المسرح اليمني بين الأمس - اليوم
[c1]* الجهات الرسمية تطمئن المبدعين بأن المسرح بخير [/c]هدية محمد سعيدقضية المسرح اليمني ظلت الشغل الشاغل للمبدعين في هذا المجال .. فقضايا مثل غياب البنية التحتية للمسرح وغياب خشبة المسرح الامكانيات, شحة التخصص وأزمة المضمون والنص والتوثيق المسرحي رمت بظلالها على الواقع الابداعي الثقافي وعلى وجه الخصوص الفن المسرحي الذي ظل يتأرجح بين ثنايا المناسبات .. هذه التساؤلات وهذه الهموم أفصح عنها الممتهنون وعشاق هذا الفن الراقي تنوعت الرؤى وتناثرت بين متشائم ومتفائل إلاّ أن الجميع يجمع بما لايدع مجالاً للشك أن إنتشال الواقع المسرحي في عدن هم ومسؤولية الجميع واستجلاء لهذه الرؤى إلتقت 14 أكتوبر عدداً من مبدعي هذا المجال إخراجاً وتمثيلاً وتأليفاً بدءاً بمدير دائرة المسارح بعدن وانتهاء بالهم الرسمي ممثلاً بمكتب الثقافة بعدن .. وكانت الحوارات على الشكل التالي :كانت محطتنا الأولى مع الفنان المبدع الأستاذ / علي يافعي مدير دائرة المسارح بمكتب الثقافة بعدن وحول البداية قال :كانت عام 1964م شاركنا في العديد من المهرجانات الداخلية والخارجية .. وأخرجت العديد من المسرحيات آخرها مسرحية محكمة العدل لتوفيق الحكيم الذي شاركنا فيها بمهرجان ليالي عدن المسرحية الثالث "دورة الفقيد أحمد مطلق" .[c1]* كيف تقرأ المستقبل المسرحي في عدن ؟[/c]- عندنا آمال عريضة وطموحات كبيرة وإن كان الأمل لا زال وراء الأكمة يبدو خافتاً بعيداً ولكن تحقق لنا منذ ثلاث سنوات بدعم وتوجيه أ/ خالد الرويشان وزير الثقافة آنذاك عندما طرحنا عليه فكرة ليالي عدن المسرحية احتفاءً بمرور مائة عام على ظهور المسرح في بلادنا 1904 - 2004م وقتها كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية .. تجاوب معنا ودعمنا بهذه الفكرة وثبتها في هذا المهرجان .. ونحن على ثقة من أن د/ محمد أبوبكر المفلحي سيكون خير خلف لخير سلف نحن أملنا الاول أن تكون هناك قاعدة مادية للمسرح يكون دار مسرح في عدن ومركزاً ثقافياً في هذه المحافظة أسوة ببقية المحافظات الكبيرة والصغيرة في الجمهورية التي تكرمت الحكومة مشكورة في بناء مراكز أذكر منها لحج , البيضاء , صعدة , ذمار والمحويت وبقيت هذه المحافظة التي على شاطئ البحر " ثغر اليمن الباسم " والعاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن دون مركز ثقافي الامل قائم والمحافظ وعد أن يهيء لنا هذا المسرح الصغير " مسرح الرواد " في "حافون" ونحن على ثقة بأنه سيفي بوعده هذا .[c1]* وماذا عن طموحاتكم المستقبلية؟[/c]- لن تكون هناك طموحات مستقبلية ما لم يكن لنا مسرح باعتباره (أبوالفنون) هذا غيض من فيض ونحن نهتم بالكادر الوظيفي فالممثل منذ أن يتوظف يظل في نفس الدرجة ونفس الراتب حتى يتوفاه الله .. نحن وضعنا هيكلاً قبل عشر سنوات ولكنه يسير الى مكان ما .. ويتوقف البت فيه! فهيكل المبدعين من الامور التي نطمح لتحقيقها من أجل تحسين أوضاع المبدعين المعيشية كما نأمل أن تخرج اليمن من القمقم الذي سجنت نفسها فيه وتتوسع مشاركتنا الخارجية فالمعروف بهذا الخصوص أن مشاركتنا محدودة في الغالب في مهرجان القاهرة التجريبي فقط فيما هناك مهرجانات أخرى في كل من سوريا, الاردن, تونس والمغرب وتأتي دعوات من كل انحاء العالم للمشاركة سوى في مهرجانات دورات انعاشية أو متوسطة اضافة للمنح الدراسية ..نود أن تفعل هذه الامور ليكون الكادر المسرحي مؤهلاً أكاديمياً وعلمياً ليتسطيع أن يواكب التطور المتسارع في العالم .[c1]* المعروف أنكم من مبدعي المسرح الحديث الذي احتضن أيضاً المرحوم / محمد مدي, محمود أربد , شكيب عوض , محمد رشيد ومحمد قردش وغيرهم .. هل لك أن تعطينا لمحة عن ذلك التاريخ؟[/c]- المسرح الحديث تأسس عام 1962م - 1963م بعد ذلك انضمت كل الفرق بما فيها المسرح الحديث الى الفرقة القومية للفنون الشعبية بقرار جمهوري عام 1968م وفي مايو 1969م انفصلت كثير من العناصر المسرحية من هذه الفرقة وعادت الى فرقها ومنها فرقة المسرح الحديث - عندما تأسست كانت تحت اسم هيئة الفنون والتمثيل وعندما اعدنا التشكيل كانت تحت اسم المسرح الحديث - وهي من أكثر الفرق عراقة وتضم اكبر مجموعة .. ومن العناصر المقتدرة كما ذكرت ايضاً أ/ سعيد عولقي , أ/ عبدالحميد فارع , مصطفي رفعت , عبدالقادر خضر , محمد مدي , محمود أربد , عبدالمنان , محمد رشيد كانوا ممثلين وكنا ممثلين استمرينا أخذ الله من أخذ ومنهم من ترك المجال واتجه الى الاعلام مثل أ/ سعيد عولقي و أ/عبدالقادر خضر وبقيت مثل السيف فردا.[c1]* كانت هناك تجربة قديمة " تعرف بالاسبوع المسرحي لماذا لا يتم احياء مثل هذه التجارب ؟[/c]- مهرجان ليالي عدن المسرحي الثالث هو امتداد وتطور للاسبوع المسرحي .. كنا نحتفل بيوم المسرح العالمي في 27 من مارس من كل عام .. واسبوع المسرح اليمني كما نسميه وكانت هناك ميزانية مرصودة لهذه الاعمال وللفرق المسرحية مثل فرقة المسرح الحديث , المسرح الطليعي , والمسرح الشعبي , وكانت تصرف ميزانية خاصة لهذه النشاطات وللفرق التي تقدم بدورها مسرحية أو مسرحيتين في 27 من مارس وتشارك كل الفرق في المحافظات الجنوبية والشرقية سابقاً لكن الآن النظام المالي مختلف تماماً لا توجد ميزانية مرصودة لإدارة المسارح أو لإدارة الفنون وظللنا أكثر من عشر سنوات لا نقدم ولا نؤخر حتى جاء أ/ خالد الرويشان وطرحنا عليه فكرة المهرجان الذي بدأ بستة عروض وسبعة عروض للمهرجان الثاني فيما اتسع ليشمل تسعة عروض في المهرجان الثالث .[c1]* هذا يقودنا الى التساؤل التالي .. المعروف أن المسرحية تحتاج الى مساحة من الحرية والى دعم مالي كبير لتترجم أفكارك الى عمل مسرحي معين .. ففي هذا الجانب هل الميزانية التي وضعت لهذا المهرجان تؤدي الغرض؟[/c]- لا يوجد لدينا مسرح حقيقي هذه هي المشكلة الاساسية لأنه لا نستطيع أن نقدم أعمالاً ذات شأن حقيقي وفيها من التقنية والتكتيك والتكنيك الحد الادنى لأننا أقمنا هذا المهرجان في دار سينما هريكن .. حتى الكهرباء الموجودة كانت أضعف من أن تتحمل الكشافات, فنياً الاعمال قاصرة الى حد كبير ..