مدن عربية وعالمية
خيبر مدينة سعودية تقع على بعد 170 كم شمال المدينة المنورة على منطقة جلها عبارة عن حرة عظيمة الاتساع متوسط ارتفاعها 850 مترا عن سطح ، وعرفت بهذا الاسم منذ اقدم العصوروقد وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية لعل اهمها اشتهارها بحصونها وقلاعها، ذلك ان كلمة خيبر (جمعها: خيابر) تعني الحصن بلغة العماليق او العمالقة، وهم الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديماً، وهم أول من سكن خيبر.كذلك ورد اسم خيبر كإحدى المناطق التي استولى عليها الملك البابلي نابونيد وكانت تابعة لملكه الذي ضم تيماء وديدان وخيبر، وذلك خلال الفترة من 555 إلى 539 قبل الميلاد، إذ ظهر اسمها في كتابات الاشوريين.وفي عام 270 م و122 م زمن الامبراطور الروماني هدريانوس زحف اليهود على خيبر بعد دخول الرومان الى بلاد الشام . وتعتبر خيبر منذ اقدم العصورولا تزال واحة واسعة خصبة معطاء وذات عيون ومياه غزيرة تصلح تربتها لزراعة الحبوب والفواكه بانواعها وهي من أكبر واحات النخيل في جزيرة العرب وكانت خيبر من اسواق العرب المعروفة بهصر الجاهلية ويعرف باسم ( سوق نطاة خيبر ) وخيبر بلد سياحي لاشتهارها بالعديد من الأثار والمعالم التاريخية والمناظر الطبيعية .و قد وقعت فيها غزوة خيبر المشهورة فقد سار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في المحرم من السنة السابعة للهجرة ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، فصلى الصبح بخيبر، وقد خرج عدد من اليهود إلى مزارعهم فلما رأوا المسلمين هربوا إلى ديارهم، فقال صلى الله عليه وسلم «اللّه أكبرخربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين «. وحاصر صلى الله عليه وسلم يهود خيبر وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تم للمسلمين فتح خيبر . وضمّت خيبر عام 1208هـ الى حكم الدولة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود مع تيماء ووادي السرحان حين ضمت الى حائل بقيادة أميرها آنذاك عبد الرحمن بن معيقل. وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى استولت الدولة العثمانية على خيبر، ثم انسحب العثمانيون منها ليدخلها جيش طلال بن عبد الله بن رشيد بعيد عام 1269هـ، وبقيت كذلك فترة من الزمن تحت حكم ابن رشيد في حائل ، وفي اثناء حكمه ضاق الأهالي ذرعاً بالحال التي آلت اليها الأمور، حيث تعرضوا كثير لمضايقات، وعاشوا في فوضى، مع انتشار السلب والنهب والقتل وانعدام الأمن، فدفعهم هذا الى مكاتبة الشريف في المدينة المنورة لحمايتهم وابداء استعدادهم لمناصرة الشريف ان هو قدم الى خيبر،وبذالك دخلت خيبر، مجدداً، تحت حكم الاشراف تابعة للمدينة المنورة ـ وكانت قد دخلت للمرة الأولى تحت حكم الأشراف في عهد الشريف قتادة عام 579هـ .حيث شكلت خيبر حدوده الشمالية والقنفذة حدوده الجنوبية .وظلت خيبر تتنقل تارة تحت حكم الاشراف وتارة اخرى تحت حكم ابن رشيد وأخرى تحت الحكم السعودي في دولته الأولى، حتى تأسيس الدولة السعودية الثالثة على يدي الملك عبد العزيز آل سعود، لتنضم خيبر لإمارة حائل التي دخلت هي الأخرى في هذا العهد في آخر صفر من عام 1340هــ، وقد كان ارتباط خيبر بحائل في تلك الفترة ادارياً فقط، اما في ما يتعلق بالنواحي المالية، فكانت مرتبطة بالمدينة المنورة، الى ان ألحقت فعليا بإمارة منطقة المدينة المنورة عام 1391هـ.