قراءة موسيقية للغناء اليمني
لم تكن الموسيقى اليمنية طوال تاريخها بعيدة عن محيطها العربي والخليجي فقد ربطتها العروبة وأعطتها إيقاعات الطبيعة اليمنية المزينة بحقول البن اليمني وإيقاعات خليج عدن طابعها المميز.لسنا هنا في مجال السرد التاريخي للأغنية والموسيقى اليمنية بل نحن في مجال التعرف على باحث وكاتب يمني قدم العديد من الدراسات عن الموسيقى والأغنية اليمنية وقدم المستجدات التي طرأت على الموسيقى اليمنية سواء كانت تأثراً أو تأثيراً وتلك المستجدات سواء كانت قد جاءت بقصد مسايرة التطور الحضاري الذي شهدته نهاية القرن الماضي أو بدايات هذا القرن الحادي والعشرين فإنها كانت في الوقت ذاته تضاهي ماهو مطروح على الساحة الفنية على مستوى اليمن بشكل عام . إن الموسيقى اليمنية الحديثة لم تأتي من فراغ بل كانت هناك عوامل عدة ساعدت على ظهورها من محيط الأداء الشعبي البسيط والصياغة الحديثة اللحنية منها الموسيقى الهابطة وفي القرن الحادي والعشرين تطورت الموسيقى اليمنية وقد تخطت مراحل التأسيس لأهم فروعها الأساسية البارزة والتي من أهمها :[c1] الغناء العاطفي الغناء أو الفنون الدينية الغناء والأناشيد الوطنية [/c] وعن الغناء اليمني يقول الباحث الموسيقي عبد القادر قائد في كتابه «قراءة موسيقية من الغناء اليمني كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أهمية البحث عن تراثنا الفني نغماً وإيقاعاً بألوانه المختلفة وجمعه وتحليله والعمل على توثيقة بالنوتة الموسيقية ولأنني واحد من الذين نالوا قدراً من التعليم الموسيقي المبني على أسس علمية فقد وجب على العمل في هذا المجال والبدء بجمع الكثير من أغانينا اليمنية بأصوات كثير من أساطين الطرب في بلادنا والاعتماد على الأصالة في تنفيذ هذه المهمة وهي مسؤولية كبيرة تتطلب الحرص والدقة في ترجمة الألحان الغنائية بأيقاعاتها المختلفة بالنوتة الموسيقية وتوصيلها إلى القارىء بكل أمانة ) ويواصل الباحث عبد القادر قائد محاضراً في مادة ( النظريات الموسيقية العامة ) في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن حديثه عن الغناء اليمني قائلاً. أن الشروع في عمل كهذا ونجاحه سوف يخدم الحركة الفنية في اليمن ويعطينا حافزاً ودفعاً قوياً لتوثيق المزيد من تراثنا الفني المتناثر بكل الوسائل المتاحة والممكنة وما قمت به من تدوين للقليل من الألحان اليمنية التقليدية والشعبية التجديدية ومن تلك التي أشتهرت في الخمسينات والستينات ولاقت رواجاً منقطع النظير على مستوى الوطن والمنطقة العربية المجاورة ، ليس إلا محاولة مني لحمايتها من كل من يحاول أن ينسب لنفسه بعضاً فيها لحناً كان أم شعراً والتعريف بأصالة هذا الفن العريق الذي أصبح معرضاً لمحو هويته وانتمائه يحتوي كتاب من الغناء اليمني قراءة موسيقية على 424 صفحة تم طباعتة في صنعاء 2004م على نفقة وزارة الثقافة والسياحة اليمنية .. والباحث عبدالقادر قائد من مواليد 21 أغسطس 1955م في الحوطة بمحافظة لحج وحاصل على دبلوم من معهد الموسيقى بعدن 1976م على درجة الماجستير في العلوم الموسيقية من معهد الثقافة الحكوميه ( كرويسكايا ) بروسيا الأتحادية بطرس برج 1982م ويعمل حالياً محاضراً في مادة النظريات الموسيقية العامة منذ العام 1982م بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن ويشتمل كتاب من الغناء اليمني على عدد من النوتات الموسيقية والصور الوثائقية ومواضيع عديدة منها الموشح الغنائي اليمني المعروف بالأغنية الصنعانية (( مميزات هامة وموضوع عن الغناء الحضرمي ( أعلام ومدارس) ومن الأغنيه التراثية التي قام الباحث عبد القادر قائد بتوثيقها على شكل نوتة أغنية ( يانسيم الصبا جنس بياتي على الدوكاه دونت وفق