عباس يقبل استقالة قريع ويطلب من حماس تشكيل الحكومة
الأراضي /المحتلة وكالات :أظهرت النتائج الرسمية قرب السابعة مساء أمس (1700 بتوقيت جرينتش) حيث اعلنت لجنة الانتخابات حصول حماس على 76 مقعدا مقابل 43 مقعدا لحركة فتح. ومع توقف مفاوضات السلام منذ عام 2000 قد يدفع فوز حماس ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل المؤقت لاتخاذ المزيد من الخطوات أحادية الجانب بعد الانسحاب من قطاع غزة العام الماضي لرسم الحدود النهائية على الاراضي الفلسطينية المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المستقبلية عليها. وقال اولمرت الذي تولى زمام الامور في اسرائيل عقب اصابة رئيس الوزراء ارييل شارون بنزيف في المخ في كلمة في وقت سابق هذا الاسبوع ان مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لا يمكن استئنافها ما لم تنزع السلطة الفلسطينية سلاح المتشددين. وفي اول تعليق رسمي لها على نتائج الانتخابات دعت اسرائيل الاتحاد الاوروبي لاتخاذ موقف حازم من قيام ما وصفته بانه "حكومة ارهابية". وجاء في بيان صادر عن الخارجية الاسرائيلية "بعد تولي حماس السلطة الفلسطينية فان من الضروري للاتحاد الاوروبي ان يعلن بوضوح لا لبس فيه انه لا يمكن ان يكون هناك تفهّم اوروبي لعملية تنشأ عنها حكومة ارهابية". وقال معلقون في العالم العربي انهم يتوقعون ان يسود المنطق العملي في نهاية المطاف حيث ستخفف حماس من موقفها الذي يدعو الان لتدمير اسرائيل. والتزمت حماس الى حد بعيد بالتهدئة المعلنة منذ نحو عام. وقدم رئيس الوزراء أحمد قريع العضو في فتح استقالة حكومته بعد اعلان فوز حماس. وفي شوارع غزة تعانق انصار حماس واطلقوا الاعيرة النارية في الهواء. وبموجب القانون الفلسطيني يمكن لاكبر حزب في المجلس التشريعي رفض اختيار الرئيس لمن يشغل منصب رئيس الوزراء وهو ما يعني فعليا ترك شكل الحكومة القادمة في يدي حماس. وقال مسؤول بارز من فتح انه يبدو ان حماس حققت الفوز بتصويت احتجاجي على الفساد المستشري منذ سنوات في التيار الرئيسي والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليه. وجاء في بيان لحماس ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي اتصل هاتفيا بالرئيس الفلسطيني مؤكدا الالتزام بالشراكة مع كل القوى الفلسطينية بما في ذلك "الاخوة في حركة فتح." لكن جبريل الرجوب المسؤول الكبير في فتح رفض اي ائتلاف حكومي مع حماس التي ابدى عباس من قبل امله في ضمها الى التيار السياسي الرئيسي واقناعها بالقاء السلاح. وقال الرجوب لرويترز "لن نكون جزءا من حكومة تشكلها حماس." واستطرد قائلا "فتح ترفض المشاركة في حكومة ترأسها حماس وتطالب حماس بتحمل مسؤولياتها. فتح ستتصرف كمعارضة مسؤولة." كما اعربت الدول الغربية أمس الخميس عن القلق ازاء فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وربطت اي حوار معها بالتخلي عن العنف وبرنامجها السياسي الذي يطالب بتدمير اسرائيل وتحويل فلسطين من البحر الى النهر الى وقف اسلامي لكل المسلمين بحسب ماينص عليه ميثاق حركة حماس.وقد اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيرفض الحوار مع حركة حماس طالما انها لا تتخلى عن سعيها الى تدمير اسرائيل. وقال بوش "حتى يكون حزباً سياسياً قابلا للحياة عليه ان يدعو الى السلام بطريقة تحافظ على السلام".واضاف "بذلك تعرفون الطريقة التي سأتعامل بها مع حماس اذا ما وصلت الى موقع المسؤولية. وهذا يعني ان لا نقاش معها طالما لم تتخل عن الرغبة في تدمير اسرائيل".وقد عبر الرئيس الاميركي جورج بوش امس الخميس عن رغبته في بقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السلطة رغم فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات الفلسطينية.واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة ما زالت على معارضتها لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لكنها مقتنعة بان الفلسطينيين لا يزالون ايضا يرغبون في السلام.وقالت وزيرة الخارجية الاميركية في مداخلة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في منتدى دافوس (سويسرا) ان "الشعب الفلسطيني صوت على ما يبدو للتغيير لكننا نعتقد بان تطلعاتهم للسلام ولحياة هادئة لم يطرأ عليها اي تغيير".وفي انقرة التي يزورها دعا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حماس الى التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل. وقال سترو ان "المجتمع الدولي يرغب من حماس ان ترفض العنف بالشكل المناسب وتعترف بوجود اسرائيل". واضاف اذا استطاعت حماس ان تتحول الى حزب سياسي سلمي فانها ستحصل على دعم المجتمع الدولي موضحا ان حماس تواجه الان خيارا بين التحول الى حزب سياسي سلمي او "دعم الارهاب". وفي روما اعلن رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني ان الفوز المعلن لحماس "سلبي جدا". وقال "اذا تأكدت هذه الاخبار للاسف فان كل ما املنا به من احتمال التوصل الى السلام بين اسرائيل وفلسطين دولتين مستقلتين صديقتين تعيشان بسلام ستؤجل الى وقت غير معروف". وعبر عن اسفه لان "غالبية الشعب الفلسطيني تؤمن بهذه المنظمة المتطرفة".وفي بروكسل اكدت المفوضية الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر ان المفوضية ستتعاون مع الحكومة الفلسطينية المقبلة "ايا تكن اذا كانت مصممة على التوصل الى اهدافها بطريقة سلمية".