نحن قبلنا بما معدله ثلاثمائة ألف ريال يمني للمسرحية الواحدة طبعاً المسرحيات تفاوتت من مسرحية الى أخرى وفقاً لاخراجها وعدد ممثليها وديكوراتها فما كان أكثر أخذ أكثر من ثلاثمائة ألف ريال والعكس وهكذا تم التوازن بين هذه المسرحية وتلك والهدف الحقيقي هو تنشيط الحركة المسرحية بغض النظر عن الامكانيات التي من الضروري توافرها كشرط اساسي لعملية الابداع المسرحي ..المهم أن ننشط الحركة المسرحية وتجتذب الجمهور الى المسرح وفيما بعد يقع على عاتق المسرحيين أنفسهم مهمة أن ينشًطوا ويفعًلوا دورهم إذا استطاعوا جذب الجمهور.[c1]* هل هناك شروط معينة تضعها أنت كمخرج لاختبار ابطال مسرحياتك؟[/c]- طبعاً , هناك شروط متعارف عليها لا أضعها أنا ولا غيري بل هي شروط متعارف عليها بالنسبة لكل مخرج بغض النظر عن مشاركته في مهرجان أو عدم مشاركته في مهرجان .. هي أولاً اختيار النص [c1]* كيف يختار المخرج النص ؟ ولماذا؟[/c]- ثانياً : كيف يختار طاقمه من الممثلين ينبغي أن يكون اختياره مناسباً للشخوص الذين سيؤدون الادوار في هذه المسرحية وكما يقال الاختيار هو نصف الطريق الى النجاح .. اذا كان المخرج متمكناً أو أحسن اختبار النص والممثلين فقد قطع ما نسبته 50 % في طريق نجاح عمله المسرحي .[c1]* هل اشركتم ممثلين مشهود لهم أمام الجمهور بالنسبة لمهرجان عدن المسرحي الثالث؟[/c]- في طبيعة الحال أنا كرئيس مهرجان ولا أعضاء لجنة المهرجان من حقهم أن يتدخلوا أمام سلطة أي مخرج .. لأن المخرج هو سيد العمل وهو الذي يختار ممثليه ونحن بالنسبة لنا كل الممثلين في عدن او غير عدن فأي ممثل يختاره المخرج نحن نرحب به .. لا يوجد لدينا أي مانع .. وأنا من واقع عملي كمخرج اتصلت آنذاك بالممثلين ومن تجاوز الستين من العمر لاعيدهم الى المسرح أذكر منهم على سبيل المثال علي باذي , علي فتح, السيد حسن صالح الذي حضر بروفة أو بروفتين واعتذر لانشغاله فيما يبدو في عمل تلفزيوني ونحن نرحب بكل الفنانين الملتزمين .[c1]* إذن كيف تم اختيار النصوص واجازتها للمهرجان .. وعلى أي أساس تم اختيار الممثلين والمخرجين؟[/c]- في عندنا مخرجون معروفون لسنوات طويلة وهناك عناصر شابة نريد أن نعطيها الفرصة لتتقدم وتأخذ موقعها في ساحة الاخراج إذا أثبتت جدارتها .ومهرجان ليالي عدن المسرحي عبارة عن تجربة لهذا الشخص أو ذاك .. الذي يتصدى للعملية الاخراجية فمنهم من ينجح ومنهم من يخفق .. الذي ينجح نعطيه فرصة أكبر والذي يخفق نقول له عيد حساباتك لأن الاخراج ليس عملية صعبة مستحيلة ولا هي سهلة بسيطة .. يجمع بين هذا وذاك .المخرج تستهويه فكرة موضوع معين في النص يقدمه الى اللجنة الذي تقرأه بدورها .. ونحن لا توجد لدينا قيود على النصوص إلاّ فيما هو متعارف عليه مثل إثارة النعرات القبلية والدينية .. أي المحاذير الخمسة المتعارف عليها .. ماعدا ذلك نحن في بلد ديمقراطي ونسمح بكل الافكار ان تتداول على خشبة المسرح باعتباره واحداً من أهم المنابر الديمقراطية التي تتبناها الجمهورية .[c1]* بالنسبة للعنصر النسائي اليوم ودوركم بالنسبة لزهرات قسم المسرح في معهد جميل غانم للفنون ؟[/c]- معروف أنه شح في عدن لأسباب عديدة أذكر واحداً منها على سبيل المثال أن بعض الممثلات النشيطات المتمكنات يتواجدن في صنعاء لأنها العاصمة والعمل الدرامي الاذاعي والتفلزيوني هناك .. وهذا لا يمنع ولكن نحن نستقطب عناصر شابة جديدة وعندنا فرقتينا مسرحيتان جديدتين من شباب وشابات شاركوا في أعمال المهرجان بمسرحيتين وهذه من الامور التي نركز عليها وإتاحة الفرضة للشباب لأنهم الذين سيأخذون الراية ولن يظل هؤلاء الشيوخ باقين زمناً طويلاً .[c1]* هل حصل أن تعاملت مع نصوص ضعيفة كمخرج أو ممثل ؟[/c]- كمخرج لا أو كممثل أنا لا أعمل شيئاً إلاّ وأنا مقتنع به وإن حدث في زمن ما .. يكون لأسباب شخصية .. كزميل عزيز يحرجك لأن تشاركه في عمل ما وأنت غير مقتنع .. فهذه علاقات إنسانية وهي مطلوبة أحياناً.[c1]* تحدثنا عن موسمية النشاط المسرحي ألاّ توجد مخارج عملية من وجهة نظركم لانتشال وضعية المسرح في الوقت الراهن؟[/c]- طبعاً المسرح في اليمن طول عمره موسمي ومناسبتي ولم يكن ذا ديمومة واستمرارية ونحن سعينا في ذلك المهرجان الى الوصول الى هذا الهدف الاسمى .. وطبعاً كان مهرجان ليالي عدن المسرحي الثالث على مدى تسعة أيام من 15-23 من ابريل وسيتم تقديم العروض المسرحية جماهيرياً ابتداءً من 13 من مايو الحالي بمسرحية " [c1]* همسة وعياله الخمسة " تأليف عدنان البيضاني واخراج حازم الشاعر مجاناً ؟[/c]- لا , لن تكون مجاناً على الاطلاق .. كما هو معروف هناك بطاقات دعوة مجانية منذ اليوم الاول وتذاكر وإذا أحب الجمهور أن يدخل يشتري تذكرة ويدخل [c1]* يفضل الكثير تعاطي القات بجلساته المعروفة .. أو الذهاب لزيارة ما .. على أن يذهب الى المسرح باستثناء المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي الابداعي فما بالك في ظل الظروف المعيشية الصعبة .. أليس هذا حاجزاً لهؤلاء وكيف الخروج من ذلك ؟[/c]- الشخص الذاهب الى المطعم ذهب ليأكل غذاء او الى السوق ليشتري قاتاً أو سيجاراً يدفع .. إذن عليه أن يدفع ايضاً من أجل المسرح غذاء الروح .. نحن عندنا تجارب في 93 - 95م عندما كان المسرح الوطني في التواهي معنا قدمنا حوالي (6 - 7) عروض مسرحية كان العرض المسرحي يقدم مرتين في الليلة في زحمة .. وكانت التذاكر بخمسين ريالاً واليوم التذكرة بمائتي ريال .. وهذا أقل ما يجب لأنه جربنا مسرح الدعوة العامة كان الحضور ضئيلاً وفوضوياً .. الواحد منهم بيسأل أيش معاهم؟ ومشى خطوتين فوق المسرح وخرج وكأنها وكالة من غير بواب وهذا لا يعطي قيمة ولا احتراماً للمسرح .[c1]أخيراً [/c]أتمنى من الدولة أن تلتفت التفاتة حقيقية وموضوعية الى عدن لبناء مركز ثقافي ومسرح لهذه المدينة حتى لا يقال أن عدن المحافظة الوحيدة التي بدون مركز ثقافي من بين كل محافظات الجمهورية .. كما نشكر كل من تعاون معنا ابتداءً من المحافظ ووسائل الاعلام المختلفة وبادارة ثقافة محافظة لحج الذي امدونا بأجهزة الاضاءة للقيام بفعاليات المهرجان المسرحي الثالث .عمر مكرم ممثل ومخرج متميز أخرج العديد من المسرحيات منها أبوالبنات الخاشفة الجدة مسك وكفاية عنف وربان السفينة بالاشتراك مع الفنان المبدع الاستاذ فيصل بحصو ..