شخصيات خالدة
أبو جعفر المنصور العباسي (الدوانيقي) ولد في عام 712م وهو ثاني ملوك العباسيين وأقواهم وهو باني مدينة بغداد في عام 710 م على مساحة من الأرض تقدر بخمسة كيلومترات مربعه على نهر دجلة في موقع مدينة آرامية تسمى (بغدادو) وقد صارت عاصمة الدولة العباسية ثم عاصمة العراق وبغداد من الحواضر الأهم في العالم منذ تأسيسها.وهو أسن من السفاح بعشر سنين ولكن أخاه الإمام إبراهيم بن محمد بن علي حينما قبض عليه جنود مروان بن محمد سلم الإمامة للعباس دون المنصور. وتولى الخلافة بعد وفاة اخيه العباس من عام 754م حتى وفاته في عام 775م.كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة «بني العباس» و التخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثل أبي مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين في خراسان.ويعتبر أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية ،يقول ابن طباطبا عنه:«هو الذي سن السنن وأرسى السياسة واخترع الاشياء»، وسار أبناؤه الخلفاء من بعده على مسيرته ، وهو فوق ذلك جعل لبني العباس سنداً شرعياً في وراثة الدولة اعطت لهم السبق على أبناء عمهم الطالبيين تمثلت في المكاتبات بينه وبين محمد ابن عبد الله بن الحسن الملقب بـ(النفس الزكية) ويتلخص ذاك السند في الفتوى بان العم أحق في الوراثه من البنت و ابن العم ويقصد بذلك فاطمة الزهراء، و علي بن أبي طالب ، كما إن المنصور هو من سن السياسة الدينية وجعلها أساسا لحكم العباسيين وذهب في ذلك إلى ابعد حد حتى قال: «إنما انا سلطان الله في ارضه».توفي المنصور عام 775م في طريقه إلى الحج و خلفه ابنه المهدي.كان المنصور فحل بني العباس هيبة ،وشجاعة ،وحزماً، وجبروتاً،وجماعاً للمال ، وتاركاً للهو واللعب ، وكامل العقل،جيد المشاركة في العلم والأدب فقيه النفس ،الى جانب صفة المكر والغيظ .لا شك في ان الفترة التى قضاها المنصور في الخلافة العباسية تعتبر من أهم عصور الخلافة ، فقد حكم ما يقرب من 22عاما حكما استبدادياً ودينياً وركز الخليفة فيها جميع سلطات الدولة في يده .واصبح الغدر العباسى سمة تمثل الطابع الذى التزمته الدولة العباسية طوال تاريخها الطويل وقد استهل أبو جعفر عهده بقتل عمه الذى كان يطمع في الخلافة. ثم قام لقتال اخيه عبد الله، فسار بأبي مسلم وهو كاره ،واشتبكت قواته مع قوات عبد الله في قتال طويل الأمد دام خمسة شهور وانتهى بهزيمة عبدالله بن على سنة137هج.