اقواس
يشعر المرء بالحزن والاسى حيث يجد لغة القرآن الكريم والتي ظلت لقرون عديدة خلت لغة العلم والادب والفن قد تراجعت عن موقع القيادة واضحى حالها في مأزق ومحنه فقد اصابتها الركاكة فتعثرت خطاها .. وبرزت على الساحة لغة هجينة ومزيج مشوه من كل لغات الارض .. ومع الاسف نرى كل ذلك و لا نحرك ساكناً خاصة امام هذا المد الصاخب والهجوم المتعمد والمحكم من قبل الكائدين على ديننا الحنيف وعلى لغتنا لسان الامة العربية . وصدق من قال : ماذلت لغة شعب الا ذل ولا انحطت الا كان امره في ذهاب وادبار .. والابتلاء الاكبر في ما نشاهده من هدم للغتنا اقنوم الحضارة في برامج مختلفة مستنسخة عبر القنوات التلفازية الفضائية العربية .. وبجهل شديد وتفاخر سقيم من قبل معدي ومقدمي هذه البرامج للغة العربية لا بل ويحشدون مفردات اللغات الاجنبية حشيداً بين مفردات لهجاتهم المختلفة هي اصلاً غير عربية .. وما نراه ايضاً من قتل للغة العربية في العديد من الافلام والاغاني المسماه " الشبابية " !! بحجة مسايرة العصر .. فأي عصر واي تطور هذا ؟ انه كمن يصعد الى الهاوية ... اللغة هي الرابط بين المرء ودينه وامته وثقافته واهله وهي من اهم ملامح الشخصية الانسانية ولست ادري كيف نسمح لابنائنا التعلم في الجامعات بلغات اجنبية كالطب والهندسة والعلوم الاخرى ؟! في حين استطاعت اللغة العربية عبر الاحقاب المختلفة ان تحقق متطلبات المجتمع التاريخية والدينية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية وكانت اللغة العربية لغة العلم والفلك والطب والرياضيات والهندسة وكانت منهلاً لطلاب العلم والمعرفة من امم اخرى الذين اضطروا الى تعلمها والاخذ بنواصيها . كما ان كل الامم تدرس ابناءها بلغتها الام ولا تسمح بدخول لغات اخرى الى مدرجات جامعاتها او الى اروقة مؤسساتها المختلفة .. الا نحن ! فأي انتكاسة هذه ؟ واي ذل هذا ؟ واي غفلة قاتلة هذه ؟ واي زعم جاهل بأن تعلم التخاطب باللغة الاجنبية ضرورة من ضرورات العصر الحديث!! لماذا لا نفرض لغتنا على الاخرين كما يفعلون هم بنا ؟ ان قتل لغتنا بأيدينا انما هو قتل لهويتنا وتاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا .. فاذا توقفت اللغة تقهقرت الامة واذا تقهقرت الامة فذلكم هو الموت والاضمحلال والاندثار . وكم هو مؤلم حين نجد اولياء الامور يتسابقون الى الحاق ابنائهم في مدارس خاصة يتلقون فيها تعليمهم باللغة الاجنبية ربما لان شروط الحصول على وظيفة اصبحت اليوم في زماننا الراهن لمن يتقن اللغة الاجنبية ولا يدرون هؤلاء من يمجد اللغة الاجنبية ان كثيراً من الشعوب تخلفت عن ركب الحضارة والتطور بسبب انزلاقها وراء وهم تعميم اللغة الاجنبية وتعلمها في المقام الاول وترك اللغة الام ولنأخذ الهند مثالاً يقتدى به في احترام للغة الام رغم تعلم ابنائها منذ الصغر في المدارس للغة الاجنبية لذلك نجد الشعب الهندي متمسكاً بثقافته ودينه ومعتقداته وفنه ومتقدماً بعلومه وعلمائه ومحافظاً على حضارته وتاريخه وفكره . ان أي امة تروم التقدم والقوة والعزة عليها امتلاك زمام العلم والتقنية بلغتها .. على ان تتعامل مع اللغة الاجنبية ببصيرة وحسن استفادة من غير ذوبان وحتى لا يقال علينا كانت امة