توقعوا أن يستغرق تشكيلها بين شهرين وثلاثة
القاهرة/ وكالات :اتفق قادة حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) امس الاثنين خلال اجتماعاتهم بالقاهرة على الدعوة لتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة الفصائل الفلسطينية.. وذلك فيما يرتقب أن تبدأ الحركة محادثات مع المسئولين المصريين ستكون "مفتوحة لكل القضايا". وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان قادة حماس الموجودين في القاهرة وبينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ومحمود الزهار احد قياديي حماس في قطاع غزة اتفقوا على "الدعوة لتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة الفصائل والفعاليات الفلسطينية". واضاف نزال لوكالة يونايتد برس انترناشونال ان "موقف حماس غير ناتج عن ضعف وانه يؤكد حرصها على وحدة الشعب الفلسطيني في هذا الظرف". وتابع ان وفد حماس سيلتقي مدير المخابرات المصرية عمر سليمان مساء الاثنين لينقل اليه نتائج اجتماعات قادة الحركة. الى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول مصري رفض ذكر اسمه ان سليمان سيجدد على قادة حماس خلال اجتماعه بهم التأكيدات المصرية على ضرورة اعتراف الحركة الاسلامية باسرائيل ونبذ العنف واحترام اتفاقيات السلام الموقعة مع الحكومة العبرية، وأضاف "ان السيد سليمان سيبلغ قادة حماس ان انجازات السلطة الفلسطينية والتزاماتها خلال الفترة الماضية هي مكاسب للشعب الفلسطيني ولا ينبغي التفريط بها"، وتوقع أن تأخذ مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ما بين شهرين وثلاثة أشهر. وكان قادة حماس قد بدأوا مشاورات فيما بينهم صباحا قبل لقائهم مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، وقال موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة ان جدول اعمال المحادثات مع المسؤولين المصريين "مفتوح" لكل القضايا. واوضحت مصادر في وفد الحركة ان المشاورات مع اللواء سليمان، المسؤول الاول عن ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في مصر ستتطرق الى مسالة اختيار رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد والذي يرجح ان يكون احد اثنين اما اسماعيل هنية او محمود الزهار ، وذلك بعد ان التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت الماضي وفدا من قيادات حماس واتفق معه على ان تختار حماس رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ، واضافت مصادر وفد حماس ان مسألة توزيع الاختصاصات الامنية في الاراضي الفلسطينية ستكون على مائدة الحوار. في هذا السياق أقر ابو مرزوق " ان اكبر مشكلة تواجها الحركة الان هي الاعتراف بالعدو الصهيوني والتعهدات التي كانت موجودة عند السلطة ولم يقابلها تعهدات اسرائيلية"، وقال"لا يمكن ان يكون هناك تنسيق أمني مع اسرائيل او تقوم حماس بتسليم مواطن فلسطيني اطلق صاروخا على اسرائيل او القبض عليه"، كما أكد ابو مرزوق ان حركة حماس لن تعترف باسرائيل ، مشيرا الى ان "اسرائيل موجودة بحكم الواقع ولا احد ينكرها وهي الدولة الاقوى في المنطقة وسلطة احتلال فوق رؤوسنا ولكننا نقول انها غير شرعية لانها تغتصب حقوق الاخرين.وقال ابو مرزوق للصحافيين الاحد "نحن لا نطلب اكثر مما كان الرئيس محمود عباس يطلبه من ابو عمار (ياسر عرفات) عندما كان رئيسا للوزراء اي ان يطبق القانون" الذي ينص على تبعية ثلاثة اجهزة للحكومة وهي الشرطة والدفاع المدني والامن الوقائي وتبعية الامن الوطني والمخابرات العامة، لرئيس السلطة. واكد ابو مرزوق ان المحادثات مع المسؤولين المصريين ستتناول مسالة اعادة بناء المنظمة، منوها بان " ا لمفاوضات السياسية (مع اسرائيل) المتعلقة بالحل النهائي بيد منظمة التحرير الفلسطينية والمفروض ان نبدا حوارا (مع حركة فتح خصوصا) حول اعادة بناء المنظمة". وقال هنية ان الحركة مستعدة "لتمديد التهدئة عشرة اعوام او خمسة عشر عاما" بينما قال ابو رمزوق ان "توحيد فصائل المقاومة سواء كانت تحت مسمى جيش او مسمى الفصائل الموحدة للمقاومة احد الخيارات المطروحة في المرحلة المقبلة". الجدير بالذكر ان " حماس " ليست عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية. وكانت مفاوضات جرت بينها وبين فتح قبل عدة سنوات من اجل انضمامها للمنظمة اخفقت بسبب خلاف حول الحصة التي ستتمتع بها " حماس " في المجلس الوطني الفلسطيني الذي سينضم اليه تلقائيا الان نواب حماس المنتخبون في المجلس التشريعي الفلسطيني . وستتناول محادثات " حماس " في القاهرة كذلك الشروط الثلاثة التي كان اللواء سليمان دعا الحركة الى الالتزام بها الاسبوع الماضي وهي وقف العنف والاعتراف باالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل والاعتراف بوجود اسرائيل. من جانبه طالب الرئيس المصري حسني مبارك في مقابلة مع صحيفة اسرائيلية الاسبوع الماضي حركة حماس بنبذ ما أسماه بالعنف واحترام اتفاقيات السلام بما فيها خطة خارطة الطريق. واعرب عن اعتقاده ان حركة حماس ستغير من مواقفها بعد تسلمها السلطة وستأخذ منحى اكثر واقعية في التعامل مع الاوضاع الاقليمية والدولية. وكان اسماعيل هنية القيادي في حماس تجنب أمس اي اشارة الى رفضهم الاعتراف باسرائيل ونفى بشكل ضمني سعيهم لتدميرها. وقال في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة "كاثيميريني" اليونانية "هل يعتقد احد اننا قادرون بالبنادق على تدمير دولة تملك مقاتلات اف-16 ومئتي راس نووي؟ هل نحن من ندمر اسرائيل ام ان اسرائيل هي التي تدمرنا؟". على صعيد متصل اكد خالد مشعل في مقابلة نشرتها اليوم مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان حماس ستحترم الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل لكنها سترفض المساومة على المصالح الفلسطينية، وقال "سنعتبر الاتفاقات الموقعة امرا واقعا وسنتصرف بطريقة براغماتية لكننا لن نضحي بحقوق الشعب الفلسطيني". غير ان حماس تتجه على ما يبدو الى اعتراف ضمني باسرائيل من خلال انضمامها الى منظمة التحرير الفلسطينية التي اعترفت بالدولة العبرية في الخطابات المتبادلة بين ياسر عرفات وورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين عام 1993.