ومكرم من الممثلين المسرحيين والدراما التلفزيونية الذي ينجذب لهم الجمهور .. وهو حاصل على عدد من الشهادات العلمية الاكاديمية في فنون المسرح والتمثيل والاخراج ويتمتع بحسن بديهة في الادوار التي يمثلها فضلاً عن اسمه كصحفي مرموق وينحدر من اسرة آل مكرم " المعروفة بأدبها وعلمها ودورها الاجتماعي والسياسي .[c1]* ماذا عن مسرح الامس ومسرح اليوم ؟[/c]- الحديث عن ذكريات المسرح في عدن في السابق حديث ذو شجون وطبيعي عدن أم المسرح لتميزها بالتسامح الديني والتنوع الفكري والابداعي لذلك كانت عدن رائدة في المسرح مقارنة بالمناطق اليمنية الاخرى أو بدول المنطقة والخليج .. والجميل في ذلك الوقت أن الفرق الاهلية كانت تلقى نفس الدعم ونفس الرعاية ونفس فرصة العطاء من قبل وزراة الثقافة ومن قبل مختلف الحكومات المتعاقبة آنذاك حيث أن هذه المهرجانات كانت تشارك فيها هذه الفرق الاهلية .. كما كانت تشارك ايضاً في المهرجانات المركزية التي تقام على مستوى محافظات الجمهورية وبالتالي فرزت الكثير من المواهب الشابة الهاوية للمسرح وأخذت مواقعها في مجال الحياة المسرحية في بلادنا ليست في التمثيل فقط ولكن في التمثيل والاخراج .. وهي من العناصر التي لم تدرس المسرح دراسة أكاديمية متخصصة ولكنها استطاعت أن تضع بصماتها عبر الفرق الاهلية كمواهب قادرة على العطاء والابداع في هذا المجال .المسرح اليوم يعاني كثيراً مع الاسف الشديد من عدم الاهتمام بد بدرجة اساسية يعاني من تقليص الدعم الممكن الذي صار اسماً دون فعل .. الفرق الاهلية تلاشت نهائياً .. الموهوبون في النشاط المسرحي المدرسي ..لم يجدوا فرصتهم للظهور .. للتألق لم يجد المسرح ايضاً الوجوه الجديدة الشابة التي يمكن أن تساهم في اسامرارية عجلة العطاء المسرحي لماذا ؟ لأن لا جهة داعمة لا جهة متبنية لهذا النشاط .. لا جهة قادرة على الأخذ بيد المواهب الجديدة وتقديمها في الساحة .. لا جهة قادرة على الاخذ بيد المواهب الجديدة وتقديمها في الساحة صار المسرح نشاط موسمي غير فاعل .. غير قادر على تحقيق تلاحم مع الجمهور المتعطش للنشاط المسرحي .. للعطاء المسرحي المتدفق في الحياة مثلما كان عليه الحال سابقاً، مع الأسف هناك إشكاليات يساهم فيها المسرحيون أنفسهم حيث أن هذا النشاط الموسمي الذي يأتي كل سنتين أو ثلاث سنوات صار بمثابة حليب مغذي لأولئك الذين يتلهفونه في كل موسم مسرحي وكما يقول المثل " من لقى العافية دق بها صدره " فما يقدم لهذه المواسم المسرحية من دعم يرى القائمون على شؤون المسرح أنهم الأحق بهذا الدعم الذي يأتيهم من قبل وزارة الثقافة فيسيطر على النشاط القائم المشتغلون في إدارة المسارح بعدن باعتبارهم الأحق بهذا الدعم بدلاً من أن يكون دعماً عاماً يساهم في رفد الحركة المسرحية وتطويرها واستمراريتها.. هذه الإشكالية نحن لا نلوم الزملاء.. لأنه فعلاً ما يقدم قليل ومحدود وموسمي لا يستطيع أن يساهم في تطوير وإنعاش الحركة المسرحية بشكل جاد وفعال؛ هذا هو الواقع الذي نعيشه الآن حتى المهرجانات التي تقام في إطار محدود وموقع لا يصلح أن يكون موقعاً لتقديم عروض مسرحية.. كما أن قاعة فلسطين للمؤتمرات لا يستطيع المرء أن يصل إلى ذلك الموقع وبالتالي لا يؤدي الهدف المنشود في إيجاد قاعدة جماهيرية للمسرح.[c1]* قلتم إن فرق الهواة إلى زوال ولكن لاحظنا أن المهرجان ضم تقريباً ثلاث مسرحيات للشباب ( كتاب، ممثلين ومخرجين) ما رأيك؟[/c]- المهرجان لا يضم سوى فرقة خليج عدن ومسرحيين من الشباب وهي فرقة لم تأت من فراغ يقودها باقتدار المخرج الشاب " عمرو جمال ".. وخليج عدن فرقة أهلية استطاعت خارج إطار المهرجان سابقاً تقديم عروض مسرحية جماهيرية مقابل تذاكر واجتهدت أن تضع أسساً لمسرح الشباب النشط الفاعل وتقيم نفسها بنفسها.. ومشاركتها في المهرجان لا يفيدها بقدومها أفاد المهرجان ذاته..المهرجان قدم تسعة عروض مسرحية ولكن دعينا نقلب في أسماء المشاركين في هذه الأعمال المسرحية التسعة منذ العرض الأول نلاحظ المسرحية إخراج الفنان قاسم عمر تمثيل سالم العباب، فؤاد هويدي، هاشم السيد، فاطمة عبد القوي وهدى احمد حسن ونرى مخرج العرض الأول هو ممثل في العرض الثاني والعكس وهكذا ذات الأسماء تتكرر وتتقلب في المواقع ولا تتغير الأسماء.. هل هؤلاء هم كل المسرحيين.. المخرجين المبدعين الموجودين في عدن؟ بصراحة لا، العملية محصورة.. وكما قلت لا توجد فرقة أهلية أخرى غير فرقة خليج عدن وما باقي الأسماء إلا أسماء وهمية أريد من خلالها التنوع في التسميات بينما هي ذات الأسماء والعناصر منذ المهرجان الأول وحتى المهرجان الثالث.[c1]* إلى أي مدى يمكن للمسرح أن يبلور هواجس الناس.. قلقهم.. انفعالاتهم ومشاكلهم؟[/c]- من خلال ملاحظاتي للعرض الأول لفعاليات المهرجان النص الذي كتبه الزميل الصحفي " مختار مقطري " " إضراب في بيتي " نلاحظ مع الأسف، الإلمام بحبكة النص المسرحي أمر مفقود، وما قدم ما هو إلا سرد قصصي لحكايات ونتف من الحياة من هنا وهناك ربطت بشكل ضعيف.. وكما نعرف أن النص المسرحي موضوع - حبكة - تصاعد ثم الحل لكن لم يستطع أن يفك عقدة هذا العمل إلا الممثل الذي حاول قدر الإمكان أن يكسر الرتابة والملل وانتزاع ضحكات المشاهدين وإيجاد شيء من الكوميدية وهذه المشكلة مع الأسف الشديد، أدت إلى فقدان المسرح هويته وقدرته على التقاط قضايا الناس وتقديمها بشكل أقوى وفاعل ومنطقي وممنهج وربما كان الزميل الفنان " علي يافعي " ذكياً حين التقط موضوعاً عربياً قدمه في هذا المهرجان وكانت هذه وسيلته للخروج من أساس هذه النقطة المخيبة في المهرجان.[c1]* بعد عودتك من الدراسة في الكويت كيف وظفت هذه التجربة في الإخراج المسرحي؟[/c]- منذ عودتي حاولت قدر الإمكان أن أوظف تجربتي عبر مكتب الثقافة - وزارة الثقافة سابقاً - في الشطر الجنوبي - وقدمت حوالي أربعة أعمال أحمد الله إنني أشعر بأنها موفقة وقد تناولتها الصحافة وكان التناول جيداً ولكن كما قلت إن تراجعاً فضيعاً في النشاط المسرحي.. في العطاء المسرحي أوقف عجلة الدوران الذي كان ينبغي أن تتواصل ومع تأسيس جمعية مسرح عدن عام 2004م وجدنا في هذه الجمعية بعض الفرص لإعادة تدوير هذه العجلة الإبداعية.. وقدمت من خلال الجمعية عدداً من الأعمال التي اشتقت الجانب الاجتماعي.. اخططت هذه الاتجاه لأن البرامج الذي كنا نشتغل من خلالها برامج موجهة توعوية اجتماعية فبالتالي انحصر نشاطنا في هذا الجانب وكان من أنجح الأعمال التي قدمتها بالتعاون مع الأستاذ القدير المخرج فيصل بحصو العمل الاستعراضي الكبير " ربان السفينة ".