د/زينب حزام :تشتهر بلاد (آنس( بأرضها الخصبة الغنية بأشجار البن والرمان وجبالها الخضراء تتميز بالجمال الآخاذ يسلب القلوب ويسرها جمال عناقيد العنب الأخضر المعلق على أغصان الأشجار ومدينة آنس تتميز بالمناخ المعتدل طوال العام مما يجذب السياح والزوار إليها ويوجد فيها العديد من المواقع الأثرية التي غاصت في أعماق التاريخ والحضارة اليمنية.وفي مديرية جهران توجد العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الحميرية القديمة والحقب المتعاقبة حيث تشتهر بالعديد من القلاع والحصون القديمة أشهرها حصن «صاف» الأثري الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي ونقوشها الحميرية التي تملأ المحيط المجاور للحصن الواقع في أعلى الثلة الصخرية المطلة على القرية الجديدة بالإضافة إلى مسجدها الأثري وآثارها في منطقة (أفق) ومسجدها الأثري القديم مروراً بأم النوادي «رصابة» ذات المآثر التاريخية والعظيمة ومنها المسجد (الكبير) وخرابة (شاني) ومسجد المؤيد بالله محمد بن القاسم بمدينة معبر والقبة الأثرية المجاورة للمسجد.كما توجد العديد من المواقع الأثرية في مديرية رضوان عاصمة اليمن في عهد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم .. والتي تزخر بموروث حضاري وتاريخي عريق .حيث يوجد مسجد الحسن بن القاسم وآثار المدينة القديمة التي جاء عليها الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 1982م.الى أعلى جبل رضوان هناك حصن (الدامغ) وبه مسجد وقبة المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم .. والمنطقة تحتضن الكثير من المدن القديمة وقد كانت محاطة بسور ما يزال جزء منه باقياً حتى يومنا هذا و بها العديد من النقوش الحميرية .. وهناك منطقة (وينان) وحصن (مداد) والكثير من المساجد القديمة ذات النقوش الأثرية القديمة.كما يتمتع مدينة آنس .. بالعديد من المناظر الطبيعية والجبال الشاهقة التي تعانق السحاب .. حيث نجد الحصون التي شيدها قدماء اليمنيين فوق هذه الجبال كما هو الحال حصن (حرمة) وحصن (مذرج) بالإضافة إلى المساجد ذات الطابع الأثري ومنها مسجد( المذاري) وبني أسعد وبني فضل والشرف.وللمدينة آنس السياحية العديد من القرى الزراعية ذات الأراضي الخصبة حيث نجد أشجار الفواكه والخضروات وأشجار النخيل حيث المناخ الدافئ والثلوج المتطايرة هنا وهناك بحركات موسيقية دافئة تجذب السياح في كافة أنحاء العالم إليها وكذلك الزوار من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ومن هذه القرى قرية (القاهر) ذات الطبيعة السياحية الساخرة بحصنها الأثري ومسجدها القديم.. وعلى مقربة منها تبدى لنا حصن (الكينص) والذي يعود إلى العصر الإسلامي.. كما لا تزال هناك بقايا برك الماء وبعض مدافن الحبوب وأجزاء من سور كان يحيط بالحصن بالإضافة الى نوبات للحراسة.
