
.jpg)

الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
تشهد محاور القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" مواجهات وتحركات مكثفة في جبهات قتالية عدة في إقليمي دارفور وكردفان. وبينما يشتد التصعيد البري في غرب كردفان على وجه الخصوص، كثف الجيش هجماته الجوية بالمقاتلات الحربية والطائرات المسيرة في كافة المحاور.
ووفق مصادر ميدانية شن الطيران الحربي للجيش سلسلة غارات متتالية ضد تجمعات ومتحركات قوات "الميليشيا" في محوري شمال وغرب كردفان بمناطق بارا وجبرة الشيخ والخوي وأبوزبد ومحيط مدينتي بابنوسة، والمجلد خلفت أكثر من 120 قتيلاً وسط عناصر الميليشيات، وتدمير نحو 25 عربة قتالية لـ"الدعم السريع".
وتابعت مقاتلات الجيش الحربية، أمس الثلاثاء، هجماتها في محور دارفور مستهدفة بالقصف العنيف مطار مدينة نيالا عاصمة الولاية الذي يعد المهبط اللوجيستي الرئيس لإمدادات "الدعم السريع" من خارج البلاد.
وتزامناً مع غارة بطائرة مسيرة على منطقة القنطور بغرب كردفان أسفرت عن مقتل قادة ميدانيين بارزين لقوات الدعم هناك، استهدفت مسيرة أخرى محيط مدينة بابنوسة محدثة خسائر كبيرة وسط عناصر الميليشيات في منطقة الميرم.
وفي جنوب كردفان، حذرت مصادر محلية، من أن تحالف "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية" بقيادة عبدالعزيز الحلو يجري ترتيبات لمهاجمة مدينتي كادقلي والدلنج، عبر نصب مدفعية بعيدة المدى في محيط هاتين المدينتين تمهيداً لقصفهما.
في الموازاة نفذ الجيش عملية برية نوعية تمكنت عبرها من التوغل والسيطرة على مواقع مهمة للحركة الشعبية بقيادة الحلو بجنوب كردفان، وتمكن من القضاء على نحو 80 من عناصرها وإصابة عشرات الآخرين.
في المقابل قالت "الدعم السريع" إن قواتها تعزز وجودها العسكري في أكثر من جبهة قتالية، بخاصة في محوري بابنوسة بغرب كردفان، والأبيض بشمال كردفان، وكشفت عن تحرك فرق عسكرية عدة ينتظر أن تتوحد في مجموعة واحدة تحت اسم "نمور كردفان" قبل أن تتوجه نحو مناطق العمليات.
وأعلنت على صفحاتها بمنصات التواصل الاجتماعي تصعيد هجماتها على مدينة بابنوسة بغرب كردفان، وبثت مقاطع مصورة تزعم فيها بدء توغلها التدريجي نحو عمق المدينة وتشديد الخناق على مقر الفرقة 22 التابعة للجيش بداخلها.
وكان الجيش قد أعلن الأسبوع الماضي، عن تصديه لهجوم واسع من "الدعم السريع" على بابنوسة، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر بشرية ومادية فادحة.
في الأثناء اطمأن مجلس السيادة الانتقالي في اجتماعه الدوري، أمس الثلاثاء، برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إلى "الموقف العملياتي في كافة محاور معركة الكرامة الوطنية"، مشيداً "بانتصارات الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية في دحر التمرد".
وأعرب الاجتماع بحسب إعلام المجلس، عن أمله "في أن يسهم تشكيل حكومة الأمل المدنية المنتظرة برئاسة كامل إدريس، في استتباب الأمن والسلام في كافة ربوع البلاد وتحسين معاش الناس بما يعزز من حال الاستقرار والسلام الاجتماعي للمواطنين".
ومع تزايد القلق والمخاوف من تقدم متوقع لقوات "الدعم السريع" نحو شمال السودان عقب سيطرتها على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر ومنطقة كرب التوم، حذر أبناء الولاية الشمالية من أن انهياراً أمنياً وشيكاً يلوح في الأفق، استناداً إلى معطيات ميدانية دقيقة ومشاهدات حقيقية، مما يستدعي دق ناقوس الخطر وتحركاً فورياً لتلافي تدهور الوضع.
وفي خطاب توجهوا به إلى السلطات المتخصصة، طالب أبناء الولاية بإعلان حال الطوارئ بصورة فورية، وتعزيز الوجود العسكري النظامي في النقاط الحيوية.
واقترح أبناء "الشمالية" شن ضربات جوية استباقية وتكثيف الاستطلاع الجوي في الصحراء الغربية والمناطق الحدودية مع ليبيا، مع توفير خطط لإخلاء المدنيين في غرب النيل، وإنشاء غرفة طوارئ لمتابعة التطورات أولاً بأول.
ولفت أبناء الولاية إلى تحركات مشبوهة داخل مدينة الدبة نتيجة تسلل عناصر مندسة من "الدعم السريع" وسط المدنيين وعلى ضفاف النيل، في سيناريو مشابه لما حدث بولاية الجزيرة قبل سقوطها.
.jpg)
وفي رسالة تضامنية، دعت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، أهالي الولاية الشمالية للاستعداد لما وصفته بالمرحلة المفصلية، مؤكدة أن الحرب لم تنته بعد، وأن "الميليشيات وحلفاءها يستهدفون النسيج المتماسك والوعي الجمعي بالولاية"، معتبرة أن "اختراق الشمال هو مدخل لتفتيت البلاد".
أما في شمال دارفور فأطلقت "المنسقية العامة للنازحين واللاجئين" نداء إنسانياً عاجلاً، محذرة من تدهور أكبر لأوضاع النازحين بمناطق جبل مرة وطويلة، تزامناً مع بداية هطول أمطار غزيرة غمرت مناطق تجمعات النازحين بالمياه.
وكشف بيان للمنسقية أن الأمطار تهدد بتفشي الأوبئة وسط ملايين النازحين الذين فروا من مناطق النزاع ويعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية، تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة من مواد الإيواء والماء والغذاء والخدمات الصحية.
في الأثناء أعلن رئيس "تجمع قوى تحرير السودان"، الطاهر حجر، عن مبادرة لفك الحصار عن مدينة الفاشر، تنادي بانسحاب كل من الجيش و"الدعم السريع" من المدينة، على أن تتولى "القوات المشتركة" فرض الأمن والاستقرار بعيداً من أطراف النزاع الرئيسة.
وعد حجر، وهو عضو سابق بمجلس السيادة الانتقالي، في منشور على حسابه بـمنصة "فيسبوك"، المبادرة المشتركة مع "حركة تحرير السودان" (المجلس الانتقالي) بقيادة الهادي إدريس، محاولة جادة لتجنيب الفاشر مزيداً من العنف والحصار.
من جانبها نفت "المقاومة الشعبية" بمدينة الفاشر وجود تفاوض بينها وبين "الدعم السريع" للتوصل إلى هدنة لمدة أسبوعين لضمان خروج آمن للمدنيين من المدينة. وجاء في بيان للمقاومة الشعبية، أن "ما يروج له وتتناقله بعض وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، مجرد إشاعات مغرضة ظلت تطلقها الميليشيات بغرض تفتيت الاستقرار، بث البلبلة في أوساط للمواطنين خدمة لأجندات خبيثة لا تريد الخير للفاشر وأهلها".
سياسياً وفي ظل التعثر الذي تشهده ولادة الحكومة الجديدة، شرع رئيس الوزراء الانتقالي، كامل إدريس، أمس الثلاثاء، في تشكيل وزارته جزئياً، بتعيين الفريق حسن داؤود كبرون كيان، وزيراً للدفاع، والفريق بابكر سمرة مصطفى، وزيراً للداخلية.
على صعيد آخر أكد إدريس، خلال محادثة هاتفية مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، أن "حكومة الأمل" المدنية المرتقبة قريباً ستتكون من التكنوقراط مع التزامها الكامل تنفيذ برنامج يضع في مقدمة برنامجه تحقيق السلام والاستقرار، وعودة النازحين طوعاً، والاستشفاء الوطني، وتحسين معاش وأمن المواطنين، إلى جانب تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وفي تصعيد دبلوماسي جديد اتهمت وزارة الخارجية السودانية، الحكومة الكينية بالتورط في مساعدة "الدعم السريع"، مجددة دعوتها كينيا للالتزام بالمواثيق الدولية، والتوقف عن دعم الميليشيات، واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
واتهم بيان للخارجية، كينيا بأنها أصبحت ممراً رئيساً للإمدادات العسكرية إلى الميليشيات، وأن المتحدث باسم الحكومة الكينية أقر في 16 يونيو الجاري، بدعم دولة الإمارات للميليشيات بهدف السيطرة على الموارد الطبيعية السودانية والوصول إلى البحر الأحمر، مما يعزز ما وصفته بـ"الحقيقة المعروفة للجميع".
.jpg)
وكشف البيان أن الجيش السوداني عثر الشهر الماضي داخل مخازن تابعة للميليشيات في الخرطوم، على أسلحة وذخائر تحمل علامات الجيش الكيني.
وعدت الخارجية، البيان الكيني الرسمي محاولة لتبرير دعم ميليشيات إرهابية بزعم أن بعض الدول تدعم الجيش السوداني، مؤكدة أن الجيش يقوم بواجبه في الدفاع عن وحدة البلاد وسيادتها.
واستغربت الوزارة تصريحات المتحدث الكيني التي وصفت الحكومة الموازية التي أعلنتها الميليشيات بأنها "حكومة السلام"، على رغم رفضها من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات إقليمية ودولية.