[c1]* آخر أعمالك المسرحية ؟[/c]- كما يقال " واقع الحال من المحال " ونحن في ظل الظروف التي نمر بها حالياً - ظروف المسرح اليمني وما نعرفه عنه - حاولنا قدر الإمكان أن نبقى على تواصل وإن لم نجد في المسرح وسيلة فربما عملنا على بقاء علاقتنا بالناس من خلال وسائل أخرى.. كانت الصحافة.. وأنا أجد في الصحافة أيضاً احد المتنفسات التي أقدم من خلالها ذاتي للآخرين ولكن لا يعني هذا الانقطاع عن المسرح.. وكان أملي أن أشارك في فعاليات مهرجان عدن المسرحي الثالث الذي اختتم مؤخراً، وكان عندي عمل مسرحي بعنوان " في دائرة الضوء " للكاتب أحمد عبده سعيد من محافظة تعز والنص جميل اجتماعي سياسي بشكل مبسط للناس.. وكنت آمل أن أشارك وقدمت لمكتب الثقافة للمشاركة ولكن المجموعة القائمة على المهرجان ارتأت عدم خروج الميزانية المقررة لهذا المهرجان عن الإطار المحدد للمشتغلين فيه ومع الأسف لم أتمكن من المشاركة لكني في المقابل مجتهد في أن أقدم هذا العمل إن شاء الله قريباً.. وربما أشارك بعمل باسم الجمعية في مهرجان القاهرة التجريبي سيتناول طبقة الأوزون ومشاكلها مع البشرية على الأرض تأليف بحصو وإخراجي إضافة إلى ان هناك نشاطاً إذاعياً وتلفزيونياً مستمراً ومتواصلاً ونحن قريباً بصدد البدء بتسجيل حلقات المسلسل التلفزيوني " جحجوح " الذي كتبه فيصل بحصو ويخرجه مخرجا التلفزيون المبدعان " محمد يسلم " " وجميل علي عبيد ".[c1]* لماذا كتاب النصوص يلجأون إلى مثل هذه الأسماء والعناوين مثل جحجوح، حنتوش، بشبوش.. وغيرها؟[/c]- لابد من البحث عما يشد انتباه المشاهد ومثل هذه الأسماء ربما يكون لها بعض التأثير على نفسية المشاهد حيث أن يشد الأذن وبالتالي يدفع إلى المتابعة وهذا ربما هو أهم ما في الموضوع.. والأمر عائد على مدى ثقافة المؤلف أيضاً هي التي تساهم في تحديد طبيعة العمل الذي يتناوله.. والكتاب كما يقال من عنوانه فهذه العناوين تحمل مضامين الكتب التي تحملها.[c1]* أنتم اتجهتم إلى الدراما التلفزيونية ولكم بصماتكم المشهود في هذا الجانب، في ظل التنافس بين القنوات الفضائية.. أين أنتم.. وماذا تقولون عن ذلك؟[/c]- لدينا ملكات.. لدينا إبداعات.. قدرات ولكن للأسف الشديد همزة التواصل التي يمكن أن تخرج الفنان اليمني ليس على مستوى التمثيل، الغناء، العزف الموسيقى (الإبداع بشكل عام ) لدينا إمكانيات هائلة جداً.. قادرة على أن تبدع في كل هذه المجالات.. ولدينا تأريخ فني عريق وجميل ولكن من يمكن أن يصل بهذه القدرات إلى المستوى العربي بحيث تصبح متداولة على مستوى القنوات الفضائية.أنا أراهن على أننا لو أنتجنا سبع أغنيات فيديو كليب يمنية الشكل مكتمل وناضج لأصبحت تنافس كل القنوات الفضائية بهذا الإنتاج، ولو أنتجنا عملاً درامياً واحداً بمستوى مكتمل لأصبح ينافس معظم الأعمال الدرامية التي تقدم على القنوات الفضائية.. فقط من يأخذ بيدنا؟ تلك هي المشكلة.[c1]* ممثل.. مخرج.. صحفي أين تجد نفسك؟[/c]- حيثما يجدني الآخرون.. بمعنى إن تمكنت من تقديم عمل مسرحي جميل فأنا موجود، وإن تمكنت من تقديم عمل شعري فأنا موجود، وإن تمكنت من تقديم عمل صحفي جميل فأنا موجود، تلك هي الأسس التي استند عليها.. وإن كنت قد عجزت عن تقديم العمل الفني الجديد الذي لا يجدني الناس من خلاله فأنا استعيض عنه بتقديم العمل الصحفي الذي ربما يعوضني عن الآخرين وهكذا.[c1]* جمعية مسرح عدن ما هي خططكم.. أفكاركم.. مشاريعكم بالنسبة لانتشال الواقع المسرحي الآن.. وتفعيل دوره في المحافظة؟[/c]- أحمد الله أن الجمعية وبعد هذه السنوات لازالت تحتفظ بكينونتها وحيويتها وأيضاً أعمالها وأنشطتها المختلفة.. نحن نقلنا تجربتنا من عدن إلى لحج - أبين واستطعنا أن ننتج الرديف في محافظة لحج وأيضاً الطريق الآن ممهداً أمام الأخوة في محافظة أبين لإنتاج الرديف لجمعية مسرح عدن في محافظة عدن.. هذه الجمعية منذ تأسيسها استطاعت أن تقدم تسعة عشر عملاً مسرحياً وثلاثة أعمال إذاعية واثنين وعشرين عملاً تلفزيونياً درامياً بجهود ذاتية وتعاون محدود مع مختلف المؤسسات القائمة في المحافظة والإذاعة والتلفزيون.نحن شاركنا في مهرجان القاهرة التجريبي من 10 - 20 سبتمبر العام الماضي "دائرة بدون عنوان" تأليف وإخراج بحصو ويتم التحضير حالياً للمشاركة هذا العام.. نحن قادرون على التواصل إن شاء الله بنفس طويل رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرتنا ولاسيما ممن يفترض وقوفهم إلى جانب الجميع ولكن سنواصل مسيرة العطاء في هذا الجانب ولنا الأمل الكبير في الأخ وزير الثقافة أ/ د. محمد أبوبكر المفلحي في دعم هذه الجمعية لاستمرار نشاطها وأقول بأني من موقعي كمدير مكتب الثقافة في مديرية المنصورة أقوم بالتنسيق بين الجمعية ومكتب الثقافة ونسعى جاهدين لتأهيل فرق مسرحية يتم استقطابها من المدارس، وتفعيل النشاط المدرسي في إطار المدارس لاستقطاب عدد جميل ومتمكن من المسرحيين وندفع بهم للمشاركة.. وهذه التجربة نمارسها أيضاً في مختلف مديريات محافظة عدن في مدارس عدن، دار سعد، الشيخ عثمان.. كما تشرف الجمعية أيضاً على المسابقات المدرسية المسرحية في مجال النشاط المدرسي.. وهذا عمل غير عادي لأنه من خلاله نبني ونأسس لقاعدة. يمكن أن تكون النواة لإعادة الروح إلى الفرق الأهلية في إطار المديريات.[c1]* كلمة أخيرة؟[/c]- ترينا اليوم كيف تفتقد الساحة لتلك العطاءات الجميلة التي جاءت في فترة ما.. وكيف كان ذلك الحب وذلك الشغف بهذا الفن الجميل الذي أصبح يفتقد ليكن ويفتقد إلى جديدات يمكن أن يواصلن مشوار العطاء في هذا الجانب ومرد ذلك إلى عوامل عدة نعرفها جميعاً وظروف وأيضاً إلى عدم اهتمام الجهات المسئولة بدعم هذا الجانب حتى يجد الأخريات فيه المجال لتقديم إبداعاتهن.. فلو بحثنا فعلاً في النشاط المسرحي المدرسي لوجدنا العديد من الموهوبات ولكن ليست هناك العوامل المساعدة الدافعة للاستمرار إلى جانب الظروف الاجتماعية الأخرى ومع ذلك نقول القادم أجمل إن الله حتى ما أحببنا هذا الفن ومتى ما أعطيناه الاهتمام والرعاية..