تميز عام 2005 باستعادة ليفربول الإنجليزي هيبته الأوروبية التي خسرها في العقدين الأخيرين بإحرازه لقب النسخة الـ50 من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وتوجيه المنتخب البرازيلي لإنذار مبكر لمنافسيه في نهائيات كأس العالم المقررة العام المقبل وذلك بإحرازه بطولة القارات.وغابت الأحداث العالمية الكبيرة عن الرياضة الأكثر شعبية في العالم، إلا أنه كان متميزا بالبطولات المحلية والتصفيات المؤهلة إلى مونديال ألمانيا المقرر من 9 يونيو إلى 9 يوليو المقبلين، والتي أفرزت العديد من المفاجآت خصوصا في القارة الإفريقية.ليفربول بطلا لأوروباكان عنصر التغيير فاعلا هذا العام مع عودة ليفربول الإنجليزي إلى ساحة الألقاب الكبيرة مجددا بتتويجه بطلا لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي تعتبر أهم مسابقة للأندية في العالم.وجاءت العودة على حساب ميلان الإيطالي في مباراة نهائية مثيرة على ملعب "أتاتورك" في مدينة إسطنبول التركية وأمام 70 ألف متفرج، إذ أنهى ميلان الشوط الأول متقدما (3/صفر)، قبل أن يعود ليفربول إلى أجواء المباراة بقوة في الشوط الثاني وينجح في إدراك التعادل 3/3. وبقيت النتيجة على حالها في الشوطين الإضافيين فاحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق الإنجليزي.وأكد ليفربول أحقيته باللقب وخالف التوقعات رأسا على عقب وأطاح بالكبار الذين كانوا مرشحين للصعود على منصة التتويج في مقدمتهم باير ليفركوزن الألماني ويوفنتوس الإيطالي وتشلسي الإنجليزي وميلان.وبات ليفربول أول ناد إنجليزي يحرز لقب المسابقة منذ أن توج مانشسر يونايتد بطلا عام 1999، لينقذ موسمه بعدما خسر نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، وخروجه من كأس إنجلترا، وحلوله خامسا في الدوري، وبرغم ذلك سمح له الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن لقبه.بيد أن الفريق فشل في إحراز اللقب الذي ينقص خزائنه وهو بطل العالم للأندية بخسارته المباراة النهائية أمام ساو باولو البرازيلي صفر/1، واحتل ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي المركز الثالث بفوزه على الاتحاد السعودي 3/2، فيما جاء الأهلي المصري سادسا وأخيرا.سيطرة عربية في آسيا وإفريقياتوج الاتحاد السعودي بطلا لمسابقة دوري أبطال آسيا للعام الثاني على التوالي، ونال الأهلي المصري لقب بطل مسابقة دوري أبطال إفريقيا، والجيش الملكي المغربي لقب كأس الاتحاد الإفريقي، والفيصلي الأردني لقب كأس الاتحاد الآسيوي.بدوره ترك سسكا موسكو الروسي لمسته في أحداث 2005 بفوزه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي على حساب سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ليصبح بذلك أول فريق روسي يتوج أوروبيا منذ تقسيم الاتحاد السوفيتي.إنذار برازيليقاريا، وجه المنتخب البرازيلي إنذارا شديد اللهجة مضمونه بأنه لن يتخلى عن لقبه العالمي وأكد ذلك بوقائع لا تقبل الشك بإحرازه لقب بطولة القارات السابعة التي أقيمت في ألمانيا بفوزه الكبير على المنتخب الأرجنتيني 4/1 في المباراة النهائية.واختير نجم المنتخب البرازيلي أدريانو أفضل لاعب في البطولة، وفاز أيضا بجائزة الحذاء الذهبي برصيد 5 أهداف.الدوريات الأوروبيةلم يكن إنجاز تشلسي الإنجليزي أقل أهمية من مواطنه ليفربول، أقله بالنسبة لمشجعي النادي اللندني، إذ ظفر بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ 50 عاما، ليكسر بذلك احتكار أرسنال ومانشستر يونايتد للبطولة المحلية.وكان عنصر التغيير في البطولات الأوروبية المحلية الأخرى فاعلا أيضا، أما التكريس الأبرز فيتمثل بمحافظة ليون على لقب الدوري الفرنسي للمرة الـ4 على التوالي.في إسبانيا سيطر برشلونة، بقيادة مدربه الهولندي فرانك رايكارد على البطولة المحلية، وتوج بطلا في وقت مبكر، فيما عانى غريمه التقليدي ريال مدريد وخرج خالي الوفاض من جميع المسابقات.وفي إيطاليا توج يوفنتوس بطلا للمرة الـ28 في مسيرته بعد منافسة حامية مع ميلان، فيما كان أودينيزي مفاجأة الموسم بحجزه مقعدا في مسابقة دوري أبطال أوروبا.وبدوره حافظ بايرن ميونيخ على لقبه بطلا للدوري الألماني بعد منافسة حامية مع شاركه حتى المراحل الأخيرة من البطولة.وكان للمدرب الإيطالي المحنك جوفاني تراباتوني دوره في إعادة بنفيكا إلى خارطة الألقاب المحلية في البرتغال بعد غياب طويل، فيما حافظ ايندهوفن على لقب بطولة هولندا أمام تقهقر اياكس أمستردام مجددا، واستعاد رينجرز لقب بطولة أسكتلندا من بطل الموسمين الماضيين وغريمه التقليدي سلتيك.تصفيات المونديالشكلت تصفيات مونديال ألمانيا أهم أحداث 2005، وشهدت بعض المفاجآت بدأتها أوكرانيا بكونها أول المتأهلين إلى النهائيات عن القارة الأوروبية وللمرة الأولى في تاريخها، وحذت حذوها منتخبات غانا وتوغو وأنجولا وساحل العاج عن القارة الإفريقية، فيما منيت آمال الكاميرون ونيجيريا والمغرب بصدمة فشل التأهل.وفي القارة العجوز أوروبا عانت إسبانيا لحجز مقعدها واضطرت إلى خوض الملحق أمام سلوفينيا للوصول إلى الحدث الكبير، وشهد الملحق تأهل أستراليا للمرة الأولى منذ 32 عاما، وجاء هذا الإنجاز على حساب الأوروجواي وبركلات الترجيح وذلك مرافقة مع انتقالها إلى عائلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ابتداء من العام المقبل.وحرمت ترينيداد وتوباجو البحرين من تحقيق إنجاز التأهل للمرة الأولى، في ملحق آسيا ـ الكونكاكاف، بفوزها عليه 1/صفر في المنامة إيابا بعدما تعادلا 1/1 ذهابا في بورت اوف سبانين، وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها ترينيداد وتوباجو النهائيات في تاريخها.وكان المنتخب التشيكي آخر المتأهلين بفوزه على النرويج في الملحق الأوروبي، وليكتمل عقد المشاركين في النسخة الـ18 من كأس العالم.القرعة وسحبت قرعة الحدث الأكثر استقطابا للجماهير في العالم في التاسع من هذا الشهر في مدينة لايبزيج الألمانية، ووقع المنتخب الأرجنتيني في مجموعة قوية هي الثالثة إلى جانب هولندا وصربيا وساحل العاج، وجاءت باقي المجموعات متوازنة وأوقعت القرعة المنتخبين العربيين الوحيدين تونس والسعودية في مجموعة واحدة هي الثامنة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا، أما المنتخب البرازيلي حامل اللقب فجاء في مجموعة سهلة نسبيا مع كرواتيا وأستراليا واليابان.وكانت القرعة كريمة مع المنتخب الألماني صاحب الضيافة عندما أوقعته إلى جانب كوستاريكا وبولندا والإكوادور، ومن بين أقوى المجموعات أيضا، تبرز المجموعة الخامسة التي تضم إيطاليا وغانا والولايات المتحدة وتشيكيا، بالإضافة إلى المجموعة الثانية التي ضمت إنجلترا والباراجواي وترينيداد وتوباجو والسويد، وأوقعت القرعة المنتخب الفرنسي بطل عام 1998 في المجموعة السابعة إلى جانب سويسرا وكوريا الجنوبية وتوجو، وجاءت المكسيك وإيران وأنجولا والبرتغال في المجموعة الرابعة.رونالدينيو الأفضل في أوروبا والعالمأما على صعيد الإنجازات الفردية، فاختير البرازيلي الساحر رونالدينيو أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي بالإضافة إلى تتويجه أفضل لاعب في أوروبا.وشهد عام 2005 وفاة الأيرلندي الدولي السابق وأسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي جورج بست في 25 أكتوبر الماضي بعد صراع طويل مع المرض.ويعتبر بست من أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب البريطانية إن لم يكن أفضلهم وشكل إلى جانب بوبي تشارلتون والاسكتلندي دينيس لو ثلاثيا مرعبا قاد مانشستر إلى إحراز كأس أبطال الأندية الأوروبية عام 1968 على حساب بنفيكا البرتغالي.انتقالاتأما على صعيد صفقات انتقال اللاعبين، فلم يشهد عام 2005 عمليات من العيار الثقيل، فكانت الصفقة الأبرز تعاقد ريال مدريد مع الدولي البرازيلي روبينيو من سانتوس، كما عزز فريق العاصمة الإسبانية صفوفه بالبرازيلي جوليو باتيستا من إشبيلية الإسباني، وتخلى عن الإنجليزي مايكل اوين، الذي فضل العودة إلى الدوري الإنجليزي وهذه المرة مع نيوكاسل يونايتد، وعن نجمه الدولي البرتغالي لويس فيغو ومدافعه الأرجنتيني والتر صاميل ومواطنه استيبان كامبياسو لمصلحة إنتر ميلان الإيطالي.وتعاقد ميلان مع كريستيان فييري (إنتر ميلان) والبرتو جيلاردينو (بارما)، فيما ضم يوفنتوس الدولي الفرنسي باتريك فييرا من أرسنال الإنجليزي.ووقع الطلاق في نهاية 2005 بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وقائده الدولي الإيرلندي السابق روي كين بعد 12 عاما من الشراكة الناجحة في المسابقات المحلية والأوروبية.