ومن جهته اعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان فوز حماس يمكن ان يضع الاتحاد الاوروبي امام "وضع جديد كليا" سيخضع لدرس الاثنين من قبل مجلس" وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.يذكر ان الاتحاد الاوروبي يضع حماس على لائحة المنظمات التي يعتبرها ارهابية ويطالبها بالتخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل.وفي لندن دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر-شتانماير حماس الى التخلي عن العنف والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود. وفي ستوكهولم حذرت الحكومة السويدية حماس من انه يتعين عليها تغيير سياستها اذا ارادت التعاون مع الاتحاد الاوروبي والسويد خصوصا.وفي كوبنهاغن دعا وزير خارجية الدنمارك بير ستيغ مولر حماس الى العمل للتوصل الى حل سلمي من خلال التفاوض مع اسرائيل. وصرح للمحطة التلفزيونية الرسمية "تي في 2" انه "امر اساسي اذا كانت حماس ستشكل حكومة ان تلتزم حلا سلميا ينطلق من المفاوضات وليس حلا عسكريا او ارهابيا".واكد مولر ان الدنمارك "لن تضع حدا" لمساعدتها للفلسطينيين اذا تولت حماس الحكم. وتبلغ قيمة هذه المساعدة نحو 114 مليون كورون دنماركي (15 ,3 مليون يورو) سنويا.وفي امستردام قال متحدث باسم وزارة الخارجية "لا يمكننا التعاون مع حماس اذا واصلت السعي الى تدمير اسرائيل والقيام باعمال عنف".ومن جهة اخرى قال مبعوث وزارة الخارجية الروسية الى الشرق الاوسط الكسندر كالوغين ان روسيا تتوقع من حماس ان تؤيد "حلا سلميا وبالتالي اقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش بسلام الى جانب اسرائيل".واعلن وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستور ان بلاده مستعدة للحوار مع حكومة فلسطينية تشكلها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).وصرح ستور لاذاعة "ان ار كاي" من برلين حيث يقوم بزيارة رسمية "لا نجد حائلا دون اجراء حوار مع السلطات المنتخبة شرعيا في الجانب الفلسطيني".وفي المقابل هنأت ايران حركة حماس على فوزها في الانتخابات واشادت باختيار الناخبين "مواصلة النضال والمقاومة ضد الاحتلال".وفي القاهرة هنأت جماعة الاخوان المسلمين المصرية حماس بفوزها ودعتها الى توحيد الصفوف في مواجهة اسرائيل. في دمشق قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ماهر طاهر أمس الخميس ان اعلان حركة حماس فوزها في الانتخابات التشريعية يدل على ان " الشعب الفلسطيني خياره خيار المقاومة (...)".في غضون ذلك قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة رئيس الوزراء أحمد قريع التي قدمها امس إثر الإعلان عن فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية.وقال مصدر في الرئاسة الفلسطينية إن عباس كلف قريع تصريف الأعمال حتى تشكيل الحكومة المقبلة. يأتي ذلك في وقت أكد فيه الرئيس الفلسطيني ضرورة احترام نتائج الانتخابات، ودعا في بيان رسمي تلاه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة كل الأطراف إلى الالتزام بالقانون والقبول بإرادة الشعب الحرة. وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس سيكلف حاس تشكيل الحكومة الجديدة, لكنه أكد أن حركة فتح لن تشارك فيها. وقال عريقات بعد لقائه عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله إن فتح ستكون معارضة موالية، ودعا حماس إلى تحمل كافة المسؤوليات السياسية والأمنية والاقتصادية والوطنية. لكن زياد أبو عين وهو مسؤول آخر من فتح ذهب أبعد من ذلك وقال إن أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها فتح هي أن تشارك في حكومة وحدة وطنية مع حماس. ودعا إلى أن تتحمل حماس مسؤولياتها بمفردها إن استطاعت. وقالت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني إن عباس يؤيد بقاء فتح خارج أي حكومة تقودها حماس لكن الكلمة الأخيرة ستكون للجنة التنفيذية للحركة. وفي غزة أكد القيادي في حماس إسماعيل هنية ان الحركة ستبدأ مشاورات في القريب العاجل مع الرئيس الفلسطيني وحركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية لتحديد صيغة تشكيل الحكومة المقبلة. وأكد هنية أن حماس خاضت الانتخابات لتعزيز مبدأ الشراكة، وهي لا تنظر إلى أن حماس ستأتي وفتح ستذهب بل تريد أن يعمل الجميع معا لأن التحديات أمام الشعب الفلسطيني كبيرة والمعركة ما زالت طويلة. وأضاف أن من المبكر القول إن حماس أصبحت سلطة، بل أنها أصبحت جزءا من المجلس التشريعي وحصلت على الأغلبية.وفي هذا الإطار أكد الناطق باسم حماس سامي أبو زهري أن الحركة مستعدة للتعامل بثقة مع تحديات المرحلة القادمة وهي لديها البرامج الكفيلة لمواجهة هذه التحديات.وقال إن حماس مستعدة للعمل على تغيير نظرة الغرب تجاه الحركة من خلال الحوار، مشددا على أن التصريحات المناهضة لحماس ستتبخر وسيعترف الغرب بالحركة وسيتعامل معها.وقد خرج المئات من أنصار حركة حماس في عدة مدن فلسطينية في مسيرات حاشدة احتفالا بالفوز. إلى ذلك أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) احترامها لنتائج انتخابات المجلس التشريعي التي أكدت فوز حركة المقاومة الإسلامية(حماس).
فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات العراقية