[c1]سالم صالح العباب[/c]مسرح القوات المسلحة كان البيت الأول للممثل والمخرج المبدع " العباب " في ستينيات القرن الماضي.. ابتعث لدراسة فن الإخراج المسرحي في الاتحاد السوفييتي ثم عين مديراً لمسرح القوات المسلحة حتى تقاعد صيف 1995..أخرج العديد من المسرحيات أهمها مسرحية "حرم سعادة المدير ومسرحية الكوت للمبدع الراحل محمد صالح الشاعر.[c1]"بلاوكنه"[/c]عن آخر الاعمال المسرحية والتي قدمت ثاني أيام المهرجان المسرحي الثالث يقول عنها:"موضوع المسرحية معاصر مأخوذ من عمق الوسط الاجتماعي اليمني وهي ظاهرة اختطاف الأجانب والتي أساءت كثيراً الى سمعة بلادنا خارجياً وأثرت على النشاط السياحي ايضاً..مشيراً الى أن قضية الإختطاف أصبح هوس عند البعض لتحقيق مطالبة الخاصة المحلية والضغط على الدولة لتحقيقها ولاسيما عندما تتناول وسائل الاعلام القضية مما يسبب حرجاً للدولة،المسرحية طرحت القضية وعالجتها بأسلوب كوميدي.الملاحظ انك تتخذ الاعمال الكوميدية التي ينجذب لها المهموم ماالسر في ذلك؟ وماهي خصائص الممثل الكوميدي في رأيك مع المقارنة بين التمثيل الجاد والكوميدي وأين تكمن الصعوبة في نظرك؟[c1]الخباز يعرف وجه المتغدي"[/c]هكذا يقول المثل اليمني.. المجتمع يغوص حتى أذنيه بكثير من المآسي والمعاناة التي لا حصر لها..من غلاء فاحش يحاصره..وظروف معيشية تفتك به وانت عندما تخففين عنه بجرعة كوميدية تمتص منه هذا الألم وهذه الهموم..وفي نفس الوقت لوقدمت له تراجيدياً مثل "ماكبت" او "هاملت" لن يستسيغها مع همومه هذه هذا رأيي في الموضوع ولماذا نحن نركزعلى الكوميديا..في عدن جمهور مسرحي عاشق للمسرح يريد ان يشاهد مآسيه وقضاياه الاجتماعيه من خلال عمل كوميدي يروح عبره عن همومه ويستفيد من اخطائه فنحن إذا أردنا ان نقول "يجب ان تكون المدينة نظيفة فالأساس في نظافتها ربة الأسرة أو الأسرة من خلال هذه العبارة ندخل في الكوميديا لنا هدفان: إضحاك المشاهد والاستفادة.[c1]* رغم إنك مخرج مسرحي الاانك تظهر كممثل على خشبة المسرح وفي الدراما التلفزيونية كثيراً..لماذا ؟[/c]أنت أقرب الناس إلى واقع الممثلين وتعلمين بأن ميولي تمثيل ولكن الدراسة في الإتحاد السوفيتي لا تمثيل لأنها لغة شعب فاتجهت الى الاخراج ولكن أنا بطبيعتي..بتكويني.. ممثل..بدأت ممثلاً عام 1969م وبقيت ممثلاً وقدمت أكثر من 70 ـ 80 عملاً مسرحياً حتى الآن كما قدمت أعمالاً درامية كثيرة أهمها مسلسل حنتوش.[c1]* من خلال دراستك في الاتحاد السوفيتي كيف وظفت تجربتك هذه في الإخراج المسرحي ؟[/c]- من خلال دراستنا في الاتحاد السوفيتي استفدنا كثيراً ولكن المشكلة التي تواجهنا في محافظة عدن هي عدم وجود خشبة مسرح في عدن لممارسة هذا الفن الابداعي..هذه الدراسة وهذه الكيفية الجديدة في وضع الاسس الصحيحة العلمية التي سار عليها المخرجون الاخرون ويمكن ان نطبق مادرسناه أول فأول..ولكن هناك فجوه كبيره بين مادرسناه والبنيه التحتيه للمسارح..الخشبة غير موجودة..الاضاءة..الصوت وهذا المهرجان جاء بعد سنوات الانتظار العجاف بعد أن وعد الاخ خالد الرويشان وزير الثقافة السابق حفظة الله ونفذ ما وعدبه وتبنى اقامة مهرجان سنوي في عدن.[c1]* بدأت ممثلاً في مسرح القوات المسلحة الذي قدم العديد من الروائع الفنية ماذا تقول عن ذلك..وهل انت راضٍ عمّا يقدم حالياً...وماهي طموحاتك المستقبلية؟[/c]- مسرح القوات المسلحة قدم مسرحيات رائعة جداً مثل التركة خديجة ،هيفاء ،غربان يانظيرة مسرحيات لاتعد ولاتحصى..الحقيقة أنا غير راضٍ عما يقدم ؛الآن إذا ماقارناه حالياً بما قدمناه في الماضي...الماضي كان أفضل...والماضي ليس بعيداً..بل قريباً منا.. وكنا معاصريه..كانت الامكانيات...اسبابها متوفره فكان الانتاج..وزارة الثقافة ومكتب الثقافة في عدن بداية الوحدة كانت هناك ميزانية تشغيلية لاقامة العروض... واليوم لايوجد أي دعم سوى ميزانية تقدم سنوياً لإقامة هذا المهرجان المسرحي اليتيم.[c1]* في الدراما التلفزيونية في بعض المشاهد تجسد مشاهد أو "رسائل اعلامية" توعوية لماذا اتجاهك لهذا الجانب احياناً؟[/c]- الحقيقة بصدق مادية فانعدام الاعمال المسرحية عدا العمل التلفزيوني الدرامي..فعندما تأتي أعمال لبعض المنظمات نقبلها ونجسدها كرسائل إعلامية وتوعويه..ومعنا كثيرون من مبدعي الفن المسرحي نتيجة الظروف المادية الصعبة والحقيقة لوكانت هناك أعمال مسرحية متواصلة أو دورية لما قبلت بهكذا أدوار.في الأخير ماذا تود أن تقول(1) دعوة أوجهها لقيادة محافظة عدن ممثلة بالاستاذ "الكحلاني" مسرحنا بحاجة إلى لمسة كريمة في إقامة خشبة مسرح أسوة بالمحافظات الاخرى كتعز ،الحديدة ،المحويت ،حجة وحضرموت وغيرها...فالمسرح الوطني وماكنا نفتخر به أعيد لمالكه والحمدلله.(2) دعوة أخرى لإدارة الثقافة للتنسيق مع قيادة المحافظة في تنشيط الحركة المسرحية وان تكن الأنشطة فصلية على أقل تقدير.(3) دعوة أخيرة للجمهور لمشاهدة عروضنا المسرحية التي ستعرض قريباً وعلى مدى سبعة أسابيع أخرى للتواصل معنا ومن اجل عودة الود والحب مجدداً كما كان في السبعينات.[c1]المخرج الممثل المبدع قاسم عمر[/c]البداية كانت في سبعينات القرن الماضي مع فرقة المصافي الكوميدية..ثم التحق بأول دورة للمسرحيين عام 75م بوزارة الثقافة / بما عرف بالشطر الجنوبي آنذاك وفي 1977م أنشئت فرقة المسرح الوطني ثم ابتعث الى الخارج للدراسة عام 1980م ونال الماجستير في فن الاخراج المسرحي عام 1986م.ولقاسم عمر أعمال ناجحة متميزة منها "المزاد" الذي قدمت في المهرجان المسرحي الثاني في عدن ونالت استحسان النقاد والجمهور.وعن آخر الاعمال المسرحية قال الفنان قاسم عمر "إضراب في بيتي"تأليف الاستاذ / مختار مقطري وتمثيل كوكبة من ألمع نجوم الفن المسرحي ومجموعة من الجيل الواعد.وعن مضمون المسرحية أوضح بأنها تنبع من أعماق الواقع اليمني المعاش...وتطرح جملة من القضايا اليومية وكيفية معالجتها بأسلوب كوميدي ساخر "وشر البلية مايضحك".[c1]* قاسم الملاحظ أن هناك أزمة جمهور مسرحي ففي اليوم الاول لفعاليات مهرجان ليالي عدن والحضور كاد يكون معدوماً إلاّ من المشتغلين في هذا الفن..ماهو السبب في رأيك؟[/c]- أسف أن أقول هذا الكلام ولكن يبدو أن التهيئة والاعداد لم تكن موفقة لضيق الوقت والحقيقة حتى اللافتات لم تكن موجودة..والإعلام عمل بنسبة 30 %من العملية الدعائية والمعروف ان أول عمل يكون في فوهة المدفع.