أثمار هاشم :قبل سنوات عدة وفي هذه الصفحة تحديداً كتبت مقالاً بعنوان (لماذا نكتب ) تساءلت فيه إن كان الكاتب يكتب الاسم لأنه يشعر برغبة قوية في الكتابةوكأن هناك نوعاً من المغناطيسية بين القلم وأصابع الكاتب ، أم انه يكتب لأنه مجبر على ذلك بعد أن تحولت الكتابة بالنسبة له إلى مجرد مهنة يمارسها بدون شعور بالحب نحوها ، ومع هذا فإن أي كاتب يتوقع أن تقرأ كتاباته وهنا يأتي السؤال كيف نقرأ نحن ؟؛ أو غيرنا ؟؟يبدو سؤالي هذا مثيراً للدهشة لأنه يكفي أن يمسك المرء بين يديه كتاباً أو مجلة وينتقل من صفحة إلى أخرى وصولاً لآخر الكتاب أو المجلة مع إطلاق زفرة ارتياح عند وصولنا لتلك المرحلة كما يفعل كثيرون الآن متجاهلين أهم شيء في عملية القراءة إلا وهو ما الذي استفاده منها فإن كان يقع على الكاتب عبء الكتابة بأسلوب رصين وسلس في الوقت ذاته لتصل كتاباته إلى أكبر قدر ممكن من القراء وذلك على اعتبار أن ما يكتبه لا يمثل تعبيراً عن نفسه فقط بل عن الآخرين الذين لا يستطيعون إيجاد وسيلة للتعبير عما يخالجهم من ثم فإن على القارئ تقع مسؤولية تتمثل في كيفية قراءاته فالمرء عندما يقرأ ستثور في ذهنه تساؤلات عدة إن حاول أن يفهم ما يقرأ مخضعاً إياه للتحليل والمقارنة بين ما يقرأه وما يدور حوله وهكذا سيزداد عطشه للقراءة .أما إن كان الشخص يقرأ دون أن يفقه شيئاً مما يقرأه أو تتولد في نفسه مشاعر تأييد أو معارضة لأفكار هذا الكاتب أو ذاك فإنه بصراحة يضيع هباء فيها كان الأجدر به أن يستغله بشيء يعود عليه بالنفع .لذا فأن كانت الكتابة فن يمتلكه ذوو الملكات الخاصة فأن الكيفية التي تتم بها القراءة تصبح فناً عندما نحاول أن نستفيد منها بأشياء تنعكس على ثقافتنا وسلوكنا ، على أن الأهم من ذلك كله أن نقرأ حسب مستوياتنا الفكرية لا أن نهتم بالقراءة لأسماء كبيرة دون أن نعي ما تقول ولعلي أجد نفسي هنا استذكر عبارة قرأتها في إحدى المواقع الالكترونية تقول ( إن قرأت وخرجت بلب الحديث فأنت راشد ، وإن قرأت ولم تفقه شيئاً عذراً فأنت جاهل )
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة