الكويت
الكويت / كونا :استضافت المملكة المتحدة الاجتماع التأسيسي للمؤسسة العربية الدولية للجودة (ايه اي كيو) لتنطلق بذلك أول منظمة عربية مستقلة ومتخصصة في منح شهادات الجودة للهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة على غرار عمل المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ايزو).وجرى خلال الاجتماع التأسيسي (الجمعية العمومية التأسيسية) انتخاب الكويتي صالح العنزي كاول مدير لهذه المؤسسة الوليدة وممثلا قانونيا لها وكذلك اختيار الكويت دولة مضيفة لمقرها الدائم.وفي هذا الاطار قال العنزي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاجتماعات التحضيرية لانشاء هذه المؤسسة بدأت في المملكة المتحدة في شهر فبراير الماضي وتمخض عنها الاجتماع التأسيسي الذي عقد قبل يومين بحضور ممثلين عن الدولة المؤسسة.واضاف العنزي ان فكرة انشاء هذه المؤسسة انطلقت بمبادرة من ممثلي الدول المؤسسة وهي دولة الكويت ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومصر وسوريا فيما ينتظر انضمام بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الاخرى لهذه المؤسسة.وحول سبب اختيار المملكة المتحدة بلدا مضيفا للاجتماع التأسيسي قال العنزي ان بريطانيا تمتلك الشروط والخبرات العالية في هذا المجال اضافة الى وجود تشريعات وهيئات مشجعة توفر في مجملها مناخا ايجابيا لميلاد مثل هذه المؤسسة واضاف انه تقرر ايضا ان تكون بريطانيا مقرا للمراقب القانوني لنشاط المؤسسة وذلك لضمان الحيادية في العمل.وبشأن نظام التصنيف الذي ستعتمده المؤسسة اوضح العنزي ان النظام سيكون مماثلا لشروط منظمة ال(ايزو) ولكن مع اضافة شرط «جديد واساسي» يتعلق بالتزام المؤسسات او الهيئات الراغبة بالحصول على تصنيف الجودة بشروط المحافظة على البيئة وجهودها في هذا المجال.وقال «لقد حرصنا على الاهتمام بالجانب البيئي في تصنيف الجودة واعتباره شرطا اساسيا الى جانب تصنيف المنتج او الخدمة» التي توفرها مختلف المؤسسات موضحا انه سيتم عند التصنيف التركيز على مدى اهتمام الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة بشروط المحافظة على البيئة لاسيما ما يتعلق بالتخلص من المخلفات واعادة التصنيع والاهتمام بمشاريع التشجير والزراعة في مقارها ومواقعها.واضاف ان هناك العديد من المؤسسات في الدول العربية تعنى بشؤون المحافظة على البيئة الا انها غير فاعلة بالشكل الكافي ومن هنا ياتي اهتمام المؤسسة بالمجال البيئي لتكون عنصرا مكاملا وداعما لجهود المحافظة على البيئة في الدول العربية.ومضى الى القول ان اي هيئة او مؤسسة حكومية تسعى للحصول على شهادة الجودة يتعين عليها الالتزام بالشروط المنصوص عليها وفي مقدمتها الشرط البيئي وذلك لمدة ثلاث سنوات لكنه استطرد قائلا ان بالامكان منح شهادة الجودة بمدة اقل تصل الى العام ونصف العام اذا ما تم التحقق من ان هذه المؤسسات صادقة في التزامها بتلك الشروط. - وحول هيكليتها وادواتها اوضح العنزي ان المؤسسة ستتألف من مجلس للامانة العامة سيتخذ من دولة الكويت مقرا له فيما سيتم انشاء مكاتب للوكلاء او الممثلين في عدد من الدول العربية تتلقى طلبات المؤسسات الراغبة في الحصول على شهادة الجودة.واضاف ان هذه المكاتب الفرعية ستقوم ايضا بدراسة اوضاع الشركات المتقدمة وتصنيفها وفق الشروط بعد التدقيق والمراقبة لتمنح اثر ذلك شهادة الجودة بعد اعتماد نتائج الدراسة من قبل مجلس الامانة العامة للمؤسسة والمراقب القانوني الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له باعتباره طرفا محايدا.واكد العنزي في هذا الاطار الاهتمام بالخبرات المحلية في كل بلد من البلدان التي تستضيف تلك المكاتب مشيرا الى ان معظم مؤسسات التصنيف الاخرى تعتمد على الخبرات العالمية «لكننا في المؤسسة الدولية العربية للجودة سنحرص على الاستفادة من الخبرات الوطنية الى جانب الخبرات العالمية حتى يتشكل لدينا مستقبلا فريق من الخبراء المحليين في كل بلد عربي».وعلى صعيد اخر ابدى العنزي الاهتمام بالتعامل مع الهيئات الحكومية باعتبارها الاكثر انتشارا من جهة وحرصا من المؤسسة على تشجيع هذه الهيئات التي تسعى للحصول على شهادة الجودة على الاهتمام بالجانب البيئي من جهة اخرى.وتشجيعا على استقطاب تلك المؤسسات قال العنزي ان مقترحا سيتم تقديمه لاحقا يقضي بمنح حسم يصل الى 50 في المائة من رسوم منح شهادة الجودة اضافة الى ادراج اسماء المؤسسات والهيئات المستوفاة للشروط في موقع المؤسسة على شبكة الانترنت اضافة الى تكريم المؤسسة المثالية في حفل يقام سنويا بهذه المناسبة.ومضى الى القول ان الاجراءات الاولية لانشاء المؤسسة تم استكمالها بعد الحصول على مصادقة وزارتي الخارجية والتجارة البريطانيتين وغرفة التجارة البريطانية وكذلك غرفة التجارة العربية البريطانية فيما ستتواصل هذه الاجراءات خلال الاشهر الاربعة المقبلة للحصول على الاعتراف العربي والدولي بالمؤسسة حتى تتخذ شكلها الرسمي الكامل.ونوه العنزي في هذا الاطار باهتمام الحكومة الكويتية باستضافة المقر الرئيسي والدائم للمؤسسة وترحيبها بتوفير الدعم الكامل لجهودها.