وللعلم سيتم تقديم العروض المسرحية قريباً كعروض جماهيرية بتذاكر إن شاء الله وحينها سيكون الحكم صائباً.[c1]* صعوبة فن الإخراج المسرحي في رأيك؟[/c]- الإخراج هو متنفسي انا عندما اشعر بأن شيئاً ما يؤلمنا أو معاناة وتحصلت على نص مسرحي يستفزنا اجسد كل ماأعانيه فيه انا كقاسم عمر الانسان..ويتعامل مع قاسم عمر الفنان ويترجمها الى أحداث تلامس مشاعر الآخرون واتمنى ان أكون قد وفقت فيما قدمته لجمهوري الحبيب...فالاخراج المسرحي يقولب الحياة بشكل فني قريب الى نفسيات المشاهد باسلوب بسيط وبعيد عن الشطحات الكبيرة خاصة الاعمال الانسانية التي تترجم مشاعر وهموم الاخرين.[c1]* كيف وظفت دراستك في عملك الابداعي الفني؟[/c]- الفن بحد ذاته يستمر مع الإنسان وهو لايعلم ،حتى وان علم فأنا أحس مادمت أنا احيا ولي قلب ينبض يمكن ان أقدم اكثر مما قدمت ولااقول باني وصلت" فمن يقول ذلك فهو لم يتحرك بعد...أنا اشعر باني اتعلم من الحياة..،الفن ،دراستي..ومما اشاهده في القنوات الفضائية ،المشاركات الخارجية ومن خلال مشاهدة المسرحيات والمسرحيات التي اعمل فيها كممثل من أجل ان أعكس لهذا الجمهور رؤيتي ومااحس به لهذا الجمهور الذي جاء بقلب طيب ونيه خالصة ان يشاهد مثل هذه الأعمال.[c1]* هل لك ان تحدثنا عن ماضي الإخراج المسرحي ومن له البصمات الأولى في تطوير هذا الفن ومن هم رواده والنظره المستقبليه لفن الإخراج المسرحي؟[/c]- هناك مخرجون تعلمنا منهم كثيراً واستفدنا منهم مثل "عبدالله المسيبلي" واعتبر الاستاذ /فيصل علي عبدالله صاحب النقلة الاولى في مفهوم الإخراج المسرحي في اليمن ؛وبعده جاء كثيرون.الإخراج قديماً كان التعامل معه حسب التعامل مع الممثل فيما أصبح الآن للاخراج مدارس ورؤى واتجاهات وفلسفة كبيرة فالمخرج يجب أن يكون فيلسوفاً ليعكس مايدور في الحياة ويجسدها برؤية فنية..وهناك مدارس في التجريب والتغريب واليوم درس المخرجون في كل المدارس...في الحقيقة نحن نشطون في المشاركات العربية جداً وهذا دلالة على انه يوجد لدينا كادر مبدع يستطيع ان يعكس إبداعاته وفقاً لأحدث المدارس الاخراجية التي تعلموها.. لكن المشكلة انه لايوجد لدينا مسرح.[c1]* أي المدارس تترجم مافي أعماقك؟[/c]- المدرسة الكوميدية بشكل عام وهي من أصعب الفنون..المشاهد يشاهد..يضحك..ولكن لايعلم ان هذا الممثل او المخرج عندما يقدم هذه الوصلة كم تألم وبكى..تعذب لكي يقدم هذه الوصلة لهذا المشاهد..طبعاً هناك إتجاهات كثيرة عملت في الفلسفة والاعمال العربية والتأريخية واهم شيء في تعاملي مع النص تجسيد ماأثارنا بكل مصداقية..فالتراجيديا والكلاسيك مثل التجريب وغيرها المهم في رأيي العلاقة الحميمة بين مضمون النص وانا كإنسان وفنان من جهة والجمهور من جهة أخرى.[c1]* الصعوبات التي تعاني منها خشبة المسرح ؟[/c]- فمن يقول ذلك فهو لم يتحرك بعد..أنا اشعر بأني اتعلم من الحياة ..الفن هنا تكمن المعاناة..لايوجد لدينا عمارة مسرحية في يوم من الأيام كان معنا مسرح وطني بكل أسف طلع ملكية لمواطن..ولوكان لدينا مسرح خاص.. لكن مثلما تشاهدين واقع مؤلم...نتمنى الاترحل مشاريع البناء والاعمار واقع مؤلم... نتمنى الاترحل مشاريع البناء والاعمار المسرحي الى السنوات القادمة ولقد قيل لنا عام 1996م المسرحي الى السنوات القادمة ولقد قيل لنا عام 1996م بعد سنتين والان نحن عام 2007م ؛قولي معنا يارب ان يتم...[c1]*كيف تقيم واقع المسرح اليوم؟[/c]- للأسف ،الذي حصل في حرب صيف 1994م بعض الاتجاهات والمتنفذين سطت على مواقع فرق وعلى مسارح كفرقة المسرح الطليعي ،مسرح اكتوبر يجب ان تكون هناك صحوة..فالمسرح هو غذاء فكري ووجداني للإنسان مثلما يحتاج لمواد الغذائية يحتاج للغذاء الروحي ايضاً وعلى الدولة ووزارة الثقافة ان تعي ذلك جيداً فمن مهماتها ايجاد بنية تحتية ،ايجاد مسرح حقيقي بكل مقوماته يجتذب الجمهور..يعالج بجدية مجمل القضايا الانسانية..ويمسح ايضاً الهموم والمعاناة..اتمنى ان يكون للدولة الجديد في ان تبني مسرحاً لهذا الشعب.[c1]* كيف يتم اختيار أبطال مسرحياتكم؟[/c]- هذه مهمتكم انتم كصحفيين اختيار أفضل ممثل وأفضل مخرج وأفضل نص..لكن الممثلين الذين قدمتهم في العرض الأول لمسرحيتي.."اضراب في بيتي" اعتبرهم ممثلين كباراً وكان تنافساً شريفاً ورائعاً فيما بينهم استطاعوا من خلاله ان يسيطروا على الجمهور على مدى ساعتين ـ حتىى نهاية العرض ـ وهؤلاء هم عناصر فرقتي "فرقة ةالمسرح الوطني.. وانا بصفتي مديراً للفرقة أختارهم دائماً في أعمالي لتجسيدها.الكاتب المبدع أحمد عبدالله سعد احد فناني المسرح الطليعي منذ عام 1977م ،لتحق بمعهد الفنون الجميلة ـ سابقاً ـ معهد جميل غانم للفنون 78 ـ 80م ،ثم التحق بفرقة المسرح الوطني عام 1982م وثبت وظيفياً فيها عام 1984م وحتى الآن....قدم للمسرح الوطني ثمانية عشر عملاً مسرحياً ابرزها "طاهش الحوبان" الذي شاركت فيه بلادنا في مهرجان بغداد للمسرح عام 1990م...وعن أعماله يحدثنا الاستاذ/سعد قائلاً:"مسرحيتا"موقعة العصيدة " و"المزاد" قدمتا في المهرجانين :الأول والثاني لليالي عدن المسرحية ..فيما قدمت مسرحية "حروب على الهواء" في المهرجان المسرحي لثالث اخراج الفنان المتألق "منصور أغبري" والذي اختتمت عروضة الأول في 23من الشهر الماضي.وأضاف قائلاً:كتبت للإذاعة والتلفزيون أعمال كثيره كما تم مؤخراً توقيع عقد لثلاثين حلقة في القناة التلفزيونية الثانية لمسلسل "وتكسرت الأمواج" ،الذي من المقرر عرضه في رمضان القادم ،وهناك مشروع عمل إذاعي في طور الكتابه..وكنت قدمت عمل إذاعي بعنوان "الدنيا تشتي مسايرة..في رمضان قبل الماضي من إخراج "أحمد بازرعه" وإنتاج البرنامج الثاني ـ إذاعة عدن..وعن الجديد والفكرة التي تضمنتها .. مسرحية "حروب على الهواء"قال: تصور المسرحية الانسان العربي ومدى التأثيرلما يشهده من خلال متابعة القنوات الفضائية ومن خلابل الشخصية المحورية (عبدالهادي) القابع في بيته بعد إحالته للمعاش وعبر القنوات الفضائية يظل قابعاً في بيته لايخرج منه..يتابع الاحداث ويتأثر بما يحدث في فلسطين ،الطرق وللامه العربية من تراجع وماتمر به منطقتنا العربية من ظروف صعبه..وهذه الشخصية المتأثره بالقضايا العربية جسدت بقالبين:المرحلة الاولى: المرحلة الواقعيه والمرحلة الثانية :الفانتازيا حيث تخرج له شخوص فانتازيا من خلال الشاشة خلال إنسجامه التام مع الأحداث وكأنه توحد معها..