والظروف التي دفعتهن لدخول السجن ونحن هنا نولي بعض الحالات اهتماماً كبيراً جداً وهي الحالات المترددة أي الحالات التي عادت مرة أخرى للسجن بتهمة اكبر فنشرف عليها وإذا لزم الأمر نحيلها للأخصائي النفساني.[c1] تأهيل السجناء في فترة احتجازهم :[/c]وعند خروجنا من قسم العيادة النفسية دهبنا إلى مكتب العقيد/ عبدا لوهاب شكري - مدير إدارة الإصلاح والتأهيل في السجن الذي رافقنا من بداية دخولنا السجن وحتى خروجنا منه فسألناه ماعمل هذا القسم وماهي فروعه فأجاب : أن قسم الإصلاح والتأهيل يقوم على تأهيل السجناء في فترة احتجازهم بحيث يخرج السجين ومعه مهارات وحرف اكتسبها في فترة جلوسه وقضاء مدة الحكم عليه فان القسم يتفرع منه العديد من المهارات وهي "النجارة والخياطة والحياكة" بالإضافة إلى تعليمهم المهارات اليدوية مثل صناعة البردين والصوف والخزف ولكن هناك قسمان للتأهيل تم توقفهما وهما قسم " النجارة-البردين" وذلك لعدم توفير الإمكانيات والمستلزمات لسير عمل هذا المجال المهني المميز فالسجين لدينا ليؤهل بشكل كبير كونه يخرج خياطاً أو حياكاً أو نجاراً فيأخذ حرفه بيده تساعده لأكل لقمة العيش دون الرضوخ للسرقة والنهب أو القتل احياناً، فمن مهام قسم التأهيل ايضاً تعليم السجناء أولويات الكمبيوتر ففي مارس 2005م ثم أقسام غرفة كمبيوتر من قبل جمعية تحفيظ القرآن الكريم م/عدن كما أكملت وزارة الداخلية ومصلحة السجون بدعمنا بالكراسي والتكييف والمستلزمات الأخرى للدراسة كما انه يتم تدريس الطلاب في السجن مهارات الكمبيوتر تحت إدارة معهد بن سند ونحن من نقوم بتنظيم العملية.[c1]محو أمية المساجين :[/c]كما لاننكر جهود إدارة مصلحة السجون بتوفير لنا مدرسين منتدبين لتدريس السجناء بصفوف محو الأمية داخل السجن أو لإكمال دارستهم الإعدادية بالإضافة إلى التعاون الكبير المقدم من اتحاد نساء اليمن من خلال تفويض للسجينات محاميات للمرافقة عنهن والسجن مشرف على هذه الأنشطة ممثل بإدارة الإصلاح والتأهيل.من خلال زيارتنا للأقسام التاهيلية التقينا بالأخ/ هارون سالم محمد-مدرس قران كريم منتدب من قبل جمعية القرآن الكريم م/عدن فسألناه عن مايقوم به كمنتدب من عام 1998م وماهو عمله فأجاب: أنا اعمل في السجن من حوالي 9 أعوام وعملي يكمن في تعليم السجناء القرآن الكريم وعلومه وفي الفقه والتجويد والتفسير والأحاديث بالإضافة إلى إعطائهم المحاضرات التوعوية والتربوية بمعنى آخر أقوم على تثقيفهم في الجانب الروحي مما يعكس ذلك على شخصية السجن وسلوكياته كي يشعر بذنب خطيئته ويرجع ويتوب لله فانا اشكر إدارة السجن لأنها أعطت لنا للفرصة في التواصل مع السجناء بهدف تسهيل إيصال الرسالة المنشودة.ومن ضمن الإجراءات المتخذة في السجن هو عند دخول السجين إلى السجن وحتى أن كان مدة سجنه يوماً واحداً يتم تسجيل كل البيانات عنه ولتوضيح الآلية أكثر قابلنا الرائد/ عبدالرقيب علي بشير-رئيس قسم الكمبيوتر الذي أوضح لنا قائلاً: نقوم تسجيل السجناء الداخلين وفحص بياناتهم كاملة والتأكد من السجناء ذوي السوابق، وإدخال المعلومات الكاملة عن السجين من حيث بياناته الشخصية وبياناته على القضية وبعد إكمال هذه البيانات نقوم بتصويره 3 لقطات واحدة أمامية وصورتان له يميناً ويساراً،واخد البصمة وحفظها على جهاز الكمبيوتر المرتبط عبر شبكة الانترنت بين السجن كامل وايضاً مرتبطة عبر أجهزة إرسال إلى مصلحة السجون في صنعاء- كما نرسل البيانات عبر الفاكس لمصلحة السجون ليتم مطابقتها مع المعلومات المحفوظة في الشبكة.