صنعاء / سمير الصلوي :أوضح رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور احمد يوسف محمد بشير إن مهنة الخدمة الاجتماعية دخلت مجتمعاتنا العربية في مراحلها المبكرة منذ العقود الأولى من القرن العشرين، حيث دخلت مصر في عام 1935م بإنشاء مدرسة الخدمة الاجتماعية بالإسكندرية على يد بعض الجاليات الأجنبية، ثم تطورت المهنة وانتشرت في مصر حتى بلغ عدد كليات الخدمة الاجتماعية في مصر اليوم أربع كليات تخرج سنوياً ما يزيد على عشرة آلاف متخصص في الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلى العديد من المعاهد .واشار في محاضرته بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل إلى أن مفهوم الخدمة الاجتماعية يعني تلك المهنة الإنسانية القائمة على العلم والفن معاً والتي تعتمد على المعرفة العلمية المتراكمة وتعمل مع الإنسان بهدف تحسين نوعية الحياة الإنسانية سواء عن طريق: تيسير العلاقات المرضية بين الناس أو عن طريق العمل على إشباع الاحتياجات الاجتماعية أو عن طريق المساهمة في إحداث التغيير الاجتماعي المنشود والتنمية المطلوبة وتطرق الباحث الى نطاق عمل الخدمة الاجتماعية وموقعها المتميز في الرعاية الاجتماعية ويرى الباحث أن دخول الخدمة الاجتماعية كمهنة إلى المجتمع اليمني قد تأخر كثيراً عن المجتمعات العربية الأخرى، وبوجه خاص فيما يتعلق بمؤسسات تعليم الخدمة الاجتماعية، وقد استعان ببعض الكوادر المتخصصة من الخارج، أو بعض اليمنيين الذين تخصصوا في الخدمة الاجتماعية في الجامعات العربية، إلا أن ذلك كان في أضيق نطاق.ولقد توصلت بعض الهيئات الدولية من خلال عملها في المجتمع اليمني في المجالات الاجتماعية المختلفة إلى ضرورة توفير التخصصات المهنية اللازمة للعمل في تلك المجالات تحقيقاً للأهداف الاجتماعية التي تسعى إليها، ومن هنا كان تفكير (منظمة اليونيسيف) بالعمل على تأسيس برنامج جامعي لتعليم الخدمة الاجتماعية وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة.وحدد الباحث العديد من أمثلة الاحتياجات والمشكلات التي أظهرت الدراسات الأمبيريقة، وعكس الواقع الفعلي أهمية توافر كوادر مهنية متخصصة في الخدمة الاجتماعية للتعامل معها في المجتمع اليمني وذكر بعض الأمثلة: مشكلات الشباب بوجه عام والشباب الجامعي بوجه خاص. مشكلات التفكك الأسري والنزاعات الأسرية والزوجية والتسول، وبخاصة الأطفال والفتيات. احتياجات الفئات المعرضة للخطر كالمرأة ، والأطفال، والمسنين. احتياجات ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) ، مشكلات الفقر وتدني مستويات المعيشة،مشكلات البطالة.الفئات المهمشة. مشكلات المناطق العشوائية والمتخلفة، الممارسات والظواهر الجديدة التي بدأت تطل برأسها على مجتمعاتنا العربية - ومن بينها المجتمع اليمني - كالزواج العرفي، والزواج السياحي، وانحرافات الأحداث والشباب، وإساءة استعمال المنتجات التكنولوجية الحديثة كالهاتف النقال، والكمبيوتر، والانترنت، والفضائيات.و طرح بشير توصيات للجهات المختصة والمجتمع منها : تعريف كافة فئات المجتمع ومنظماته الحكومية والأهلية بطبيعة عمل الخدمة الاجتماعية ووظائفها وأهدافها، وما يمكن أن تسهم به مع غيرها من التخصصات والمهن في تحقيق أهداف المجتمع والمنظمات (جهود إعلامية).توفير الدعم لمؤسسات تعليم الخدمة الاجتماعية القائمة، وإنشاء معاهد وأقسام جديدة للخدمة الاجتماعية لتلبية احتياجات المجتمع من تلك الكوادر المهنية في شتى مجالات وميادين العمل الاجتماعي.العمل على البدء في التوصيف الوظيفي لدور الأختصاصي الاجتماعي واعتماده كأحد التخصصات الوظيفية في وزارة الخدمة المدنية، والعمل على إقناع متخذي القرار بسرعة تحقيق هذا الهدف.
ندوة حول ( الخدمة الاجتماعية في المجتمع اليمني )
أخبار متعلقة