أضواء
تلعب المرأة دوراً هاماً في خطاب الجماعات الإسلامية المتطرفة، وذلك من خلال الإشارة اليها في كل الأطروحات التي تعزز قناعات الاستقطاب وتحريض الشباب على الانضمام لصفوفهم.. حيث يعتمد منظرو هذه الجماعات على الإغراق في الحديث عن “الحور العين” في الآخرة.. وهو خيار يراه بعض المراهقين أفضل من الاستمرار في حياة الدنيا والارتباط بحياة زوجية قد يصاحبها الكثير من التكاليف والمتاعب. ومن ثم فإن على هؤلاء الشباب الذين يتم غسل عقولهم، أن يسارعوا إلى الاحتراق بالإرهاب من أجل الوصول إلى حقيقة ما وعدهم به المنظرون. ومنهم من يفضل البقاء في الحياة زاهداً، يرفض حتى أن يرتبط بزوجة في الدنيا على أمل الوصول إلى الحور العين!!. ومنهم من طلق زوجته للهدف نفسه!.وبالمقابل يتم استخدام المرأة في الخطاب الديني المتطرف على أنها واحدة من سلسلة المحرمات ليس طبقاً لما نهى عنه الدين الإسلامي. ولكن كعنصر بشري يعيش على الدنيا. حيث يصورها منظرو هذه الجماعات وكأنها خطيئة. وأن أية ممارسة تقوم بها من خلال العمل المشروع هو من “الموبقات” حتى ان مشاهدتها للتلفزيون جريمة أخلاقية!! وهو ما خلق فجوة بين هؤلاء المراهقين المعنيين بالاستقطاب وأسرهم، أدى في النهاية إلى خروج الشباب المغرّر بهم من منازلهم وقطيعة أهلهم. وهو هدف يتفق وخطط منظري التكفير للانضمام لهذه الجماعات. على أن المرأة قد تم استخدامها أيضاً كعنصر للإغراء أثناء الجهاد في أفغانستان حيث كانت ضمن العروض التي تقدم للمجاهدين العرب دون مقابل.. وذلك من خلال سماسرة الاستقطاب. ومن هنا يمكن القول: إن زعماء ومنظري التكفير والتفجير قد نجحوا في فترة من الزمن في مخاطبة “الغريزة الجنسية” لدى المراهقين من جهة.. وخلخلة نمط الحياة الأسرية داخل بعض فئات المجتمع. ورغم النجاحات التي حققتها السلطات الأمنية السعودية في السنوات الأخيرة لمواجهة التطرف، إلاَّ أننا لا نزال بحاجة إلى أصوات علماء الدين على نفس الوتيرة التي تسير عليها الجهات الأمنية، وذلك من أجل تحصين الشباب ضد تضليل واختطاف عقولهم من قبل منظري “الحور العين»!!.[c1]- عن جريدة “البلاد” السعودية[/c]