وطبعاً كل هذه الأقسام مجزأة بين النساء والرجال ولكل جنس مكانة الخاص أي سجنه الخاص به وايضاً غرف خاصة لتأهيلهم في المجالات التي ذكرناها فعند دخولنا لقسم سجن النساء التقينا بالسجينات وقابلنا مساعد أول / ذكرى علي عبده – مسؤول قسم النسا وأكملنا مانريد معرفته بسؤالنا لها عن ماهية عملها فأجابت أنا أقوم على الإشراف على السجن من ناحية ترتيب أقسام السجينات ونظافتها وترتب توفير أي ضابطة عسكرية لمرافقة السجينة إذا كان لديها استدعاء من المحكمة كما أقوم على الحافظ على صحة السجينات وتوفير العلاجات اللازمة لهن وآخذهن لعيادة السجن للكشف عن حالتهم فأنا كوني مسؤولة السجن النسائي لديّ طاقم الحراسة النسائية مكون من أربع ضباط نساء "2" يعملن صباحاً "2" مساءاً كما أقوم على توفير المناخات الآمنة للسجينات من حيث الاشراف النفسي عليهن وعلى حالتهن الصحية إضافة الى تسليمهن الغذاء كاملاً وهي 3 وجبات أساسية في اليوم بالاضافة الى الاشراف على توفير وسائل الراحة مثل الفرش والمخدات وأدوات التنظيف كما أشرف عليهن عند تعليمهن مهارات الخياطة والحياكة .إن كل ماشهدناه وسمعناه في سجن المنصورة من حيث أوضاع السجين وكيف يقضي السجين يومه في السجن يثير الاعجاب من حيث أنه يمارس حياة شبهة بسيطة فهو يأكل 3 وجبات كاملة ويلقى الفرش لنيام ويدرس ويتعلم مهارات ويذهب للعيادة ويدرس مهارات الكمبيوتر فهذا شيء رائع والعجيب في الأمر إننا وعند مرورنا بين الاقسام وجدنا غرفة رائعة وهي مكتبة مزودة بالكتب العلمية والثقافية والدينية ففي المكتبة يسمح للسجناء ذوي القضايا البسيطة بدخول المكتبة القراءة وأيضاً استعارة الكتب إن أراد ذلك فهي مزودة بالكراسي والطاولات ولكن هذه هي الحقيقة .. نعم هكذا يقضي السجين يومه بالسجن وهكذا وضعه.فقبل أن نذهب للقاء السجان ذهبنا للسجون من جديد للقاء السجناء واعطائهم الفرصة ليتحدثوا عن السجن وكيف يعيشون فيه وما رأيهم وما هي فائدتهم عند قضاء فترة السجن فقابلنا العديد من السجناء من الرجال والنساء الذين قالوا :الاخ / ن . س . ح / سجين في قضية تهريب أدوية قال لنا :لقد استفدت خلال وجودي في السجن مهارات عديدة فأنا درست دورات الكمبيوتر كاملة وحاصل على شهادة دبلوم سكرتارية بدرجة إمتياز من معهد بن سند ويعود الفضل لإدارة السجن وجهود العقيد / عبدالوهاب شكري مدير الاصلاح والتأهيل في إدارة السجن بالاضافة الى جهود جمعية القرآن الكريم الخيرية م / عدن التي قدمت لنا أجهزة الكمبيوتر ومعهد بن سند الذي وفر لنا المدرس .فأنا الآن أعتبر مشرفاً على مركز الكمبيوتر تحت إشراف إدارة الاصلاح والتأهيل والآن أنا في بعض الاحيان أقوم بالتغطية مكان المدرس في حالة غيابه .