همنا اليوم هو استئصال الكثير من العادات السيئة والمتفشية في مجتمعنا ومنها الألعاب النارية “الطماش” التي يدخل بعضها إلى بلادنا من المنافذ الرسمية، وهذه الألعاب الخطيرة تكلف البلاد الكثير من العملات الصعبة قد تصل أحياناً إلى ملايين الدولارات في وقت نحن بحاجة ماسة لها للنهوض باقتصاد البلاد في مجالات التنمية المختلفة وخاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية والمالية العالمية الصعبة.ونحن دائماً على اتصال بالجهات الأمنية التي أحياناً تخفق في إيقاف هذه الظواهر السيئة التي تشكل خطراً على النشء بل والبيئة بما فيها صحة وحياة الناس.فمحافظة عدن لم تشهد من قبل مثل هذا السلوك غير الحضاري .. حيث أصبحت الألعاب النارية تباع وتشترى بالمكشوف ويتعامل معها أبناؤها يومياً وليس في الأعياد والأعراس فقط، وهي في الواقع مصدر إزعاج لنا جميعاً.ومع أن الإخوة المسؤولين في وزارة الداخلية قد أصدروا قانوناً بمنع دخولها البلاد ومعاقبة كل من يتجاوز هذا القانون إلا أن الألعاب النارية تدخل البلاد وبشكل جنوني، والجهات الأمنية مع الأسف الشديد تقف أحياناً أمام هذه الظاهرة السيئة والخطيرة موقف المتفرج وقد تتخذ أحياناً إجراءات قانونية لكنها لا تضع حداً لهذه المشكلة لأنها في تداول يومي ومستمر.والسؤال هنا: من أين تدخل هذه الألعاب النارية؟ بعضها تدخل من محافظة تعز “الراهدة” عن طريق المخا أوالحديدة وتأتي إلى المحافظة لحج “الحوطة” .. وهنا نستغرب لماذا الجهات الأمنية لم تتخذ موقفاً إيجابياً من هذه الظاهرة الخطيرة وخاصة في هذه المحافظات المذكورة والتي منها تدخل إلى محافظة عدن برغم نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة هنا وهناك وإذا كان لا بد من هذه الألعاب النارية فلنقتد بما هو معمولبه في بعض البلدان العربية كالأردن مثلاً، حيث تعطى تراخيص من البلدية والأمن لاستعمالها في الأعراس فقط ولوقت محدد فهذا شر لا بد منه .. أما ما يحدث في بلادنا وبهذه الطرق العشوائية فاقرأ على البلاد السلام لأن عظيم النار تبدأ من مستصغر الشرر وإن أهملنا هذا الأمر فيعني ذلك تجاوزاً للنظام والقانون وهذا لا يرضي أحداً. أما الموضوع الثاني يا محافظ محافظة عدن ومدير أمنها فهو الدراجات النارية التي سمحتم لها وأمرتم بترقيمها وأن لا تستعمل بعد الثامنة مساءً وفي عدن الوديعة الهادئة المحافظة الصغيرة التي لا تتسع حتى للسيارات والبشر الذين فيها ومعارض السيارات بالهبل هنا وهناك حيث فاقت أعداد الآليات عدد الناس وضاقت بهم الطرق الرئيسية والفرعية بل والشوارع حيث لا ترى موضع قدم إلا وفيه سيارة أو قاطرة، ناهيك عن الدراجات النارية التي رأت النور في محافظة عدن مؤخراً ... فحي عبدالعزيز عبدالولي وحي الهاشمي بمدينة الشيخ عثمان بما فيه الممدارة قد تحولت فجأة إلى محطات لإيجار الدراجات النارية “وأبو أربع عجلات” التي لا يستخدمها إلا المعاقون من البشر .. هاهي محافظة عدن تتحول إلى حديدة وراهدة وأصبح الأطفال يقودون هذه الدراجات ويستعرضون بها في الشوارع ... حياتهم وحياة الآخرين مهددة بالخطر فلمصلحة من يحدث كل هذا؟! والحل الآن في أيادي المجالس المحلية ... بوضع حد لهذه الفوضى ولهذه التجاوزات .. عليهم أن يبنوا المزيد من الملاعب والمتنزهات للأطفال والشباب فبدلاً من قضاء أوقاتهم في اللعب بالألعاب النارية والدراجات يقضونها في هذه الملاعب والمتنزهات ويأتي أيضاً دور المدرسة والبيت في توعية النشء بمخاطر الألعاب والدراجات النارية فعظيم النار تبدأ من مستصغر الشرر وحتى تبقى محافظة عدن مدينة وديعة وهادئة وأجواؤها غير ملوثة بأدخنة الألعاب النارية والدراجات النارية، فكل ذلك يكلف البلاد الملايين والملايين من العملات الصعبة التي نحن في أمس الحاجة لها في ظل هذه الأزمة المالية العالمية الحادة، إضافة إلى مضارها البيئية الصحية .. فلا بد من تحرك جاد ومسؤول يا مجالسنا المحلية وقبل فوات الآوان.
انتبهوا يا سادة
أخبار متعلقة