مفكر ومناضل فلسطيني
كرس اميل توما حياته كلها لخدمة شعبه والدفاع عن حقوقه ، ولد اميل في حيفا سنة1919م لعائلة حيفاوية فلسطينية ، من العائلات الغنية في المدينة ، ولكنه انفصل عن طبقة الاغنياء وانضم الى العمال والكادحين.درس في مدرسة صهيون في القدس، وسافر الى جامعة كيمبريدج في لندن لدراسة القانون. وفي عام 1968 نال شهادة الدكتوراة من جامعة موسكو.انضم اميل الى الحزب الشيوعي الفلسطيني في نهاية 1939، وقام مع رفيق دربه توفيق طوبي ومع بولس فرح بتأسيس نادي ( شعاع الامل )، الذي تحول الى مرجع لعمال شركات الزيوت وعمال المعسكرات يقصدونه للتشاور. ولاحقا ساهم اميل ورفاقه في تأسيس اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب الذي كان لاحقا النواة لتأسيس مؤتمر العمال العرب. وانتقل اتحاد النقابات الى مقر جديد واسع في درج الموارنة، الذي اصبح ايضا مركزا لصحيفة الاتحاد عند صدورها، ومقرا لعصبة التحرر الوطني بعد تأسيسها. وكان اميل توما عاملا اساسيا في صدور الاتحاد الذي كان رئيس تحريرها، وفي تأسيس عصبة التحرر الوطني الذي كان سكرتيرها العام.عمل اميل توما ورفاقه في عصبة التحرر الوطني من اجل ديمقراطية الحركة الوطنية، ومن اجل الوحدة الوطنية واستقلالية الحركة الوطنية الفلسطينية، وان تكون هي صاحبة القرار في كل ما يتعلق بالشعب العربي الفلسطيني.بعد عودة اميل من لبنان سجن في معسكر للاعتقال في بعلبك ثلاثة اشهر، كان من الطبيعي ان ينخرط في صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي .لم يكن اميل توما مناضلا ثوريا فقط ، بل كان ايضا مفكرا ومؤرخا. لم تكن مؤلفاته مجرد سرد للوقائع التاريخية وتسلسلها، بل كانت تشمل تحليلا عميقا ونقدا مبدئيا موضوعيا ورؤية شاملة مع استخلاص العبر والنتائج. وطرح اميل توما في مؤلفاته الحل الذي بلوره الحزب الشيوعي الاسرائيلي للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والاسرائيلي - العربي هذا الحال القائم على انسحاب اسرائيل من كافة المناطق التي احتلتها عام 67 واقامة الدولة الفلسطينية في هذه المناطق - الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمة هذه الدولة القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة او الحصول على تعويضات لمن لا يريد العودة، وحق اسرائيل في العيش بامان وسلام وراء حدود معترف بها دوليا وتدريجيا اصبح هذا البرنامج هو البرنامج الذي تطرحه السلطة الفلسطينية والاقطار العربية وقوى السلام في العالم.اصدر معهد اميل توما للابحاث السياسية والاجتماعية في حيفا، الاعمال الكاملة لاميل توما وعددها 14 مؤلفا ، من هذه المؤلفات اربعة مؤلفات خصصت للقضية الفلسطينية: ( جذور القضية الفلسطينية )،( 60 عاما على الحركة القومية العربية الفلسطينية،) (منظمة التحرير الفلسطينية)، (الحركة القومية العربية والقضية الفلسطينية). قام اميل توما بدور هام في النضال ضد سياسة القمع والاضطهاد القومي تجاه الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل. وإسهاما كبيرا في الدفاع عن الهوية الفلسطينية والتمسك بها، وعن الثقافة العربية في مرحلة حاولت فيها السلطة الحاكمة وابواقها طمس الهوية العربية والثقافة العربية ونشر العدمية القومية.وتوفي في عام 1985 في حيفا ، مسقط رأسه.