الأخ / ن . م . ع / سجين في قضية خيانة أمانة عبر عن ما أستفاد قائلاً : لقد استفدت من لقائي في السجن وهو أنني تعلمت الخياطة بالاضافة الى أنني تعلمت القرآن الكريم داخل " البلوك" وبالاضافة أنني أتعلم القرآن في مدرسة السجن فأنا مؤهلي الدراسي سادس ابتدائي فأنا برغبتي لا أريد أن أكمل دراستي الاعدادية بالرغم من توفر الوسيلة لنا في السجن فأنا الآن أقول عند خروجي من السجن بإذن الله بأكون خياطاً ماهراً لأنها تعتبر الحرفة الوحيدة التي تعلمتها وأحببتها .كما ألتقينا بالاخت / ح . م . ع / سجينة في قضية "ممارسة دعارة وفجور " وقالت:لقد استفدت من السجن العديد من المهارات مثل الخياطة والحياكة وعمل الصوف بالاضافة الى أنني تعلمت القرآن الكريم في حصة خاصة في يوم الاربعاء وأيضاً أن أكمل دراستي في السجن فأنا الآن في الصف التاسع بنظام " المتابعة" فأنا بإذن الله عند خروجي من السجن سأكون قد تعلمت الاخلاق الحميدة والاعمال المهنية التي ستجعلني أعيش مستورة الحال .وأضافت الاخت / أ .م . ح / سجينة بقضية " زنا " قائلة :استفدت من السجن حاجات عديدة فالسجن يمثل لي الادب الذي افتقدته في محيطي ففي السجن تعلمت الصوف والخياطة والحياكة فأنا مؤهلي سادس ابتدائي وفي السجن أكملت دراستي فأنا الآن في ثامن ابتدائي ومحافظة على صلاتي وعبادتي فالسجن يمثل الادب لنا .وأضاف الأخ / أ . ح . / سجين بقضية خيانة أمانة الذي أوضح لنا رأيه قائلاً : لقد استفدت أشياء كثيرة في السجن فقد أخذت دورة كمبيوتر " ويندوز" ومن ثم توقفت عن دراسة الكمبيوتر بإرادتي لأخذ دورس في مهنة الحياكة وعندما سأكمل تعلم فن الحياكة سأعود وأكمل دراسة الكمبيوتر .فأنا تعلمت الفقه والقرآن في السجن بالاضافة الى الاحاديث والسيرة النبوية وأيضاً فأنا بإذن الله عند خروجي من السجن ستكون هذه مهنتي الرئيسية .وآخر لقاء كان مع و . ع . ح وهو سجين " حدث" دخل السجن وهو عمره "17" عاماً بقضية قتل والآن عمره " 20" عاماً أصبح ولداً مهذباً فهو حافظ 8 أجزاء من القرآن الكريم وتعلم دورات للغة الانجليزية الاولية ودورات الكمبيوتر كل هذا في السجن وكونه ولداً صاحب سلوك مهذب لا يزال يتعامل معاملة " الحدث" حتى يخرج للمجتمع شاباً صالحاً ويخاف الله .ونقول إن السجن أحتوى على جناح خاص بالسجين الحدث وهو أنشئ في عام ديسمبر 1983م لدراسة حالتهم لأنها تعتبر فئة عمرية بحاجة الى رعاية أكثر من غيرها . وفي ختام جولتنا داخل سجن المنصورة أخذنا كل ما حفظ في أذهاننا وشاهدته أعيننا وذهبنا لمقابلة مدير عام السجن العقيد / سيف أحمد ناجي الذي بنا من يوم وصولنا الى آخر يوم أكملن فيه استطلاعنا فطلبنا أن نقابله مقابلة خاصة وطرح بعض الاسئلة عليه فوافق وذهبنا لمكتبه الخاص وبدأنا بطرح الاسئلة عليه الشيء توالت كالآتي :[c1]* متى توليت مهام السجن ؟[/c]توليت مهام السجن في 9/4/2003م بقرار وزاري من وزارة الداخلية كمدير عام السجن .[c1]* فأي قانون تنظم مهام السجن ؟[/c]تنظم مهام السجن بقانون رقم (48) لسنة 1991م بشأن تنظيم السجون الذي يحمل قراراً جمهورياً رقم (221) لسنة 1991م .[c1]* ما هي اللوائح والانظمة الداخلية للسجن ؟