أن الحديث عن الصناعة الوطنية حديث ذو شجون وله أهمية كبيرة في حماية اقتصادنا الوطني وتطويره .. فهناك الكثير من الصناعات الوطنية والتي وصلت إلى مستوى الجودة العالمية ولكن مسالة حمايتها وكسب ثقة المواطن أصبح معدوما في اليمن نتيجة لهشاشة بعض الصناعات الوطنية ورداءتها أحياناً . وأتذكر ان فخامة الأخ الرئيس حفظه الله في أحد المعارض في صنعاء لفت انتباهه الحجم الكبير لأحدى بطاريات السيارات وكذا شكلها المتميز برغم انها من الصناعات اليدوية وعندما اقترب من ركن عرض لصناعات البطاريات حاول رفع البطاريات ولم يستطع لتقلها وهنا سأل المشرف على المعرض .. ( أين صنعت هذا البطاريات ؟ ) فأجابوه ( في اليمن ) في مصنع البطاريات في عدن .. وأندهش فخامته ووجه بضرورة شرائها من قبل المؤسسة الأمنية والدفاعية لجودتها وتوفير الكثير من الأموال من العملات الصعبة التي تصرفها هاتان المؤسستان الأمنية والدفاعية في استيراد وشراء بطاريات من الخارج . فمصنع البطاريات هو من أقدم المصانع في عدن وقد تم إنشاؤه في عام 76م وظل هذا المصنع ينتج البطاريات بطريقة يدوية ولكنها متقنة ومتينة وقوية ونافست الصناعات الخارجية في فترة كان الاستيراد للبطاريات محدوداً جداً بعكس اليوم فالمئات والمئات من الأصناف تستورد من الخارج وملايين من العملات الصعبة تهدر هنا وهناك ، وبرغم هذا وذاك فمصنع البطاريات في عدن مازال صامداً حتى اليوم .وحينما توجهنا لزيارة المصنع في خورمكسر وجدنا أنه الآن تحت عناية ورعاية المؤسسة الاقتصادية والتي تسعى جاهدة إلى تحديثه وتطويره . وهذا المصنع اليوم والذي يقع في خورمكسر تقوم المؤسسة الاقتصادية اليمنية بالإشراف عليه اشرافا كاملاً وتسعى جاهدة لجذب الاستثمار فيه حتى تضمن تطويره وتحديثه لأنه فعلاً سوف ينافس الصناعات الخارجية وسيوفر للبلاد الكثير من العملات الصعبة وسوف تتوفر فيه فرص عمل كثيرة . فما أكده فخامة الأخ الرئيس حفظه الله مراراً وتكراراً بضرورة الاهتمام والرعاية بصناعاتنا الوطنية أصبح اليوم أمراً مهماً على طريق التنمية والإصلاح الاقتصادي.. فصناعاتنا الوطنية كثيرة وبعضها مميز وتنافس الصناعات الخارجية ويصل أحياناً إلى مستوى الجودة العالمية .. فهل حان الوقت لنحميها ونثق فيها ؟
أخبار متعلقة