في البداية، وفي مطلع هذا الصباح صباح الثامن من مارس الذي نحتفل فيه كل عام بالعيد العالمي للمرأة ، وقبل الشروع في كتابة بعض خواطري وذكرياتي مع المرأة ، الأم ، الاخت ، الزوجة ، الحبيبة ، في مثل هذا التاريخ من كل عام اسمحوا لي ان اطبع قبلة حب نابعة من قلب كل يمني على جبين النساء في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وافغانستان والسودان .. وفي كل أرض تروى بدموع النساء الباحثات عن الحب ، الحياة السعيدة ، عن لحظة دون خوف في احتضان الطفل ، الزوج ، لحظة سماع الموسيقى وليس الرصاص والقذائف.. لهن في هذا اليوم أقول كل عام وأنتن بخير ".قبل سنوات عدة ـ لا أتذكر زمانها الوقتي ـ سألتني احدى الزميلات عن سبب "لاحتفال بيوم خاص للمرأة كل عام؟!" واضافت الى سؤالها "متى اختير هذا التاريخ الثامن من مارس .. وفي أي دولة أعلن التاريخ؟! ".لا أستطيع أن انكر انني وقفت امام هذين السؤالين صامتاً دون حراك اشبه بتمثال جدنا "ابو الهول "! سخرت الزميلة من ثقافتي وكذبت انني (صحافي) لانها تعتقد أو هكذا ثقافتها تقول إن (الصحافي يعلم كل شيء ، وفي كل شيء!!)من هنا بدأت في دواخلي حب البحث لجواب عن اسئلة الزميلة.من أهم الأشياء التي ستظل محفورة في حياتي العملية اصرار الأستاذ والصديق والاخ النبيل / احمد محمد الحبيشي على أن اتعلم لغة العصر (الكمبيوتر) ، خاصة التعامل مع "الانترنت" .. فكان اصراره هذا الذي وصل يوماً الى ربط بقائي في الصحيفة كنائب مدير التحرير بتعلمي التعامل مع "الانترنت" .. فبادر أخي وزميلي الطيب / نجيب مقبل مدير التحرير وزميلتي العزيزة جداً / ابتسام العسيري إلى أخذ اصابع يدي الى جهاز الكمبيوتر ، وتعلمت كيف اتعامل مع الانترنت .. على الرغم من توقفي حالياً عن مصافحة هذا العالم كل صباح أو مساء ، لعدم وفاء المؤسسة بتوفير جهاز كمبيوتر خاص بمكتبي .. المهم .. على قدر الحال كما يقولون ـ تصفحت أمس صباحاً ، بعض المواقع لعلني اعرف رداً على اسئلة الزميلة .. فماذا وجدت ..؟! للأسف تناقض وتناثر معلومات .. احد المواقع يقول "إن الاحتفال بدأ في نهاية القرن التاسع عشر ، حيث بدأت حركة نسائية في أوروبا وأمريكا الشمالية للمطالبة بظروف عمل أفضل وللاعتراف بالحقوق الأساسية للمرأة ". فيما ذهبت مواقع اليكترونية أخرى الى القول إن "فكرة الاحتفال نبعت من الاضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك عامي 1857 و1909"م" .. وكذلك قالت مواقع أخرى إن "أول إشارة رسمية ليوم المرأة العالمي ظهرت في مظاهرة نظمتها ناشاطات اشتراكيات مطالبات بالحق في التصويت في 28 فبراير 1909م" .. وهكذا دواليك، فاحترت عن أي موقع اليكتروني اختار جواب أرد به على الزميلة التي سألتني قبل سنوات عدة ؟!!.مما سبق قررت ولو بأسطر قليلة أن أكتب عن المرأة .. صديقة عمر الرجل وأوكسجين حياته ، وليس الكتابة عن عيدها العالمي .. لأنني سأكون اليوم مجبوراً بحبي للمرأة الوحيدة التي يتجدد حبها في دواخلي كل لحظة .. (أمي) أطال الله في عمرها ، أن اهديها ما استطعت شراءه .. فالمرأة باعتقادي وتجربتي في الحياة الممتدة نحو خمسة عقود ، هي عيد مستقل في كل يوم وليس يوماً في السنة .. فقط علينا كرجال معرفة المرأة جيداً .. معرفة كيفية التعامل مع طموحها ورغبتها في تحقيق ما تريد في الحياة .. معرفة متى تبكي وتضحك!.. متى تحب وتحاول ان تكره!! متى تحتاج صوتاً يسمعها وقلباً تنام فيه دون خوف !! المرأة عطاء لا يعرف التوقف الا بهمسة تجرح كبرياءها وتخدش كرامتها .. فأنا لست مع من يقول إن "المرأة نصف المجتمع" !! أنا أقول "إنها المجتمع بكامله، يخرج منه الرجل ، ومن مجتمعها تؤسس الأنظمة وتبنى الدول " .. المرأة الشيء الوحيد الذي يجعل قوتنا تنهار لحظة حب صادقة لو أحسنا التعامل معها .. وكل عام وكل نساء الأرض وفي المقدمة أمي بألف خير ..
أخبار متعلقة