[c1]المهرجانات الفنية والنشاطات السياحية في آنس[/c]تتميز آنس بالعديد من النشاطات السياحية والمهرجانات الفنية التي تقام بين الحين والآخر مثل مهرجان الرقص الشعبي والموسيقي الشعبيى حيث يستخدم إيقاع الطبول والدف والمزمار والأناشيد والأغاني الشعبية، وهي تظاهرة فنية وثقافية كما تقدم مهرجانات لعرض الأدوات المنزلية والتحف المصنوعة من الفخار حيث تقوم مدينة آنس بصناعة الفخار بمختلف أحجامه وألوانه وتقام معارض التحف الفنية الرائعة المصحوبة بالنقوش والزخارف الجميلة التي تزين هذه المجموعة من المزهريات والأواني الفخارية بمختلف ألوانها وأحجامها وبعض التحف والأواني الفخارية الأخرى التي تستخدم كزينة في المنازل، وهناك فعاليات رياضية وثقافية ترتبط بالسياحة بصورة من الصور.. وتتميز آنس بتنوع تضاريسها ومناخها في الصيف والشتاء وهو ما أهلها لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية والفواكه والخضروات أشهرها البن والبرتقال وغيرهما وتنفرد آنس بجمال طبيعتها وشموخ جبالها التي تطاول السماء في مشهد يبعث على النفس الراحة والاطمئنان هذا بالإضافة الى احتضان المنطقة للعديد من الشلالات والغيول المائية المتدفقة من أعالي الجبال كما هو حال غيل وادي سمرة وتشتهر المنطقة بأنها ذات بساط زراعي اخضر يبدو للرائي وكأنه لوحة تشكيلية بديعة تمثل واحداً من المتنفسات السياحية بمديرية جهران .. وبالاضافة إلى عيون الماء التي تتدفق من تحت الصخور جبال رضوان وشلالات بني فضل وعيون الماء المتدفقة من ينابيع المياه الحارة بمنطقة (حمام علي) بمديرية المنار المكونة للسائلة التي تعرف با(الموردة) بالإضافة إلى شلالات (رمة) و(حلة بني فضل) والكثير من العيون المائية التي يستخدمها الأهالي للشرب وري المزروعات.وما يهمنا هنا هو الانطلاقة الجديدة والعهد الجديد الذي تعيشه مدينة آنس وهذا التغيير في البناء المعماري والتصنيع وتشجيع الفتاة للتعليم والمشاركة في بناء المجتمع.وتشجيع السياحة وإعادة ترميم المواقع الأثرية والتاريخية وبناء متحف وطني .كل هذا يجسد واقعياً ما قاله الشاعر العربي أبو القاسم الشابي:إذا الشعب يوماً أراد الحياةفلابد أن يستجيب القدرفقد أراد أهالي مدينة آنس الحياة وأرادوا أن يواكبوا العصر الحديث في الحياة.. والاقتصاد والسياسة والثقافة والفنون والعلوم.أن مدينة آنس مدينة سياحية ولها ثروة فنية وثقافية ولكن هذا الثراء البصري والمتنوع في طبيعة الفنون في اليمن لايستطيع أن يخفي ملمحاً آخر لا يقل شأناً عن سابقه ويتمثل في وحدة الأسلوب أو التعبير الأدق اتكاء هذه الفنون على قيم جمالية فنية واحدة شكلت في النهاية خصوصية محلية ويمكن التدليل على ذلك من خلال قراءة وتأمل عميقين في مختلف الصياغات الفنية داخل حرف متعددة فعلى سبيل المثال ان دراسة طبيعة فن الزخرفة على المنتجات المحلية يوضح كيف ان هناك أسلوباً فنياً تبلور ضمن هذا الفن وصار يكشف عن هويته ويؤكد وجوده كأسلوب فني عام في الفن اليمني حتى مع اختلاف تقنية كل منتج لأننا في الأبواب الخشبية المزخرفة وفي النسيج الشكلي لوجهات المنازل التقليدية وعلى قطع الحلي وفي تلوين المنسوجات والأواني الفخارية يمكن ان نتتبع نسقاً فنياً جمالياً موحداً.. منح هذه الفنون هويتها وفي هذا النسق لا يمكن ان نغفل الصياغة الأخاذة لبعض من سمات الفنون التي أنتجتها الحضارات اليمنية القديمة ممزوجة بالتراث الإسلامي مضاف إليها خلاصة القدرات الإبداعية للوعي الشعبي لذا تلوح عليها قيم من الفن الشعبي كالتلقائية والعفوية التي تصل حد الأداء الفطري أحياناً في إنتاج الشكل .ان هذه الخصائص مجتمعة هي التي اوحت بثراء المنتوج الفني وبوحدة الجوهر الجمالي في وقت واحد.