أداء أول فرقة بالآلآت اليمنية القديمة . أغنية ( يانسيم الصبا ) للشاعر عبد الله الناخبي :[c1] يانسيم الصبا سلم على باهي الخد نبه من منامه قل له إني على عهده بحبه مقيد قد سباني غرامه وترك مدمعي مسفوح جاري على الخد مثل فيض الغمامة مالنا ذنب والله عالم الغيب يشهد إن هجري ظلامه راقب الله بي إنك بظلمي مقلد ماتحب العدامه[/c] وأغنية بالعيون السود من مقام الراست ومقام الحسيني على النوى - الإيقاع ميعة شرح لحجي ثقيل - دونت وفق أداء المطرب عبد الكريم توفيق : أغنية بالعيون السود - شعر عبد الخالق مفتاح لحن / مسعد الصنعاني .[c1] بالعيون السود ذي تسبي الأسود صادني الرغدود منسوب الجدود واعي النكران عني والجحود ليه يالمضنون كثرت الوعود باهي الأوجان في خده ورود تحرس الأعيان خده والنهود صانها الرحمن من عين الحسود ليه يالمضمون كثرت الوعود كم سهرت الليل راجي لك نجود عدد الساعات للقيا عدود وانته ليه ياسيد في طبعك شرودليه يالمضنون كثرت الوعود[/c] وفي أعتقادي أن الباحث عبد القادر قائد استطاع أن يقدم العديد من العوامل التي ساعدت في النهوض بمستوى الأغنية اليمنية الحديثة ونقصد بالحداثة ماظهر من فنون غنائية خلال تلك الفترة من الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي تقريباً فكان من أهم العوامل وأقواها تأثيراً تشجيع الدولة ممثلة بوزارة الثقافة فقد تم إنشاء فرقة الموسيقى الوطنية ورعاية الفنون الشعبية وجمع التراث الشعبي من أغاني وأمثال وشعر وإلى ذلك من مأثورات شعبية كما تم إنشاء أتحاد الفنانين اليمنيين الذي جمع في ظله جيلاً من الفنانين اليمنيين فكان لهذا التجمع أثر واضح في رقي ومعالجة الفنون اليمنية وهناك العديد من المحاولات الجادة التي أرتفعت بمستوى الأغنية اليمنية إلى مصاف الأعمال التي ينتظر لها بإعجاب فكان دور الفنان الحديث بارزاً في كيفية المعالجة الفنية لتلك الأعمال ولكي تصل إلى مفهوم وأضح حول هذه المعالجات لابد لنا أن نحلل بعض الأعمال الفنية التي كانت شعبية الأصل ومن هذه الأغاني اليمنية المشهودة والتي قام الباحث عبد القادر قائد بتوثيقها ودونت بالنوتة وفق أداء المطرب عوض عبد الله المسلمي ( أغنية يابروحي من الغيد) من مقام الراست حسين على درجة النوى بياني على درجة الحسيني - الإيقاع . دسعه كبيرة الأولى وسطى.أغنية ( يابروحي من الغيد) شعر أحمد بن شرف الدين وقد قدمت هذه الأغنية في سنة 1294هـ/1866م.[c1] يابروحي من الغيد هيفاء كالهلال حسنها شل روحي وعقلي غانية مالها من الغواني من مثال لاولا في المحبين مثلي حين خاطبتها الوصل قالت : ما الوصال وإيش تبغي من الوصل قل لي قالت زوره تجودي بها جنح الليال شرفي بالتلاقي محلي غير لايفهم أبوي وأهلي ذا المقال شايهموا بقتلك وقتلى[/c] نقول إن الأغنية القديمة كانت تعتمد في طولها الوقتي على نوعية الشعر المغنى فمتى كان الشعر طويلاً كانت معه الأغنية طويلة ولكن هذا الطول الزمني في الأغنية كان يعتمد على تكرار اللحن نفسه مع تغيير أبيات الشعر فقط وتتغير الأبيات الشعرية على لحن ثابت جعل المستوى الفني للأغنية القديمة يأتي بدرجة الثانية بعد الكلمات إي أن المجهود الموسيقي لم يأخذ حقه في التطريب علاوة على الأهتمام الكافي بالأختيار وحسن أداء المطرب أخيراً نستطيع القول بأن الباحث الموسيقي عبد القادر قائد أستطاع في كتابة من الغناء اليمني قراءة موسيقية أن يقدم نماذج من الفروع الأساسية للأغنية اليمنية وحاولنا نحن بدورنا تقديم نماذج من النوتات للمقطوعات الموسيقية والغنائية التي تبين لنا مدى أصالة وعمق الأغنية اليمنية والمراحل المتعددة التي مرت بها والجهود الذي بذلها الفنان اليمني الحديث للوصول بالأغنية اليمنية إلى مستوى أفضل.