إذا ما كان يورجن كلينسمان حالفه النجاح في مسعاه لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ما أضطر المنتخب الالماني إلى خوض مباراته مع كوستاريكا في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم غد الجمعة حيث كان من المفترض أن يبدأ المنتخب البرازيلي حامل اللقب مسيرة دفاعه عن لقبه بالمباراة الافتتاحية كما حدث في الدورات السابقة. ولم يمض وقت طويل عقب أن تولي كلينسمان مهمته بعد نهائيات كأس الامم الاوروبية عام 2004م ، حتى أعترض بشدة على الاتحاد الدولي لكرة القدم ورفض فكرة أن يخوض المنتخب الالماني الذي يتولى تدريبه المباراة الافتتاحية في بطولة 2006م.وعادة ما تتسم مباريات الافتتاح بالشد العصبي والتوتر والضغط النفسي ولذا رغب كلينسمان في أن يعفي فريقه من الشباب من هذا الضغط الزائد.ومنذ عام 1974م ، خاض حامل اللقب المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم لكن القاعدة ستتغير مع انطلاق نهائيات عام 2006م ، بعدما سبق للاتحاد الدولي لكرة القدم أن قرر عدم تأهل المنتخب الفائز بكأس العالم إلى البطولة اللاحقة مباشرة وأن عليه أن يخوض التصفيات شأنه في ذلك شأن أي فريق آخر.وبناء على ذلك وللمرة الاولى منذ عام 1970م ، حين تعادلت المكسيك مع الاتحاد السوفيتي السابق سلبيا تخوض ألمانيا الدولة المضيفة مباراة الافتتاح أمام كوستاريكا في ميونيخ.وقال كلينسمان في برلين: "لم أرد أن أخوض مباراة الافتتاح لانه من الجيد أن تشاهد بعض المباريات قبل أن تبدأ اللعب".وأضاف "هكذا يمكن أن يصبح لديك فكرة عامة عن أداء الحكام مثلا. لكن علينا الان أن نخوض مباراة الافتتاح وهو أمر نتطلع له. التوقعات عظيمة لكن الضغط على فريقك أمر لا يمكنك قياسه. وإذا كنت تشعر بهذا الضغط فعليك أن تتعامل معه بإيجابية وأن تتطلع لتحقيق التوقعات المرتقبة".على أي حال فإن بيكنباور يرحب حاليا بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم القاضي بأن تخوض الدولة المضيفة مباراة الافتتاح في نهائيات كأس العالم. وقال: "إذا ما حقق منتخبنا نجاحا في المباراة الافتتاحية فهذا يعني أن لديه الفرصة ليبدأ نهائيات كأس العالم بفرقعة قوية". وبلغة الارقام لا يجب أن تخشى ألمانيا من شيء خلال مباراة يوم الجمعة المقبل لانها تنتمي إلى الفرق الاقوى التي تبدأ مبارياتها الافتتاحية في تاريخ بطولات كأس العالم بنجاح كبير. ففي مشاركاتها ال15 عانت مرة واحدة في المباراة الاولى لها في نهائيات كأس العالم حين خسرت أمام الجزائر 1/2 في مدينة خيخون في البطولة التي أقيمت في أسبانيا عام 1982 لكن الخسارة لم تمنع المنتخب الالماني من الوصول إلى المباراة النهائية حيث خسر أمام إيطاليا 1/.3 وعندما قاد بيكنباور المنتخب الالماني في نهائيات كأس العالم التي أقيمت بايطاليا عام 1990م ، تمكن فريقه من أن يقدم بداية رائعة حين فاز على يوغوسلافيا السابقة 4/.1 ومنح هذا الفوز نوعا من الثقة بالنفس للمنتخب الالماني بأكمله ودفعه للوصول إلى المباراة النهائية والفوز على الارجنتين 1/صفر من ركلة جزاء سددها الظهير الايسر أندرياس بريمه وحصل على لقبه العالمي الثالث بعد بطولتي عام 1954م ، في سويسرا و1974م ، في ألمانيا. ولم تختلف بداية المنتخب الالماني الذي حصل على اللقب عام 1954م ، بمدينة برن السويسرية كثيرا حيث بدأها بضربة قوية تمثلت في فوزه على تركيا 4/.1 وقبل أربع سنوات في كوريا الجنوبية واليابان اكتسحت ألمانيا السعودية بثمانية أهداف "نظيفة" في مباراتها الافتتاحية بالبطولة السابعة عشرة التي استضافتها الدولتان معا. ولكن قد يكون من الضروري لان يعود الالمان بالذاكرة إلى عام 1974م ، وذكريات تنظيمهم نهائيات كأس العالم للمرة الاخيرة على الاراضي.. فيا له من فأل حسن. فقد فاز الفريق الذي كان يقوده بيكنباور بصعوبة على شيلي بهدف بول برايتنر في المباراة الاولى له في البطولة ولكن على الرغم من أن الالمان لم يقدموا أداء جيدا في تلك المباراة إلا أنهم تمكنوا من الفوز باللقب بعد أن تغلبوا على هولندا 2/1 في المباراة النهائية. والامر ذاته قد يرضي كلينسمان فالفوز على كوستاريكا بأي نتيجة هو الاهم في هذه المرحلة. وأوضح المدرب الشاب "نريد أن نبدأ البطولة بالحصول على ثلاث نقاط. نريد أن نفوز وأن نكسب الجماهير في صفنا". ولم يخض فرانز بيكنباور رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006م ، أي مباراة افتتاحية لنهائيات كأس العالم عبر مسيرته الدولية لكنه يدرك حجم الضغط الذي سيقع على اللاعبين في مباراة الجمعة. ولعب بيكنباور أول مباراة له في نهائيات كأس العالم الذي نظمته انجلترا عام 1966م ، وكانت أمام المنتخب السويسري. وهي مباراة لا يمكن أن تنسى لانها انتهت بفوز المنتخب الالماني 5/صفر وسجل بيكنباور هدفين من الاهداف الخمسة. ومن هنا لا يمكن مقارنة الضغط النفسي الذي تعرض له أسطورة الكرة الالمانية بما يمكن أن يتعرض له هؤلاء الذين سيخوضون مباراة الجمعة. وتذكر بيكنباور "لم يتجاوز التواجد الاعلامي آنذاك نسبة 3 في المئة على أكثر تقدير مما هو عليه الان. في أيامنا هذه لم تعد المباريات وحدها هي التي تجذب الانتباه لكن كل حدث مهما صغر حجمه ينقله الاعلام على الفور". وأضاف "كنت عصبيا ومتوترا بطبيعة الحال. لكنني حصلت على مساعدة رائعة من خلال الكلمات الهادئة من زملائي في الفريق مثل أوف زيلر وفيلي شولز وكارل هاينز شنللينجر. هؤلاء كانوا من أصحاب الخبرة ويملكون أعصابا قوية". وأوضح "قالوا لي: يا صبي لا تصب نفسك بالجنون إنها مجرد مباراة أخرى ستخوضها". ويتفهم بيكنباور تماما تحفظات كلينسمان إزاء خوض المباراة الافتتاحية. وبرر هذا الموقف من جانب كلينسمان بأن "مباريات الافتتاح عادة ما تنقلب ضد الفريق المرشح للفوز بها". وعلى سبيل المثال خسرت فرنسا التي دخلت نهائيات كأس العالم في عام 2002م ، وهي بطلة أوروبا أمام السنغال. كما سقطت الارجنتين التي حصلت على كأس العالم مرتين أمام بلجيكا عام 1982 وأمام الكاميرون عام 1990م.
أخبار متعلقة