وهكذا حاولنا ان نشرح مدى التأثير الذي يوصل للمشاهد العربي في جانبه السلبي الذي يتأثر للحظة ثم ينسى ويشوق للأحداث التالية التي ربما تكون اكثر مأسويه مما سبق .. فشخصية (عبدالهادي) صادقة ،منطقية وتأثره صادق ومنطقي وأخيراً يكيف نفسة وكأن الحرب شنت عليه وهون قابع في بيته.[c1]* خروجكم عن المألوف في مضمون النص المسرحي يدفعنا للسؤال عن تقيمكم للمسرح العربي؟[/c]- المسرح العربي يزدهر فترة ثم يخبو..النظرة القاصرة عند المسؤولين العرب للأسف ،مع أن المسرح جانب ثقافي مهم وهو أبو الفنون كما هو متعارف..عندما نشهد فتره إزدهار ففي المسرح تقوي هذه التجربه على سبيل المثال المسرح المغربي الذي بدأ عام 1980م وقدم الأعمال الشعبية ذات الطابع الاسطوري العربي واعمال التراث والعودة الى المخزون العربي من الحكايات وهذا ما أستفدت منه من خلال توجيهي أنذاك قبيل عام 1990م عندما وجهني الاستاذ /عمر الجاوي الى الحكايات والاساطير اليمنية وعندها كتبت "طاهش الحوبان" واتبعتها "بموقعة القصيد".المشكلة في الوطن العربي ان المسرح لايقوم على دور مؤسساتي وإنما بمبادرة الافراد المشتغلين في المسرح..فأي عمل ثقافي وفني لايقوم على دور مؤسساتي ينتابه القصور وعدم الاستمراريه.فالمسرح العربي يزدهر في منطقة ويخبو في أخرى ،لاوجود للتواصل ؛والموسمية التي تؤدي لإقامة المهرجانات ماهي الاّجانب تنفسي اكثر مما هو جانب تنظيمي لإقامة فعاليات ثقافية وفنية مؤسساتية.[c1]* هل تستفيدون من بعض الروايات في وضع نصوصكم المسرحية؟ [/c]- المكتبة اليمنية تفتقد للجانب الروائي وحتى الجانب الروائي الموجود روايات على عدد أصابع اليد غير صالحة لأن يأخذها الواحد ياإما تكون ذات طابع سردي للشخصية او ذات طابع غير فني وعميق حتى انه يستفيد منها المسرحي ويترجمها على خشبة المسرح ولكن هناك قصص قصيرة موجودةة كقصص الاستاذ /أحمد محفوظ عمر جميلة جداً ،والواحد مع الزمن يمكن يترجمها الى أعمال مسرحية ،وقصص المرحوم /سالم باوزير وهي قصص ذات منظور صحفي اكثر مما هي من منظور أدبي إلا انها تصلح للمسرح..والمكتبه العربية تفتقد ايضاً للجانب الروائيئ الفني الذي يعبر عن واقع الانسان العربي..المخزون في داخله أكثر مماهر مخزون من الافعال الخارجية ومايعانية ايضاً.[c1]* كيف تفسرون ظاهرة الاقتباس؟[/c]- الاقتباس جميل ولكن يملك ان تشير الى مصدر النص ؛على سبيل المثال هناك ظاهرة في المسلسلات والافلام العربية عندما تقدم وهي مقتبه احياناً من افلام وعدم الاشارة اليها هذا سلبي ولايخدم الادب العربي..ولكن هذا لايمنع اذا كان العمل جيداً على سبيل المثال أشترى الى مسرحية "المفتش العام" عملت لها اكثر من معالجات وعدد من الأفلام والمسرحيات وكذا رواية الأديب العالمي "دوستوفسكي" و"الجريمة والعقاب" اقتبس منها الكثير والكثير ولكن الاقتباس بالضرورة لايلبي احياناً الضرورة الفنية العميقة المتطورة للعمل المقتبس منه احياناً يأتي على حساب العمل الفني فيأتي مشوهاً ومسطحاً.[c1]* هل هناك شروط معينة تضعها لاختيار ابطال نصك المسرحي..أم ينتهي دورك عند تسليم نصك للمخرج؟[/c]- أنا ينتهي دوري عند تسليم النص ولكن هذا لايمنع لان هذا يثري النص ويطوره والمخرج هوو صاحب الاختيار الاوحد..ولكن هذا لايعني ان لايتباحث مع المخرج.. لان المؤلف اكثر دراية بالنص وبمفاتيح الشخصية..فجلوس المخرج والمؤلف يعطي ثراء للنص...وكما اسلفت هذا يعود أولاً وأخيراً للمخرج.[c1]* باعتباركم كاتباً مسرحياً لما لاتساهمون في عملية التوثيق المسرحي؟[/c]هناك وعد من اتحاد الادباء والكتاب ان يطبع لي ثلاث مسرحيات ومشكلة التوثيق والأرشفة عانينا منها..وهذا سحب نفسة على المدى البعيد ؛هناك اعمال في السبعينات لرواد المسرح ضاعت بفعل التقلبات الموجودة وعدم وجود الارشفة الدرامية الحقيقية ،على سبيل المثال عندما يأتي باحث الى المكتبة يجب ان تكون هناك وثيقة..شيئاً مؤرخاً وليس محكياً ؛ونحن على سبيل المثال بجهودنا الشخصية حاولنا ان نجمع تاريخ الناس..اساتذتنا من علمونا فن المسرح ووضعوا ارضية ثابته لنا بجهودهم ودأبهم ..وعرفاناً منا بدورهم الابداعي نسعى جاهدين لهذه المهمة..وبهذه المناسبة أود ان أشير الى كتاب قيم للمرحوم الباحث الناقد والفنان المسرحي "أحمد سعيد الريدي"والذي توفاه الله قبل ان تكتمل لمساته الاخيره...وقد كنت على اطلاع على محتوياتاته..وفيه الكثير من الحقائق والمعلومات القيمة في تأريخ الحركة المسرحية..وشكراً لتواصلكم معنا.وحينما أثرت اشكالية من هو الممثل قال الفنان:قاسم عمر:"الممثل موجود والتجارب هي التي تخرج ممثلين ،المدارس موجوده ،الممثلين موجودين والبنية التحتية للكادر الفني موجود ،عندنا معهد جميل غانم للفنون الجميلة ،الفرق موجوده ووزارة الثقافة ايضاً ولكن يظل السؤال هل توجد خشبة مسرح ام لا؟ نتمنى ان توجد قريباً.لكن الفنان عمر مكرم له رؤيه اخرى تجاه هذه الاشكالية اذيقول "نحن لانصنع ممثلاً..فالممثلل يخلق الموهبة قادرة على التعبير عن ذاتها في مرات مختلفة والممثل والفنان هو ذلك الانسان المخلوق بحاسه سادسة حاسة التقمص واستقطاب مالدى الاخرين والعمل على تقديمها بقالب فني آخر ولكنا بعد ذلك نساهم في صقل ذلك أمر تلك الموهبة عند الممثل من خلال التدريب والتعليم والتهيئة الجيدة له ليصبح ممثلاً؛ ولكن السؤال الذي ينبغي أن نثيره هو كيف نخلق نجماً مسرحياً؟ نحن حتى اليوم ورغم أن المسرح عمره 107 أعوام لم نتمكن من خلق نجم مسرحي.. جهات عدة تساهم في هذه المسألة منها جهات إعلامية، أدوات مساعدة، إنتاج جهات عديدة تساهم في أنك تخلق نجماً مسرحياً لدينا نجوم يمكن أن يكونوا نجوماً في سماء الفن العربي وهذا ما أكدناه في أكثر من مشاركة عربية عندما يشارك مسرحنا اليمني في عديد من المهرجانات يؤكد الآخرون بأن لدينا نجوم حقيقيين قادرين على الإمتاع والعطاء ولكن لماذا لا تقدم مثل هذه المواهب بالصورة الصحيحة حتى يصبح لدينا نجوم يمكن أن تشارك في العديد من الأعمال العربية؟ لماذا؟ وهنا تكمن المشكلة!..