أضواء
جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج خطط له أن يكون رابطاً ومنسقاً لإذاعة وتلفزيون دول مجلس التعاون لكنه وخلال مسيرة أكثر من ربع قرن أصبح حبيس إجراءات الأجهزة الحكومية في الخليج بيروقراطية إدارية ومهنية ليصبح جهازاً سابعاً أو ثامناً. قد تكون هذه مشاعر أو حقيقة جهاز لكن هذا العام وفي افتتاح فعالياته العاشرة أواخر الأسبوع الماضي في مملكة البحرين وفي أثناء الافتتاح شعرت مع غيري من الحضور بأن هناك روحاً جديدة لهذا الجهاز الذي ارتفع سقفه وتضاءل مع تطورات الأحداث في الخليج من حروب وغزو واضطرابات ومشكلات منذ أزمة الكويت مع العراق والحرب العراقية الإيرانية قبل ذلك وغزو العراق الأخير والتشدد المذهبي والتطرف الديني ونزعات الانفتاح التي جاءت بها المحطات الفضائية. د. عبدالله بن سعيد أبو راس مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج أطلق بشائر إعلامية تقودها المملكة العربية السعودية بصفتها الرئيس لمجلس إدارة جهاز الإذاعة والتلفزيون من حيث الإبداع والتجديد وربما الدعم المالي مع دول الخليج للصرف على أعمال الجهاز.. فجهاز الإذاعة والتلفزيون في طروحاته القديمة ومن خلال مؤسساته الإعلامية لا يستطيع ان يؤدي دوره كجهاز قرر له ان يكون داعماً وموحداً للأعمال الخليجية في ظل تفوق وانتشار المحطات الفضائية الرأسمال الخليجي أو المحطات العربية والأجنبية ، فخلال السنوات الماضية انتشرت انماط عدة من المحطات الفضائية وهي محطات: تبث أفلاماً إباحية، ومحطات سحر وشعوذة، ومحطات تتبع منظمات إرهابية، ومحطات تكرس التطرف الديني، ومحطات تعزز النزعات العشائرية ومحطات تكرس مفهوم المناطقية المحلية. ومحطات تخصصت في الانحرافات السلوكية والأخلاقية، وأخرى تغذي الصراع السياسي السلبي الذي يقوم على الفتن والقلاقل داخل الوطن الواحد وداخل دول الخليج كوحدة وكيان سياسي واقتصادي واجتماعي. إذن الخارطة تغيرت عما كانت عليه حين إنشاء هذا الجهاز قبل أكثر من ربع قرن، وحتى خطورة الإعلام أصبحت أكثر وأكبر من طموح المؤسسين الأوائل لفكرة جهاز الخليج ومؤسساته وإدارات إنتاجه حين كان (افتح يا سمسم) طموح يسعى إلى وحدة الطفل الخليجي، أصبح دور الإعلام الخليجي أكبر ومسؤولياته أوسع واشمل من وحدة الثقافة ليتحول إلى جهاز عليه واجبات وطنية لمواجهة تحديات قوية وعنيدة وشرسة لتواجه إنسان هذا الخليج الذي وجد نفسه في صراع طاحن مع قوى عالمية لا تغادر سواحله وممرات الخليج المائية الجوية والأرضية، أصبحت القوى الأطلسية حدودية و(الفوكس) السياسي والإعلامي والتجاري مسلط وبقوة وبأنوار ساطعة على الإنسان والأرض. ومن هنا تأتي أهمية جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج ليس للدمج ووحدة الأعمال والتنسيق فقط وإنما للدفاع والخطوط الأمامية والاستشعارات الأولية لحماية أوطان الخليج إعلامياً من خلال تطوير فكرته وتوسيع مهامه وتعدد أدواره وهذا يتطلب الدعم الإداري والمالي والغطاء الرسمي اللامحدود.* عن/ صحيفة ( الرياض ) السعودية