[/c]يصدر الوزير الأنظمة واللوائح الداخلية للسجون بمادة رقم (36) على النحو التالي:1- نظام دخول المسجونين والزوار الى السجن والخروج منه بما في ذلك التفتيش والحراسة وتنظيم الزيارات ونقل المسجونين من سجن الى آخر وغيرها من المسائل الامنية في السجن .2- تحديد أنواع السجلات والبيانات المتعلقة بالمسجون كالاوراق القضائية والسلوك والحالة الصحية والنفسية وممتلكات السجين وغيرها .3- تحديد أنواع الزي المقرر للمسجونين والمحكومين بالاعدام .4- تحديد وضع المسجونين بحسب تصنيفهم مع مراعاة درجة الخطورة والجنس والسن والسوابق ومدة العقوبة ونوع الجريمة وفقاً لما تستدعيه دواعي الأمن .5- تحديد القوة البشرية العاملة في السجون بمختلف التخصصات والتخصصات المساعدة ونظام عملهم ونقلهم وندبهم وتعيينهم بما في ذلك الحراس والمستخدمين الآخرين وهنا لوائح أخرى مثل تدريب المسجونين واعطائهم أجورهم بالاضافة الى لائحة تنظيم كمية الغذاء التي لم تصدر بع .[c1]* هل هناك تدابير تأديبية للسجناء؟[/c]نعم , هناك تدابير تأديبية للسجناء فهناك المادة رقم (34) التي تنص بمنح مدراء السجون سلطة فرض العقوبات التأديبية على كل مسجون خالف الانظمة والتعليمات الصادرة بموجب هذا القانون واللائحة المنفذة له .وتلك التدابير على النحو التالي :1- الحرمان من المشاركة في الفعاليات الرياضية والترفيهية لمدة لا تزيد على شهر واحد ويتبع ذلك خصم ما لايزيد على سبع درجات من السلوك .2- الحرمان من المراسلات لمدة لا تزيد على شهرين ويتبع ذلك خصم ما لايزيد على سبع درجات من السلوك .3- الحرمان من شراء المواد الاستهلاكية المسموح بها لمدة لا تزيد على شهر واحد ويتبع ذلك خصم ما لايزيد على سبع درجات من السلوك.4- الحرمان من الزيارة الدورية مرتين ويتبع ذلك خصم ما لايزيد على خمس درجات من السلوك .5- الحجز الانفرادي لمدة لا تزيد على اسبوعين ويتبع ذلك خصم ما لايزيد على خمس عشرة درجات من السلوك .- بالنسبة لإدارة السجن ما هي الاجراءات المتعلقة بتنفيذ عقوبة الاعدام ؟هناك إجراءات تتخذ ضد المحكوم عليهم بالاعدام وهي :1- عند استلام الشخص المحكوم عليه بالاعدام يجب تفتيشه بدقة وحذر وأن يوضع في زنزانة منفردة ويخضع للرقابة الدائمة .2- يكون مدير السجن مسؤولاً عن اثبات شخصية المحكوم عليه بالاعدام عند احضاره للتنفيذ والتحقيق من أنه هو الشخص المعني والوارد اسمه في أمر النائب العام .3- تنفيذ عقوبة الاعدام تكون وفقاً لأحكام قانون الاجراءات الجنائية بناء على أمر كتابي من النائب العام يوجه الى الوزير على النموذج المخصص قانوناً المبين فيه استيفاء كافة الاجراءات التي يتطلبها القانون .4- على الوزير إخطار النائب العام باليوم لتنفيذ حكم الاعدام ومكانه وساعته قبل التنفيذ بوقت كاف .5- إذا كانت ديانة المحكوم عليه بالاعدام تفرض عليه القيام بإجراء معين حسب العقيدة الدينية قبل الموت وجب السماح له قدر الامكان القيام بمثل هذا الاجراء .6- يسمح لأقارب المحكوم عليه بالاعدام أن يزوروه في اليوم السابق على التاريخ المحدد له لتنفيذ الاعدام وعلى إدارة السجن إخطارهم بذلك .7- يكون تنفيذ الاعدام بحضور النائب العام أو من يمثله ومدير السجن وطبيب السجن ولا يسمح لغيرهم إلاّ بإذن من النائب العام .8- تتولى إدارة السجن دفن جثة المعدوم على نفقة الحكومة إلاّ إذا طلبها أقارب المتوفي ففي هذه الحالة يجب تسليمها .