فيما يرى الكاتب المسرحي أحمد عبدالله سعد بأن الممثل عندنا مجاهد ومناضل كبير في المسرح.. فهو الأدنى من الناحية الوظيفية في السلم الوظيفي.. كما لا يعني بالإنتاج الفني وبجهود الممثلين وعلى سبيل المثال المكافآت التي تحصلوا عليها في المهرجان المسرحي الثالث لا تستحق أن تذكر لأنها شحيحة.. بل شحيحة جداً.. ورغم ذلك تواجد الممثلين وأبدعوا ليعبروا برسالتهم - نحن موجودين رغم كل شيء - ويأتي ذلك على حسابهم.. وعلى حساب ظروفهم المعيشية.وفي تقييم الفنانين لأزمة النص المسرحي تباينت الآراء ولكنها صبت في المجرى العام فالفنان قاسم عمر يرى أنه لا توجد أزمة نص، الكتاب، الأدباء، المشاريع موجودة.. النصوص وأيضاً أدباء شباب يكتبون أيضاً، ومؤلفون كبار بالتجربة ومدارس قدموا مسرحيات ولا زالوا يقدمون.. لا نكذب على أنفسنا في مؤلف.مكرم : نتعامل مع النص المسرحي بواقع العلاقة الشخصية وليس بواقع الإبداعفي حين يرى الفنان " مكرم " في رؤيته لهذه الإشكالية المسرحية إنه وان اتفق مع الكثيرين في هذا الشأن؛ لكن يختلف منهم في التقسيم والاختبار فيقول : أنه ليس كل ما يلمع ذهبا وليس من كتب نصا مسرحيا يقول هذا نصاً مسرحياً، نحن نترك أساتذة كبار تركوا لنا إرثاً كبيراً في المسرح.. حسين با صديق، عبد المجيد القاضي وأحمد محمد الشميري كتبوا للمسرح ولا زال إرثهم موجوداً وكثيرة هي الأسماء الذي تركت لنا إرثاً مسرحياً كبيراً أين هي هذه النصوص؟ لماذا لا نتعامل نعها وأقول أيضاً أن في الساحة اليوم كثير من الكتاب الشباب الذين يستطيعون تقديم النص المسرحي الجيد؛ لكن مع من نتعامل نحن في اختيار هذه النصوص، الواقع أننا نتعامل بواقع العلاقة وليس بواقع الإبداع فلو تعاملنا بمفهوم الإبداع لما تم اختيار الأعمال المقدمة لمهرجان ليالي عدن المسرحية الثالث هذا بكل صراحة وبكل أسف.[c1]الفنان العباب : قلنا مهرجان وتقاطرت النصوص الإبداعية.[/c]فيما يؤكد الممثل والمبدع سالم العباب عدم وجود أزمة في النص المسرحي قائلاً: لا.. لا إطلاقاً؛ لا توجد أي أزمة نص.. قلنا مهرجان تقاطرت النصوص الإبداعية مؤلفين شباب ومخضرمين علماً بأنه قدمت للجنة النصوص خمسة عشر نصاً وتم اختيار تسعة نصوص من قبل لجنة المهرجان.[c1]الكاتب أحمد عبدالله سعد : أزمة النص مقولة خاطئة[/c]أما الكاتب المسرحي سعد يرى أنه لا يوجد البتة أزمة نص وهذه المقولة خاطئة قائلاً : لدينا كوادر لديهم قدرات هائلة واثبتوا ذلك.. المهم إتاحة الفرص أمامهم.. نحن نتكلم عن عدم وجود نص في الوقت الذي نعاني فيه من عدم وجود مسرح حقيقي أو عدم إعطاء فرص حقيقية للآخرين للانشغال وإظهار مواهبهم؛ ولكن هناك أعمال كثيرة باطلاعي البسيط في التلفزيون والإذاعة.. أنا متفائل بجبل الشباب بما يملكونه من رؤى وحماس شديدين أذكر على سبيل المثال عمرو جمال قرأت له وقدم أعمالاً راقية والطاقم المسرحي تحترم وجوده.. وأنا في هذا المهرجان نحترم الشباب.. ومرتاحون لهذا الحماس الموجود لديهم.. رغم المعاناة.. استطاعوا توظيف ملكاتهم وطاقاتهم ويؤكدون عدم انقطاع الأجيال.. ونحن بحكم العمر وتقدم السن.. هم من سيحلوا في هذه المواقع.وحول كثرة المخرج عدد المخرجين والاتجاه إلى الإخراج شدد المخرج قاسم عمر على ضرورة أن يكون المخرج دارساً فن الإخراج وإن لم يكن كذلك يجب أن تكون لديه تجربة إخراجية كبيرة واسماً موجوداً قائلاً : مش أي واحد يخرج إلا أذا كان موهوباً وهو فلته من السماء وهذا نادراً ما يكون..عمر مكرم يتفق مع قاسم عمر في تشخيصه لهذه المسألة إذ يقول الضوابط لابد من وجودها في كل المسائل أنا لست مع أولئك الذين يقولون إن الإخراج أن تقدم على الخشبة ما هو مكتوب في النص، هذا مع الأسف معقولة قاصرة ومفهوم مغلوط عن الإخراج المسرحي.. مفهوم الإخراج يقف عند حدود أن المخرج منتج آخر للعمل الفني.. منتج ليس بمعنى منتج مادي لا، ولكن منتج إبداعي للعمل الفني، كتابة جديدة للنص المكتوب ورؤية فنية جديدة للنص المسرحي مع القواعد الأساسية المتعارف عليها سواء في المسرح أو الإذاعة وذلك لا يستحق أن يأخذ لقب مخرج، متى ما استطاع المخرج أن يصل إلى هذه الحقيقة حتى وإن لم يدرس فهو قادر ويستحق أن يطلق عليه مخرج وهكذا نستطيع أن نفرز الهش من السمين من خلال التجارب والأعمال التي تؤكد أن هذا مخرج أو غير مخرج.[c1]سعد : لابد من الاهتمام بالشباب التجربة تولد مخرجاً [/c]فيما يرى الكاتب المسرحي سعد إن إتاحة الفرصة للشباب يحفزهم لتقديم أطروحات ورؤية إخراجية جديدة ومتطورة.. موضحاً بأن المخرج الحقيقي عندما تتاح له الفرصة يترسخ أكثر في المسرح ويبدع ويكن له إيقاعه الخاص وتمايزه.. ومهما أتحتي فرصة.. تصنيف الآخرين وقدراتهم لا تحدد.. لأنه ضروري تصنيف الناس.. وضروري احترام التصنيف من خلال التجربة يعني فلان أخرج كم مسرحية فهو مخرج ولكن فلان تميز بأعمال ومن ثم التجربة هي التي تولد المخرج ونحن لا نستطيع أن نصنف حالياً دون أن نعطيه المساحة والإمكانيات لعمل الإخراج.. والزمن كفيل بأن يفرز المخرج الحقيقي من المخرج المدعي.هذه الهموم.. والمعاناة.. التباين والاتفاق في وجهات النظر تعمق الحاجة الماسة لخشبة مسرح يرسم مبدعو هذا الفن الراقي من خلالها آمال وأحلام وطموحات أمة ويجسد مشكلات المجتمع، هواجسه وهمومه ويرسي قاعدة عريضة لجمهور مسرحي الذي يعد الضمانة الوحيدة لازدهار الحركة المسرحية.. وعلى ما تقدم حملنا الهم والقلق البالغين إلى الجهة الرسمية ممثلة بالأستاذ/ عبدالله با كدادة مدير عام الثقافة والسياحة بعدن الذي أكد بدورة استعادة كثير من المواقع التي تم الاستيلاء عليها سابقاً وذلك بدعم من محافظ محافظة عدن الأستاذ/ أحمد محمد الكحلاني والجهات ذات العلاقة..وأوضح با كداده أنه تم استعادة " مسرح الجيب " في مديرية الشيخ عثمان، "صالة الأكروبات " - مديرية المعلا و " المرسم الحر" بمديرية التواهي، منوهاً إلى سعي قيادة المحافظة تنشيط المسارح من خلال إعادة تأهيل " مسرح الجيب" و " مسرح حافون " ..هذين المسرحين إذا ما تم إعادة تأهيلها سيقدمان نشاطات قيمة وأشار في هذا السياق إلى انه تم الحصول على مساحة 15 ألف متر مربع في منطقة الهوائيات بعد تواصل مثمر مع السلطة المحلية ومصلحة أراضي وعقارات الدولة لإقامة مسرح متكامل..وأضاف مطمئناً الجميع بأنه سيتم قريباً تقديم رسماً هندسياً لإقامة المسرح متكاملاً وحديقة للمبنى ومكتبة عامة ومركزاً ثقافياً مما سيكون له شأن كبير للارتقاء بالعمل الثقافي مستقبلاً.