محمد رجب أبو رجبانقضت السنوات الخمس على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن مواصلة عدوانها على العرب والمسلمين، بعد أن رفعت ومنذ اليوم الأول شعار مقاومة الإرهاب وشعار نشر الديمقراطية، حيث حملت مسؤولية تلك الأحداث للعرب والمسلمين وبات العقاب عقاباً جماعياً وأن آخذ أشكالاً مختلفة واختلفت درجاته، ولوحت أمريكا بالعصاً، حيث قالت :" من ليس معي فهو ضدي"!! وهكذا بدأت بالعدوان الذي كان فاتحته إسقاط الحكم في أفغانستان وتنصيب كرزاي بقوة السلاح الأمريكي وحرب مباشرة خاضتها أمريكا في أفغانستان، واستمرت في عدوانها لتطال العراق الشقيق تحت شعارات كاذبة ولا أساس لها من الصحة، وهذا ما اعترفت به الإدارة الأمريكية لاحقا ، وعلى لسان مسؤوليها، ولكن بعد ماذا؟ بعد أن وقعت الفأس بالرأس، ودمرت العراق ونهبت خيراته ، ومازال الاحتلال الأمريكي جاثماً على أرضه، يقتل أبناءه كل يوم جراء الاحتلال.أما في فلسطين فلم تكف أمريكا عن توفير الغطاء لإسرائيل ، والتي بدورها استغلت شعار مكافحة الإرهاب المرفوع أمريكيا، وقالت لأمريكا نحن ايضاً يوجد عندنا فصائل فلسطينية إرهابية، وبدأت حربها في تصفية المناضلين واغتيالهم واعتقالهم وتدمير بيوتهم، وحاصرت المدن والقرى، وارتكبت المجازر ولم يتحرك ساكن للعالم، لأنه ومن وجهة نظر إسرائيل تقاوم الإرهاب، ولم تخجل أمريكا من خوض حربها المفضوحة على لبنان مستخدمة الأداة الإسرائيلية، بعد أن فشلت في تسوية الوضع في لبنان على طريقتها الخاصة، وبعد أن رفض اللبنانيون خوض الحرب الأهلية، قامت هي بحربها على لبنان ودمرته ودمرت بنيته التحتية. تحت نفس الشعار "التخلص من حزب الله الإرهابي" على حد قولها!ما التهديدات لسوريا فلم تتوقف منذ احتلال العراق حتى اليوم، وفرض قرارات مجلس الأمن( الأمريكية الصنع) على سوريا تأخذ طريقها للتنفيذ الفوري، ورسائل الاملاءات التي تصل للعرب. حدث ولا حرج، والتهديد والوعيد لإيران وحشد اكبر رأي عام عالمي معادٍ لها لم يتوقف، وتطالب إيران بوقف التخصيب النووي، ولكننا لم نسمع يوما لا أمريكا ولا أحد من الحلفاء لها يتحدث عن الامتلاك الفعلي للنووي الإسرائيلي! أليس من حق الجميع أن يسال لماذا؟ لكن هذا هو الكيل الأمريكي الذي يكيل بمكيالين.إلى متى ستستمر هذه السياسة الأمريكية؟ وألا يتوجب عليها وبعد خمس سنوات أن تعيد النظر في سياستها المعادية للعروبة والإسلام؟ لقد وصل الأمر بالمدعو (بوش) أن يصف الإسلام بالفاشية! هل يعقل هذا يا بوش ؟ وهل ستبقى أحلام أمريكا بأن تكون إمبراطورية العصر؟ وحتى لو حصل ذلك، فمصير كل الإمبراطوريات معروف، ولكنك تجهل التاريخ ، حبذا لو تقرؤه جيدا عسى أن تستخلص منه العبر لما فيه مصلحة الشعب الأمريكي، وترحم العالم من الغطرسة والغرور!.هي فرصة لمراجعة الذات وعدم التدخل في شؤون الآخرين فهل تفعل؟.