[c1]* هل عقوبة قطع يد السارق والرجم حتى الموت للزانية المحصنة ينفذ لديكم ؟[/c]بالنسبة لعقوبة قطع الايدي فهي لا تنفذ بحكم الاتفاقيات التي وقعتها بلدنا مع منظمة حقوق الانسان العالمية وكذا الرجم للزانية المحصنة فإن كلا العقوبتين حال عنهما السجن لفترة معينة .[c1]* هل هناك ما يعيق عمل إدارة السجن بالنسبة لاحتياجات السجناء؟[/c]نعم , فالمخصصات المقدمة من وزارة الداخلية لا تكفي لتغطية احتياجات السجناء من حيث توفير العلاجات اللازمة والادوية ومن حيث توفير أبسط الاحتياجات لهم .مثلاً هناك لدينا مختبر مقفل لعدم توافر الامكانيات العلاجية فيه وكذا قسم التدريب الخاص لورشة النجارة والبردين مغلق لأنه لا يوجد لدينا مخصصات لتشغيله .بالاضافة الى توفير المادة الخام لورشتي النجارة والبردين وأيضاً للخياطة والحياكة ولكن تساهمت بعض الجهود من إتحاد نساء اليمن والهلال الاحمر بتوفير بعض المستلزمات التي بدورنا نحاول جاهدين أن تغطي أكبر قدر ممكن من سداد احتياجات المسجونين .[c1]* ما هي أكثر الجرائم شيوعاً في السجن ؟[/c]أكثر الجرائم شيوعاً بالنسبة للرجال هي جرائم السرقات غير الجسيمة مثل سرقة الكماليات وغيرها بالاضافة الى تعاطي الخمر .أما بالنسبة للنساء فأكثر الجرائم هي اللاآخلاقيات [c1]* ماهي الصعوبات التي تواجهكم ؟[/c]الصعوبات أولاً قدم مباني السجن فهي تقريباً آيلة للسقوط ومشققة وعدم إجراء الصيانة لها من فترة , والمشكلة الاخرى شبكة المجاري قديمة ودائماً تتعرض للانسدادات فأنزلنا فريقاً من مهندسي الصرف الصحي وقاموا بالكشف على الشبكة وقدموا تقريراً للأخ / مدير أمن المحافظة الذي بدوره رفعه لمحافظة عدن ولوزارة الداخلية .بالاضافة الى شحة الامكانيات عند تردد المسجونين للمحاكم في المحافظة (عدن) على سبيل المثال هناك محاكم مختلفة بمختلف المديريات فتعيق لنا وسائل النقل بنقل المسجونين لأنه لا يوجد لنا وسائل نقل كافية لأن المحاكم مختلفة ومتباعدة .[c1]* هل هناك ما تريدون قوله وتوجيهه للجهات المعنية ؟[/c]نعم , فأنا كوني مدير السجن أطالب الجهات المعنية كوزارة الداخلية ومدير الامن في محافظة عدن ومحافظ محافظة عدن والمجلس المحلي بأن يساعدوا في إعطاء السجن مخصصات تكفي احتياجات السجناء لأنهم لا حول لهم ولا قوة ويجب علينا توفير متطلباتهم الاساسية وأتمنى أن يقوموا بتأهيل بنية السجن الذي بدأت قواه تخور وأصبح غير مؤهل لأن بعض البنايات والبراقات فيه لا تصلح لوضع أي سجين فيها.- وأخيراً ما شاهدناه هناك وما هي آراء المسجونين وآراء سجانيهم وكيف يؤهل السجين وماهي العقوبات عليه وما هي احتياجاته فنناشد الجهات المعنية بأن تضع سجن عدن العام في محور اهتمامنا حتى يسهل نحمل إدارة السجن في أداء مهامها كما أرجو من كل فرد أن يضع الله نصب عينيه حتى لا يقع في وكر الشيطان ويقوده ذلك للسجن الذي مهما كان يعتبر سالباً للحرية ونقول إن مثلما هناك مسجونين داخل القضبان تبهم يستحقون السجن عليها هناك أيضاً المظلومون فالله في عون السجناء والسجان .