عرض / أماني العسيري ربما تفقه بعض الأمهات الحوامل ممن سبق لهن الولادة ماذا يعني أن ترضع مولودها الجديد الذي خرج للتو إلى هذه الحياة بعد عمر امتد به تسعة أشهر داخل وسط مائي يتغذى فيه من أمه عبر الحبل السري لينمو ويكتمل تكوينه داخل بطنها .وكثير من الأمهات الحوامل وخاصة اللاتي يحملن للمرة الأولى لا يفقهن معنى إرضاع الطفل وماذا يشكل حليب الأم للمولود خاصة في الساعات الأولى بعد الولادة ، فهناك الرضاعة الطبيعية المبكرة التي تكون خلال الساعة الأولى من الولادة وهناك الرضاعة الخالصة وهي الإرضاع بعد بداية الرضاعة في الساعة الأولى بشكل مستمر وبدون إعطاء أي أغذية أخرى أو سوائل حتى الماء ( ماعدا العلاجات ) وتنفذ حسب ما يحتاجه الطفل ، وتستمر من الساعة الأولى حتى الستة الأشهر من عمر الطفل .. ونستعرض هنا أهمية كل من الرضاعتين المبكرة والخالصة بالنسبة للطفل والأم .[c1]أهمية الرضاعة الطبيعية المبكرة [/c]في هذه المرحلة تقوم الأم بإرضاع طفلها من الساعة الأولى للولادة وهذا يساعد على انقباض الرحم وبدء عودته إلى وضعه الطبيعي ويساعد على انفصال المشيمة ، كما تعطي هذه الرضاعة الأم الشعور بالرضا عن رعايتها لطفلها وتقلل من احتقان الثدي .ومثلما تؤثر الرضاعة المبكرة على الأم تلعب دورا مهما في حياة المولود فالحليب الموجود في الثدي بعد الولادة ( اللباء ) هو مادة غنية بالأغذية والطاقة للطفل ، وتعمل على تقوية المناعة لديه ، كما تقلل من احتمال إصابة الطفل بالعدوى ( لأنه يكافح العدوى )، وتحميه من الإصابة بالحساسية . ومن الخطورة إعطاء الرضيع أي أغذية أخرى قبل در اللبن لأنها بذلك تحل محل اللبا وتعوق الرضاعة فإذا شبع الرضيع قلت رغبته في الرضاعة كما أن الرضاعة من زجاجة التغذية تؤدي إلى صعوبة في التعلق بالثدي فيكون ذلك سببا في إهمال الرضاعة الطبيعية .[c1]أهمية الرضاعة الطبيعة الخالصة [/c]في المرحلة التي تلي الساعة الأولى من الرضاعة تستمر الأم في إرضاع الطفل من ثديها وهذا من شأنه ان يؤثرعلى الأسرة والأم معا فهي تقلل من حدوث فقر الدم بسبب أنها تؤخر نزول الدورة الشهرية وبالتالي توفر المال الذي قد يوجه لشراء أغذية أخرى ، كما تؤخر عملية التبويض والتعرض للحمل مرة أخرى فهي تعتبر طريقة آمنة وفعالة بنسبة 98 % لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات ولكن ذلك بشروط وهي: أن تكون الرضاعة خالصة بدون أي إضافات وإذا كان عمر الطفل اقل من ستة أشهر وإذا لم تعد الدورة الشهرية .وهنالك دراسات تقول “ إن الرضاعة الطبيعية الخالصة تحمي صحة الأم ، فالأمهات اللاتي يرضعن هن اقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب .وتوفر الرضاعة الطبيعية الخالصة للطفل كل المواد الغذائية التي يحتاجها خلال الأشهر الستة الأولى من عمره ، فحليب الأم سهل الهضم ولا يسبب مشاكل معوية للطفل ، كما تساعد على الحفاظ على شكل الفم واللثة الطبيعي، بالإضافة إلى أنها تجعل درجة حرارة الطفل مستقرة فدرجة حرارة حليب الأم هي دائما الدرجة الملائمة للمولود ، ويوجد في الحليب الماء الكافي لحاجة الطفل ( 88 % من حليب الثدي ماء ) .[c1]مخاطر الرضاعة الصناعية [/c]تزيد الرضاعة الصناعية مخاطر تعرض الطفل للإسهال والأمراض التنفسية ، كما تسبب سوء التغذية ونقص فيتامين ( أ ) ، كما تزيد من احتمالات الوفاة ، وتجعل الطفل سريع التعرض للحساسية والعزوف عن الرضاعة ، وتزيد من تعرض الطفل للإصابة بالأمراض المزمنة ، كما تؤدي إلى زيادة الوزن ، وأخيرا تدني مستوى الذكاء مقارنة بمن يرضع رضاعة طبيعية .
أهمية الرضاعة الطبيعية المبكرة والخالصة.. ومخاطر الرضاعة الصناعية
أخبار متعلقة